أخباردواجنمقالات

الدكتورة كريمة البكرى تكتب : كوكسيديا الدواجن(Avian coccidiosis)

مرض الكوكسيديا  (Avian coccidiosis)، من أهم المشاكل الشائعة في عالم الدواجن على مستوى  العالم. وهو مرض خطير لا تكاد تخلو منه دورة واحدة ويتسبب في خسائر اقتصادية كبيرة. ما هو الطفيل المسبب وكيف ينتشر، أهم أعراض مرض  كوكسيديا الدواجن. وطرق الوقاية منها وكيفية علاج مرض كوكسيديا الدواجن، هذا ما سنعرفه  فى هذا المقال

ما هو مرض كوكسيديا الدواجن؟

هو  عبارة عن عدوى تصيب الكتاكيت الصغيرة وتسببها البروتزوا من فصيلة (Apicomplex)،     عائلةEimeriidae   وينتشر بكثرة في الفرشة الرطبة سواء كانت تبن أو نشارة. حيث يصيب الطفيل أماكن متفرقة من الأمعاء وتحدث الإصابة بسرعة خلال 4-7 أيام.

الطفيل المسبب

عبارة عن طفيل وحيد الخلية يسمي بالبروتزوا. يتطفل هذا النوع من الطفيليات على أمعاء الدجاج، كما أن له العديد من الأنواع، حيث يوجد عدة أنواع من الكوكسيديا من فصيلة الايميريا تصيب الدجاج وهي كالتالي

Eimeria Tenella، E. necatrix، E.maxima، E. mivati

، E. mitis، E. brunette.:

  1. طرق انتشار العدوى

لا تحدث العدوى إلا من خلال تناول الطيور كميات كبيرة من بويضات الطفيل المتضاعفة بالانشطار، والمنتشرة في أماكن متفرقة في العنبر منها الأعلاف. حيث أن كلًا من الطيور المصابة والمتعافية من الكوكسيديا تفرز البويضات في البراز والتي بدورها تلوث الفرشة والمعدات والأعلاف حتى المياه.

كما يمكن أن تنتقل البويضات عن طريق ناقلات ميكانيكية مثل الحشرات والمعدات وملابس العمال وأيضا الحيوانات. ولا تكون البويضات الحديثة معدية إلا أن تتضاعف، ويحدث ذلك حينما تتوفر الظروف المناسبة. حيث تكون درجة حرارة العنبر ( 21.1درجة مئوية  – 32.2 درجة مئوية )   مع الرطوبة العالية، ويتطلب هذا من يوم إلى يومين. وبعد تكاثر البويضات وتوافر الظروف البيئية المناسبة من الممكن أن تعيش البويضات لفترات طويلة.

البويضات المتكيسة مقاومة لبعض المطهرات الشائع استخدامها في العنابر، ولكنها تموت بسبب ارتفاع درجات الحرارة أو بسبب التجمد.

أعراض مرض كوكسيديا الدواجن

الصفات التشريحية لمرض كوكسيديا الدواجن وعرض الإسهال الدموي

تتفاوت اعراض مرض كوكسيديا دواجن في خطورتها على حسب نوعها، وعادة ما تكون الكوكسيديا الأعورية أشد خطورة من الكوكسيديا المعوية. كما أن فترة حضانة المرض حوالي 8 أيام، مما يعني أن الأعراض قد تظهر على الفور أو خلال بضعة أيام. أهم أعراض كوكسيديا الدجاج هي كالتالي:

  • الإسهال الشديد والذي يمكن أن يكون دمويًا أو مائيًا أو يحتوي على مخاط أخضر.
  • تدلي الأجنحة وانتفاش الريش.
  • الخمول.
  • فقدان الشهية.
  • فقدان الوزن بشكل ملحوظ.
  • الجفاف.
  • انخفاض معدل النمو في الكتاكيت.
  • انخفاض إنتاج البيض.
  • اللون الشاحب للجلد والعرف.
  • تتراوح نسبة النفوق من 5-50% على حسب شدة الإصابة وانتشار العدوى ومدى تأخر أو إهمال العلاج أو وجود عوامل مجهدة للقطيع أثناء فترة الإصابة

الصفات التشريحية للمرض

تختلف الصفات التشريحية على حسب نوع الكوكسيديا والمنطقة التي تهاجمها.

الكوكسيديا المعوية

نلاحظ وجود التهاب في الغشاء المخاطي للاثني عشر، كما يحدث له تضخم وتظهر عليه خطوط عرضية ذات لون أحمر. أيضا يكون السطح الداخلي لاثني عشر خشنًا أو محببًا. أما باقي الأمعاء الدقيقة فتنتفخ ويحدث لها تضخمًا شديدًا، وتمتلأ بمخاط مختلط بالدم المتجلط أو السائل. أما جدار الأمعاء فيحدث له تضخم ويلتهب بدرجات متفاوتة على حسب شدة الإصابة.

الكوكسيديا الأعورية

نلاحظ زيادة في سُمك جدار الأعورين، كما أنه يمتلأ بالدم الطازج بلونه الأحمر أو دم متجلط لونه بني أو أحمر غامق

.

تشخيص مرض كوكسيديا الدواجن

يتم تشخيص الكوكسيديا عن طريق إجراء اختبار البراز. حيث يتم التعرف على بيض الأيميريا عند النظر إلى براز الدجاج تحت المجهر. كما يمكن إجراء صورة دم كامل (CBC)، حيث يُظهر انخفاضًا في عدد كريات الدم الحمراء ومستوى البروتين الكلي في الطيور المصابة.

كما يتم تحديد نوع الكوكسيديا على حسب موقعها في العائل والصفات التشريحية وحجم البويضات. أيضا توجد عوامل أخرى مهمة لتشخيص كوكسيديا الدواجن، مثل شدة ظهور الصفات التشريحية ومظهر القطيع العام. أيضا معدل الوفيات اليومية، وكمية العلف المتناول ومعدل النمو.

الوقاية من مرض كوكسيديا الدواجن

تطهير عنبر الدواجن بعد انتهاء الدورة بمطهرات تحتوي على مضادات كوكسيديا

  • يجب تنظيف وتعقيم وإعادة تعبئة المياه العذبة يوميًا.
  • التخفيف من ازدحام الطيور في العنبر.
  • تجفيف الفرشة بشكل مستمر، وذلك عن طريق إزالة الأجزاء المبتلة أو وضع مواد تمتص الرطوبة من الفرشة مثل السوبر فوسفات أو الجير المطفأ.
  • تجنب تربية أعمار مختلفة في المزرعة الواحدة.
  • يمكن إضافة مضادات الكوكسيديا في العلف، في حالة الرطوبة المرتفعة وعدم القدرة على التحكم فيها.
  • تقليل تراكم البراز، وذلك عن طريق تنظيف العنبر مرة واحدة على الأقل أسبوعيا.
  • يجب عدم تعريض القطيع لعوامل مجهدة مثل تقليل درجة الحرارة أو التجويع.
  • يجب تطهير العنابر بعد كل دورة وذلك باستخدام مطهرات قاتلة للكوكسيديا تحتوي على كبريتيد الكربون أو الفنيك بتركيز 5%.
  • يوجد الآن لقاحات حديثة يتم إعطاؤها للكتاكيت من عمر يوم إما في المفرخ أو في المزرعة.
  • اختيار العلف الجيد والمحتوى على النسبة المتوازنة من الفيتامينات والاملاح المعدنية وخاصة فيتامين أ وفيتامين د وكذلك المحتوى على النسبه المناسبة من الاحماض الامينية مثل الليسين والمثيونين

علاج مرض كوكسيديا الدواجن

يتم إعطاء مضادات الكوكسيديا في الأعلاف كإجراء وقائي، وذلك لأن معظم الضرر يقع قبل ظهور الأعراض. ولأن الأدوية وحدها غير كافية لمنع تفشي المرض تمامًا. وعادةً ما يتم إعطاء الأدوية العلاجية من خلال مياه الشرب. حيث يتم استخدام المضادات الحيوية مع زيادة فيتامين A وفيتامين K في الحصة الغذائية وذلك لتحسين معدل الشفاء ومنع حدوث العدوى الثانوية. كما أن بروتكول علاج داء كوكسيديا دواجن يتضمن الآتي:

مضادات الكوكسيديا

في بداية الأمر لا بد من السيطرة على الوضع باستخدام مضادات الكوكسيديا مثل الأمبروليوم أو تولترازوريل. ومن أكثر الأدوية المستخدمة في علاج مرض كوكسيديا الدواجن هي مركبات السلفا، حيث يتم إضافة 3 جم من السلفا ديميدين إلى 6 جم من الأمبرول إلى 3 جم من السلفا كينوكسالين 25% وذلك لكل لتر مياه شرب وتوضع لمدة 8 ساعات فقط يوميًا. لمدة ثلاثة أيام وهي فترة كافية للقضاء على الطفيل في حالات الإصابة الخفيفة. أما في حالات الإصابة الشديدة مع وجود عوامل أخرى صعب السيطرة عليها كالرطوبة. يتم إعطاء العلاج ثلاثة أيام بعدها راحة يومين بدون أدوية ثم نستأنف العلاج يومين آخرين.

المضادات الحيوية

من المهم جدًا إعطاء المضادات الحيوية لمنع حدوث العدوى الثانوية. وذلك عن طريق إعطاء مضادات البكتيريا بشكل متزامن مثل الأموكسيسيلين أو التيلوزين. فعندما تتلف الكوكسيديا جدار المعدة، تكون أكثر عرضة للإصابة بالعدوى الثانوية، مثل التهاب الأمعاء النخري.

ملحوظات هامة

  • في حالة إعطاء السلفا، لا يتم إعطاءها طوال اليوم لأنها عقار سام يؤثر على الكلى بشكل ملحوظ.
  • لا بد من المتابعة المستمرة للبراز بعد العلاج، وذلك بسبب الظهور المتزايد للسلالات المقاومة من الأيميريا للأدوية لمعرفة ما إذا كان الدواء فعالًا أم لا.

مرض كوكسيديا الدواجن من أخطر الأمراض التي تصيب دورة التسمين. لذا كان لزامًا على مربي الدواجن معرفة طرق الوقاية من داء كوكسيديا دواجن وأهمها الحفاظ على جفاف الفرشة ونظافتها بصورة مستمرة لقطع دورة حياة الطفيل وعدم تكاثر البويضات.

إستخدم البروبيوتيك، مثل Bacillus spp. يمكن استخدامه في العلف أو من خلال مياه الشرب للوقاية من التهاب الأمعاء الناخر أو حتى علاجه.

Immune support داعم المناعة (Beta-glucans)

. من المعروف أن لها تأثير تعديل المناعة ويمكن أن تكون أداة مفيدة في الوقاية من الكوكسيديا.

 


 

أ.د كريمة محمد البكرى عبدالعليم

رئيس بحوث

بمعهد بحوث الصحة الحيوانية بالاسكندرية – مركز البحوث الزراعية – مصر

 





مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى