ساعات تزيد عن الاربع و العشرين قليلا و ينصرم عام كامل بحلوه و مره , هو الان يلمم تلابيبه و يبحث عن عصاه ليضعها على عاتقه و يتأهب للرحيل عندها يصبح فى الذاكرة وتضحى أحداثه حكايات و عبر نسترجعها فتستضىء بها نفوسنا, وتغدو لنا بمثابة ذكريات بعضها مفرح ومنها المؤلم , لنمسى على دروس تعلمناها تختزنها الذاكرة فتكون من الماضى.
اننى اقف الان وأنظر الى الخلف القريب فى أثنى عشر شهراً أو ثمان و اربعين أسبوعاً أو 364 يوماً , فارى انه تحقق الكثير و تأجل فيها الاكثر, ولكن على العاقل أن يتعلم من صروف زمانه فيبنى على النجاحات ويذيدها و يتجنب الآخفاقات حتى لا يكررها.هذا على المستويين الفردى و الجمعى.
ففى مصرنا العزيزة داهمتنا غضبة الطبيعة بالاحداث المناخية الحادة من سيول فى سيناء و مرسى مطروح و مرسى علم و غيرها من الاماكن و كالعاده عانينا ولم نستفد منها ,وفى كل عام انادى الدولة المصرية بضرورة العمل على الاستفادة من الامطار و تخزينها و اعادة استعمالها. أنه لم يعد ترفاً لكنه امر حيوى بسبب الزيادة المستمرة فى الطلب على المياه مع محدودية الموارد المائية. لذا اعيد واكرر ضرورة التوسع فى مشروعات حصاد الامطار قدر الامكان.
ولن ننسى أننا مررنا فى مصر مثل بقية دول العالم بالصيف الاشد قيظاً فى التاريخ بما يترتب عليه فى زيادة الاحتياجات المائية لكافة الكائنات الحية و ايضا زيادة كبيرة فى استهلاك الطاقة و ما يترتب على ذلك من زيادة تكاليف المعيشة و تأثر الانتاج الزراعى و الحيوانى و الانشطة البشرية مما يؤدى الى تأثر فى الاقتصاد. وهذا الامر يقودنا الى ضرورة زيادة انشطة العمل المناخى لوقف تزايد الانبعاثات الكربونية و المشاركة فى كبح جماح التغير المناخى.
وعلى المستوى الاقليمى فعامنا المتأهب للرحيل افتتح بكارثة الزلازل فى سوريا وفقد الاف من الاشقاء السوريين ارواحهم و عشرات الالاف اصيبوا هذا بالاضافة الى الخسائر المادية لشعب مكلوم اصلاً اتت عليه حروب اهلية و تدخلات دولية واقليمية,,, و لم تمض شهورة عدة فى الا و قد تكررت المأساة ذاتها فى المغرب الشقيق ليذوق الشعب ويلات الموت و الاصابات و تخريب المدن و القرى وبعدها بيومين تهاجم السيول درنه الليبية لتجرف وسط المدينة بالسكن و السكان و تفذف بهم فى البحر كأنما غضبت الطبيعة من انفلات الانسان العابث بتوازنها التليد.
اما السودان الشقيق ففى ابريل تفاقمت الخلافات بين عساكرهم وتطورت الامور لتصل الى حرب اهلية طاحنة بدأت فى الخرطوم وأم درمان و أنتقلت الى العديد من الاقاليم اكلت الاخضر و اليابس غزتها قوى اقليمية و دولية ليكتوى بنارها فقراء السودان واغنياءهم فيرحلون و يترحلون بعضهم لجأ داخليا فى مدن و قرى ودساكر اكثر امناً و بعضهم غادر البلاد الى دول الجوار و بعضهم خارج الاقليم و كان لمصرنا العزيزة الشقيقة الكبرى للعرب النصيب الاوفر من الضيوف السودانيين.
ثم فى الربع الاخير من العام يعاود جيش الاحتلال الاسرائيلى مسلسله الذى درج عليه منذ عقدين بهجوم كاسح مدمر و ابادة جماعية لسكان قطاع غزة المحاصر منذ ثلاثة عقود او اكثر فيمعن فى القتل و التخريب و التهجيرمستهدفاًالمدنيين العزل فى بيوتهم ومدارسهم مشافيهم و مساجدهم وكنائسهم حتى مقرات الامم المتحدة لم تسلم من عدوانهم وحربهم البربرية حرب الابادة الجماعية, ولكن تتصدى لهم المقاومة و تقارع جيش البغاء الظالم وترد له الصاع صاعين فيبدو فشله و ضعفه فى مواجهة المقاومين الذين يقتلون جنود العدوان و يدمروان معداتهم ويغنموا الكثير منها. و ندعوا الله ان ينصرهم نصرا مؤذراً لينتهى العام على هذه الحرب الظالمة التى ندعوا الله ان ينصر اهل غزة فى بداية العام القادم و يكون عام خير و مقدمة لاندحار العدو وتبدد و انهيار كيانه الغاصب.
وفى هذه الاثناء ينعقد المؤتمر العالمى الاهم و الاكبروهو مؤتمر الاطراف المعنية باتفاقية الامم المتحدة للتغيرات المناخية (كوب 28) فى دبى و ينتهى الى نتائج ظاهرها عظيمة وباطنها شوهاء غير مكتملة ففى أهم بندين وهما التخلص من الوقود الاحفورى قاومت الدول النفطية ذلك لنخرج بنتيجة هزيلة وهى التوصية بالتحول عن الوقود الاحفورى خلال العقد الحالى و لم ينص على الاستغناء عنه كما لم يضع اليات وعلامات تقدم ومراجعات…..الخ
و البند الهام الاخر وهو صندوق الخسائر و الاضرار الذى تم اقراره فى شرم الشيخ و انتظرنا انطلاقه فى دبى الا ان النتائج لم تكن على قدر الطموحات فجائت الوعود المالية هزيلة جدا لا تسمن ولا تغنى من جوع و يظل اغنياء الشمال يتسببون فى التغير المناخى ليتضرر منه فقراء الجنوب .
و اخيراً تأتينا الاخبار القادمة من الجنوب بالتعنت الحبشى فى مفاوضات سد النهضة التى استمرت اكثر من عشرة اعوام بدون اى نتيجة ملومسة مما حدى بوزير الموارد المائية المصرى الى اطلاق تصريحات ناريه حيال الجانب الاثيوبى متهماً اياه بالتعنت و تعمد افشال المفاوضات و تضييع الوقت ليضعوا دولتى المصب (مصر و السودان) فى امر واقع مضيفاً ان مصر تحتفظ لنفسها بحق حماية امنها المائى وحقوقها التاريخية فى مياه النيل الازرق بكل السبل الممكنة.و قد سبق هذه المفاوضات اقدام الاحباش على الملىء الرابع دون التنسيق مع دولتى المصب.
و الى هنا تصل الامور مع الاحباش و سدهم النكبوى على مصر و السودان الى طريق اراه مسدودا طبقا لرؤية العديد من الخبراء فى مصر و السودان و بالتالى أكرر ما قلته و اقوله دوما… ان على الدولة المصرية تنفيذ و صية الفرعون المحفورة على مقياس النيل بمعبد حورس بمدينة ادفو باسوان.
اخيراً عزيزى القارى كل عام وانت بخير مع تمنياتى بان يكون العام الجديد عام خير و بركة على الجميع.