أخبارمقالات

الدكتور إبراهيم درويش يكتب : لا تكن أنانيا .وأحب لغيرك ما تحبه لنفسك ! ( نفحات الجمعة)

ابتلينا فى هذه الأيام بشخصيات موهبوبة بالقفز على الأكتاف متخصصون فى سرقة الكاميرات وتصدر المشاهد ..محترفون بالسطو على جهود غيرهم .. ويتشدقون بإنجازات .. لايعرفون عنها شيئا ….ويعتبرون ذلك ذكاء وفهلوة وخبرة ..

وللاسف أصبحت هذه التصرفات مربحة لأنها تدخل على من لايعرفونهم ..لكنهم هؤلاء يعرفون فى قرارة أنفسهم أنهم لايساون شيئا وأنهم افاقون ومخادعون وسارقون لجهوود غيرهم.
هؤلاء إختلطت لديهم المفاهيم فهم لايفرقون بين حب النفس وبين الأنانية، فحب النفس أن تحرص على عطاءها ما تستحق من التقدير والتكريم مع مراعاة حقوق الآخرين
أما الأنانية هى :
———————
هى أن تغرق فى حب الذات بلا مراعاة لمشاعر الغير وتحرص على أن تأخذ ماليس لك حتى ولو على حساب ضياع حقوق الآخرين..وهى بلاشك تورث صاحبها بغض الناس له فى الدنيا . وخسرانه فى الآخرة . ،

وذلك للأضرار التى تسببها الأنانية والتى منها :
————————
اولا….
الأنانية صفة بغيضة لها اضرار مدمرة على مستوى الأفراد أو المؤسسات أو المجتمعات .
لأنها تؤثر على طريقة العلاقات بين البشر .. فالعلاقات السوية بين البشر تقوم على تبادل المنافع وعندما تتطور العلاقة ترتقى إلى خلق الايثار . والتقدير المتبادل والاعتراف بفضل الآخرين وإشراكهم ..وعدم إنكار جهودهم
..لكن الأنانية تجعل العلاقات بين الأشخاص فى اتجاه واحد فقط هو الأخذ فقط ..بدون عطاء وتتحول العلاقة من علاقة الايثار إلى علاقة ألاثرة .والاستحواذ والأنانية وحب الذات وسرقة الحقوق والجهود وان تنسب لنفسك مالا تستحقه .
وهذه الأنانية البغيضة تحول العلاقات …من علاقات محبة وتعاون وحرص على النجاح إلى علاقات تملاؤها الحقد والكراهية والصراعات المدمرة .التى تفسد وتخرب اى علاقة أو أى مؤسسة أو أى مجتمع …
ثانيا …..
الأنانية تجعل صاحبها يتصرف بغطرسة .لا يسمع لأحد ..ويعتقد فى نفسهوانه هو الملهم وهو الحكيم ….كأن النساء عقمت أن يلدن مثله .. وأنه الوحيد فى الكون ..الذى يرى ويفهم …وحاز كل صفات الكمال ومحاسن الجمال …

ثالثا…
الأنانية تجعل المتصفين بها غارقين فى حب أنفسهم حتى عميت بصيرتهم عن حقوق غيرهم فيصبحون غير عابئين بحقوق من حولهم .. وكل مايشغلهم أن يتصدروا المشهد .ويظهروا فى الكدر. وعلى كل من حولهم أن يسبحوا بحمدهم ويرفعوا من شأنهم ..هؤلاء ملأت نفوسهم الأنانية و الكبر . قدوتهم فى ذلك ابليس يقول -تعالى-: (قالَ ما مَنَعَكَ أَلّا تَسجُدَ إِذ أَمَرتُكَ قالَ أَنا خَيرٌ مِنهُ خَلَقتَني مِن نارٍ وَخَلَقتَهُ مِن طينٍ)، فالأنانية كانت مانعا لإبليس من طاعة الله -تعالى-.

رابعا:
الأنانية تجعل المرء ينظر إلى نفسه نظرة استحقاق لكل مرغوب؛ فيرى نفسه المستحق لكل خير ويرى أن غيره غير مستحق لهذا الخير.

خامسا:
الأنانية تقود صاحبها إلى مساوئ الأخلاق فهى تؤدى بصاحبها نحو الغرور والتكبر والعُجْب والاعتداد بالنفس المفرط، مما يجعله يرى نفسه أفضل من الآخرين، وبذلك تكثر خصوماته مع الآخرين ويزداد أعداؤه وتكثر أحقاده…
ساسا ..ومن المفاسد المترتبة على الأنانية أيضا : خسة النفس ودناءتها، فيصبح الإنسان عبداً لهواه يريد تحقيق ما تمليه عليه أنانيته مما يهوي به إلى مسافل الأحوال؛ فينتشر الشر ويعظم الضرر.

صفات الشخص الانانى :
——————————-
١-الشخص الانانى : هو الذى الشخص الذى يسرق جهود غيره .. هو الذى يأتى متاخرا فيقفز على جهد من سبقوه ويسرق اللقطه .. ويسوق لنفسه ماليس صحيحا ..معتمدا على الحياء من الغير أو الغتاته…كما أن يرى كل جهد مبذول منه هو جهد خارق فوق العادة يستحق الإشادة ولايرى للآخرين دور ..إلا التسبيح بحمد سيادته ..
٢-الشخص الاناني في العلاقات هو يطلب ممن حوله المشاعر الطيبة له .. لكنه بخيل بمشاعره لهم ولا يهتم بهم يطلب من الناس أن تسمعه لكن لايسمع أحد ..يأخذ ولايعطى ..لدية اذدواجية فى المعاير..أن كان الأمر يهمه ..فتحت كل الابواب ووضعت الحلول وان كان الأمر لايهمه ..غلقت كل الابواب ..وعرقل كل الحلول …
‏كل ما يهم الشخص الأناني هو نفسه ومن يهمه أما الآخرين ليسوا فى حساباته بل قد يتفنن فى التنكيل بهم أو تعطيل مصالحهم
وبالتالى الأنانية تجعل صاحبها لايسمع ولايقبل النصح من الآخرين فيكون بذلك قد أغلق على نفسه أبواب خير كثيرة.

ولذلك يجب على كل انسان أن يزن الأمور بميزان العدل ويعرف حقوق الناس من حوله ، من غير إفراط ولا تفريط …وعليك أن تعرف لايوجد عمل ناجح مبنى على الأنانية .. بل النجاح يرتكز على التعاون والحب والايثار …
فلا تكن أنانياً همّك نفسك وذاتك.. حاول أن تصنع شيئاً للآخرين وأن تقدم لهم الخدمة والمنفعة…
ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لَا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ، حتَّى يُحِبَّ لأخِيهِ ما يُحِبُّ لِنَفْسِهِ)،
فقد نفى النبي -صلى الله عليه وسلم- كمال الإيمان عن المرء حتى يتحقق فيه حب الخير لأخيه .. ،
جمعتكم طيبة مباركة
ا.د / ابراهيم درويش

 





مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى