الدكتور سالى أبو خضرة تكتب : البروسيلا وتأثيرها على حيوانات المزرعه
مسميات المرض:
البروسيلا- داء البروسيلات – الحمى المالطية – الإجهاض المعدي – حمى البحر البيض المتوسط.
مسببات المرض:
إن داء البروسيلات من الأمراض المعدية والمشتركه التي تصيب الماشية ولها تأثير اقتصادي كبير وتصيب الانسان ايضا. المرض ناتج عن عدة أنواع بكتيريا مختلفة من فصيلة البروسيلا التي تميل إلى إصابة نوع حيواني معين. ومع ذلك، فإن معظم أنواع البروسيلا قادرة على إصابة أنواع حيوانية أخرى أيًضا. الحمى المالطية تصيب الأبقار والخنازير والأغنام والماعز والإبل والخيول والكلاب. وقد تصيب أيًضا المجترات الأخرى، وبعض الثدييات البحرية والبشر. يتميز المرض في الحيوانات بالإجهاض أو عدم الإنتاج. وتتعافى الحيوانات عادًة وتعود قادرة على إنجاب مواليد حية بعد الإجهاض الأول، لكنها تستمر في طرح البكتيريا. الحمى المالطية في الأبقار (B. abortus) والأغنام والماعز (B. melitensis) والخنازير (B. suis) هي أمراض مدرجة في قائمة القانون الصحي لحيوانات اليابسة لمنظمة (OIE) الذي يقضي بإبلاغ المنظمة فور وقوع الإصابات.
. ﻭﺍﻻﻨﻭﺍﻉ الثلاثه ﺍﻻﻜﺜﺭ ﺍﻫﻤﻴﺔ ﻟﻤﻴﻜﺭﻭﺏ ﺍﻟﺒﺭﻭﺴﻴﻼ ﻫﻰ:
- Brucella abortus (بروسيلا ابورتس): ﺘﺼﻴﺏ ﺍﺴﺎﺴﺎالابقار ، وتصيب الجمال ايضا ، وقلما تصيب الاغنام والماعز
- Brucella melitensis (بروسلا ملتنسيس): تصيب الماعز والاغنام بشكل رئيسي، وايضا الجمال و الابقار.
- Brucella suis ( ﺒﺭﻭﺴﻴﻼ ﺴﻭﻴﺱ ): ﺘﺼﻴﺏ ﺍﺴﺎﺴﺎ ﺍﻟﺨﻨﺎﺯﻴﺭ
التوزيع الجغرافي لداء البروسيلات
لوحظ أكبر انتشار لداء البروسيلات في الشرق الأوسط ومنطقة البحر المتوسط وجنوب الصحراء الأفريقية والصين والهند وبيرو والمكسيك. وتشهد بلدان وسط وجنوب غرب آسيا حالًيا أكبر زيادة في الحالات المرضية. ومن المعتقد حاليًا أن العديد من البلدان في غرب وشمال أوروبا وكندا واليابان وأستراليا ونيوزيلندا خالية من البروسيلا.
اهم الاعراض المصاحبه للاصابه:
- حدوث حالات كثيره من الاجهاض خلال فترة قصيرة .
- الإجهاض فى الحيوانات المصابة يكون في الفترة الاخيرة من الحمل (في الماشية بين الشهر الخامس والثامن للحمل وفى الأغنام بين الشهر الثالث والرابع للحمل) وكذلك تسبب حدوث احتباس في المشيمة و ولادات ضعيفة غير مكتملة تنفق مباشرة بعد الولادة ، الحيوانات المصابة تعاني من ضعف الاخصاب والعقم. علاوة علي إنخفاض ادرار الحليب.
- وفى الخيول يسبب المرض حالة تسمى ناسور الظهر، وهو تورم في الرقبة أو الظهر. وقدُ تجهض الأفراس الحامل المصابة أو تلد أمهارًا ضعيفة وحساسة للمرض.
- فى حالات الذكور يحدث إلتهاب الخصيتين وتورم المفاصل وخصوصِا مفصل الركبة.
كما انه تكمن أهمية داء البروسيلات في أنه يتسبب بضعف الوظيفة التناسلية بسبب حدوث الإجهاض أو العقم أو احتباس المشيمة أو ولادة جنين ميت أو ولادة ذرية ضعيفة مما يسبب الخسائر الاقتصادية الفادحة لمربي أبقار الحليب والأغنام والماعز والخنازير.
طرق الاصابه:
- تنتقل العدوى فى أغلب الاحيان عن طريق الفم حيث تلعب الحيوانات المصابة المجهضة او التي ولدت حديثا ( 10 أيام من الولادة ) دورًا كبيرا في نشر المرض لأنها تقوم بإفراز كميات من الميكروب من خلال الافرازات الرحمية مسببة تلوث البيئة بالميكروب ويمكن للبكتيريا أن تعيش في البيئة المحيطة لعدة أشهر، وخاصة في الظروف الباردة الرطبة. وتظل البكتيريا معدية للحيوانات الأخرى التي تصاب بالعدوى عن طريق ابتلاع البكتيريا .كما يتم انتقال المرض ايضا من خلال تلوث العلف او مصادر المياه او من خلال جروح الجلد ، او السائل المنوي الملوث. وايضا عن طريق إستنشاق الهواء المحمل بجرثومة المرض.
- تعيش البكتيريا ايضا في الضرع لذلك الحيوانات المصابة تفرز البروسيلا فى الحليب ولكنها تتأثر بالحرارة والبسترة وكافية للقضاء عليها.
- الحيوانات المصابة في العادة تجهض مرة واحدة وتصبح بعدها حاملة للإصابة لعدة سنوات وتفرز الجرثومة بشكل متقطع ، الحيوانات الصغيرة تكتسب الاصابة من امهاتها المصابة عند الولادة او من خلال الرضاعه.
التشخيص المعملى لمرض البروسيلا:
*العينات المطلوبة لتشخيص البروسيلا:
يتم اخذ العينات اللازمة مثل:
1-عينات دم من الحيوانات المصابة او المشتبه فيها
2-مسحات Swabs)) من الافرازات المهبلية من الحيوانات التى اجهضت حديثا
3-عينات لبن
4-عينات من الغدد الليمفاوية والرحم والضرع والطحال من الحيوانات النافقة او التى يتم تشريحها .
5- الاجنة المجهضة (عينات من محتويات المعدة والطحال والرئة للاجنة المجهضة ) .
يتم فصل السيرم من عينات الدم وتجهيز عينات اللبن والحرص على عدم تلوث العينات النسيجية لاجراء الفحوصات التالية:
1-الفحوصات السيرولوجية الاولية المعتمدة ( Screening tests) :
Rose Bengal TEST (RBT) –
Buffered Acidified Plate Antigen Test (BAPAT) –
2-الفحوصات التأكيدية Confirmatory tests) )
Complment Fixation Test (CFT) –
Competative ELISA –
Polymerase Chain Reaction (PCR) –
الكشف عن الحمض النووىDNA)) فى العينات المريضة والايجلبية للاختبارات السابقة بواسطة تقنية اختبار تفاعل البلمرة المتسلسل لتشخيص البروسيلا .
3-العزل البكتيرى .
العزل الميكروبي لمسببات البروسيلا وذلك بأخذ عينات من اللبن او من الاعضاء الداخلية بعد الذبح او الاجنة النافقفة بطريقه خاصه لعزل وتصنيف هذه المسببات البكتيرية معمليا ثم اجراء اختبارات الحساسية ضد المضادات الحيوية الاكثراستخداما لعلاج البروسيلا وتحديد الأنسب فيها للعلاج .
كيفية التعامل مع الحيوانات المصابه:
1- عمل إختبارات دم لجميع حيوانات المزرعة لدراسة مدي إنتشار العدوي ومعرفة وقت الإجهاض وسببه و تحديد مصدر العدوي والتعرف علي وجود المرض بطريقة سيرولوجية قبل ظهور الأعراض ولابد من أجراء أكثر من اختبار ولا يتم الاعتماد علي اختبار واحد:مثل RBPT and BAPAT والإيجابي يتم تأكيدها بCFT.
2- المزارع الموجود بها المرض يقفل عليها حتى يتم ذبحها جميعا بالنظم اللازمة لذلك.
طرق الوقايه من مرض البروسيلا فى الحيوانات:
اهم الإجراءات الوقائية:
- الوقاية من التعرض للمرض عن طريق إحلال الحيوانات السليمة مكان المريضة بشرائها من أماكن خالية من المرض وجميع الحيوانات المشتراه توضع في الحجر الصحي لمدة 30 يوم.
- تطبيق كل شروط الأمان الحيوي .
- المنع باستخدام مصادر العلف الخضراء مثل البرسيم من أراضي لم يسبق عليها الرعي من أغنام و خلافة لذا يرجي التأكد من مصادر العلائق الخضراء المقدمة.
- الحد من وجود حيوانات الرعي بجوار المزرعة.
- الحد من تواجد الكلاب و القطط و الفئران.
- عدم دخول أي حيوان للقطيع إلا بعد إجراء الاختبارات السيرولوجية و التأكد من سلبيته.
- التأكيد علي الأطباء و المهندسين و جميع العاملين بالمزرعة بعدم التعامل مع أي حيوانات خارج المزرعة مع وجود ملابس و أحذية خاصة بالمزرعة لا يجوز الخروج بها خارج المزرعة.
- الفحص الدوري للمزرعة كل 3-6 شهور.
- الحد من التلقيح الطبيعي.
- القيام بتحصين الحيوانات عن طريق لقاحات مناسبة.
ا- الأبقار: التحصين باستخدام RB51vaccine من عمر 4- 6 شهور ويكرر قبل التلقيح . كما يعاد سنويا ومن المفضل التحصين من 1-2 شهر بعد الولادة. مع الاخذ فى الاعتبار ان تحصين الحيوانات العشار له قيود لما يسببه اللقاح من نسبة اجهاضات تصل بحد أقصي 2%. اما في البلاد والمناطق ذات نسب الإصابة العالية يكون الهدف هو تقليل الحالات المصابة من خلال التحصين مع تطبيق الإجراءات الصحية بشكل جيد. في هذا الوضع، للسيطرة على المرض قبل تطبيق مرحلة الفحص وذبح الحالات الايجابية يتم استخدام التحصين كمرحلة أولى. فالتحصين بمقدوره اختزال أعداد الحالات المصابة في القطيع بأكثر من 90% لو تم تطبيقه لمدة خمس سنوات.
ب -الأغنام: في حالة الأغنام فإنها تحصن بلقاح الريف 1 (Rev.1).
المخاطر على الصحة العامة ( الحمى المالطية في الإنسان)
داء البروسيلات مرض حيواني المنشأ شديد العدوى للإنسان ، يسبب له مرًضا غالًبا ماُيطلق عليه اسم الحمى المتموجة أو الحمى المالطية منذ أن تم التعرف عليه لأول مرة في مالطا خلال خمسينيات القرن التاسع عشر. تشمل الأعراض عند الإنسان الحمى المتقطعة أو غير المنتظمة، والصداع والضعف والتعرق الغزير والقشعريرة وفقدان الوزن وآلام عامة. وقد نشهد أيًضا علامات المرض في بعض الأعضاء بما في ذلك الكبد والطحال. الأطباء البيطريون والمزارعون وعمال المسالخ معرضون للإصابة بالعدوى أثناء اختلاطهم بالحيوانات المصابة والأجنة المجهضة أو المشيمة. يعتبر داء البروسيلات أحد أكثر أنواع الأمراض المعدية التي يتم انتقالها للعاملين داخل المختبرات بسهولة، ويجب مراعاة احتياطات السلامة الصارمة عند التعامل مع عينات الزرع وغيرها من العينات الشديدة العدوى، مثل منتجات الإجهاض. يمكن للمرض أن ينتقل أيًضا إلى البشر من خلال استهلاك الحليب غير المبستر و الناتج من الحيوانات المصابة.
ملحوظة: لا ينتقل داء البروسيلا عادة من شخص لأخر ولكن في بعض الحالات نقلت بعض النساء المرض لأطفالهن أثناء الولادة أو عن طريق الرضاعة، ومن النادر أن ينتقل المرض جنسيا أو عن طريق نقل الدم أو زراعة نخاع العظام الملوثة.
علاج الحمى المالطية في الإنسان:
علاج البروسيلا القياسي يهدف إلى تخفيف الأعراض و الوقاية من معاودة المرض و تجنب المضاعفات، و يجب تناول العلاج لمدة ستة أسابيع على الأقل و لكن الأعراض لن تختفي كليا الا بعد بضعه أشهر، و يمكن لهذا المرض المعاودة و يمكنه أيضا أن يصبح مزمنا. والعلاج هو تركيب اثنان أو ثلاثة مضادات حيوية وفي العادة يستخدم الدوكسيسايكلن مع الستريبتومايسن أو الريفامبسين أو الجنتامايسن، يجب أن يؤخذ العلاج لمدة ستة أسابيع على الأقل، و لكن إذا أصابت بكتيريا البروسيلا الجهاز العصبي المركزي يجب أخذ ثلاث مضادات حيوية لمدة أطول تقارب الثلاثة أشهر، الأطفال و النساء الحوامل ليس بإمكانهم أخذ بعض المضادات الحيوية لذا فإن علاجهم يتضمن استخدام مضاد حيوي واحد أو تركيبة مختلفة.
طرق وقاية الانسان من الحمى المالطية:
- تجنب منتجات الألبان الغير مبسترة: من الأفضل تجنب الحليب و الجبن الغير مبستر بغض النظر عن مصدرها.
- طهي اللحوم جيداً: يجب طبخ جميع اللحوم إلى ان تصل درجة حرارتها الداخلية إلى (63-74°م) ،الطهي الجيد يتخلص من البكتيريا الضارة .
- لبس القفازات: يجب على الأطباء البيطرين و المزارعين و الصيادين و العاملين في المسالخ ارتداء القفازات المطاطية عند التعامل مع حيوان مريض أو ميت أو انسجتها أو عند مساعدة الحيوان على الولادة.
- أخذ الحيطة و الحذر عندما تكون احتمالية الإصابة في مكان العمل عالية: على العاملين على في المختبرات التعامل مع العينات تحت شروط السلامة الحيوية، على المسالخ التقيد بشروط السلامة ايضا.
- تطعيم الحيوانات المحلية: هناك برنامج تطعيم يكاد يقضي على البروسيلا في قطعان الماشية، و لابد من أن يتم اختبار الحليب من ثلاث الى اربع مرات في السنة بحثاً عن آثار لبكتيريا البروسيلا.
ونظراً لخطورة الإصابة وسرعة انتشار المرض بين الحيوانات ومن ثم انتقاله إلى الإنسان وقدرة الميكروب المسبب له على البقاء حياً في البيئة المحيطة من تربة ومياه، فقد اصبح لزاماً أن يتم التعامل مع هذا المرض بشكل فعال وهو ما لا يتأتى إلا بتضافر الجهود من خلال تطبيق مفهوم ما يعرف بالصحة الواحدة، وهو عبارة عن نهج تعاوني متعدد القطاعات والتخصصات يعمل على المستويات المحلية والوطنية والإقليمية والعالمية.
المراجع:
- داء البروسيلا OIE
- دليل ميرك البيطري Merck Veterinary Manual
- مركز الأمن الغذائي والصحة العامة، جامعة ولاية آويا
The Center for Food Security and Public Health, Iowa State University
- الوضع الإقليمي ، خريطةBrucella Abortus، خريطة Brucella Melitensis
- أحداث ذات صلة: داء البروسيلات في الشرق الأوسط
- منشورات OIE
- Hegazy, Y. M., Molina-Flores, B., Shafik, H., Ridler, A.L.,Guitian, F. J., 2011. Ruminant brucellosis in upper Egypt. Preventive veterinary medicine, 101(3-4), 173-181.
- . Kaoud, H. A., Zaki, M. M., El-Dahshan, A. R., Nasr, S.A.,2010 Epidemiology of brucellosis among farm animals. Nature and Science, 8(5), 190-197.
د.سالى حامد ابوخضرة
ﺑﺎﺣﺚ اول اﻟﻤﯿﻜﺮوﺑﯿﻮﻟﻮﺟﻰ – ﻣﻌﻬﺪ ﺑﺤﻮث اﻟﺼﺤﻪ اﻟﺤﯿﻮاﻧﯿﻪ– ﻣﺮﻛﺰ اﻟﺒﺤﻮث اﻟﺰراﻋﯿﺔ – مصر