الدكتور أحمد زكى أبو كنيز يكتب : فى اليوم العالمى للبيئة .. دعوة الى التعاون لاستعادة الطبيعه
بدأت بالامس احتفالات العالم باليوم العالمى للبيئة و التى درج العالم على الاحتفال بها سنوياً منذ عام 1974
و يهدف الاحتفال الى تذكير الناس بالقضايا البيئية الهامة و تاثيرها على كوكب الارض و علاقتها بحياة البشر, ويتم اختيار احد القضايا الهامة و اتخاذها شعار للعام لاهميتها و تأثيرها المباشر على حياة البشر للتفاعل معها و محاولة تغيير اتجاهيات و سلوكيات الناس حيال هذه القضية بما يصب فى صالح كوكب الارض , كما يتم تحديد احد العواصم العالمية لتدشين الاحتفال الرسمى العالمى الخاص بالامم المتحدة بها و تقوم غالبية العواصم العالمية بتنفيذ احتفالات مشابهة سواء الحكومات او منظمات المجتمع المدنى العاملة او المهتمة بهذا المجال.
و فى هذا العام تدار الاحتفالات تحت شعار استعادة النظم البيئية وهى يعنى العمل على احياء النظم البيئية التى تضررت نتيجة الانشطة البشرية المتسارعة وغير الواعية و التى ان لم يتم كبح جماحها فستكون لدينا نتائج كارثية على المستوى الدولى لذا فأن اصلاح النظم البيئية اضحى مطلب ضرورى و هو يعني المساعدة على استعادة الهيئة الأولى للنظم البيئية التي تدهورت أو تدمّرت، إلى جانب الحفاظ على النظم البيئية التي ما زالت سليمة. فالنظم البيئية التي تتسم بأنها سليمة الصحة، وتحظى بثراءٍ في التنوع البيولوجي، تعود علينا بفوائد أعظم ومن بينها تربة أكثر خصوبة فتعطى محصولا اعلى أ ومردوداً أكبر من الأخشاب ، ومخازن أوسع لغازات الدفيئة.
اذن هذا العام لدينا نداء بضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لإحياء أنظمتنا البيئية المتضررة فبقائنا بحالة جيدة يعتمد على النظم البيئية الصحية من الغابات إلى السواحل. ويقصد بالنظم البيئية التفاعل بين الكائنات الحية كالنباتات بكافة انماطها من الفطريات و البكتريا و حتى الاشجار والحيوانات والحشرات و فى القمة الانسان ومحيطها. وهذا لا يشمل الانظمة الطبيعية فقط ، بل يمتد الى الأنظمة البيئية المستحدثة و التي هى من صنع الإنسان مثل المدن أو المزارع و الحدائق.
ان ستعادة النظم البيئية هي مهمة عالمية ذات نطاق كبير جدا. ذلك لإنها تسلتزم إصلاح مليارات الافدنة من الأراضي و اعادتها الى حالتها الاصلية من الاتزان والتوازن حتى يتمكن البشر من الحصول على الغذاء الصحى السليم والمياه النظيفة و الوصول الى سبل العيش الملائمة. كما أن استعادة النظام البيئي تعنى إعادة او استعادة النباتات والحيوانات من حافة الانقراض، فى جميع انحاء كوكب الارض ابتداء من اعمال البحار و المحيطات حتى قمم الجبال الشاهقه. وهي تشمل على إجراءات بسيطة يمكن لاحاد الناس القيام بها مثل زراعة الأشجار والاقلاع عن الانتهاكات مثل حرق متبقيات الزراعة او القمامة أو تنظيف الشواطىء و اخرى معقدة لا تطيقها الا الحكومات مثل تحويل المصانع من الوقود الاحفورى الى الاعتماد على الطاقة النظيفة تخضير المدن، أو إعادة بناء الحدائق،.
و قد حددت الامم المتحدة العقد الحالى (2020-2030) كعقد استعادة التنوع البيولوجى فماذا يمكننا ان ننجز فيه؟
و يمكننا ان نحدث إصلاح نحو 850مليون فدان من النظم البيئية البرية والمائية، من الآن وحتى عام ٢٠٣٠، وهذا القدر من النظم البيئية لو امكننا اصلاحه فانه قادر على توليد ٩ تريليون دولار أمريكي من المنتوجات التي تنطوي عليها تلك النظم. وبمقدور الإصلاح أيضاً أن يزيل من الجو ما بين ١٣ و٢٦ جيجا طن من غازات الدفيئة. أي أنّ المنافع الاقتصادية لمثل هذه التدخلات تتجاوز تكلفة الاستثمار بتسعة أضعاف، أما القعود عن الإصلاح فتكلفته أكثر من إصلاح النظام البيئية بثلاثة أضعاف على الاقل.
و مما سبق يتضح لنا جليا ان استعادة الأنظمة البيئية المنتهكة و اعادتها لاصلها له منافع جمة، فمقابل كل جنيه يُستثمر في تلك العملية، يُتوقع الحصول على عشرة إلى ثلاثين جنيهاً من العائدات للمجتمع. بالاضافة الى ان انشطة الاستعادة لها مردود ايجابى فى إتاحة الوظائف في المناطق الريفية و الحضرية على حد سواء حيث تشتد الحاجة لدينا الى توليد فرص عمل.
اذن انشطة استعادة النظم البيئية ذات مردود بيئى وصحى و اقتصادى و اجتماعى و حضارى بالاضافة الى كبح جماح التغيرات المناخية المتسارعة والتى تمثلا تهديداً كبيراً لوجود وديمومة البشرية جمعاء. اذن الدعوة الى استعادة الطبيعة تقع على عاتق الجميع افراداً و جمعات جهات حكومية و منظمات مجتمع مدنى, من اجل حمياتنا جميعاً
رئيس الاتحاد النوعى للبيئة بأسوان