أخبارمقالات

الدكتور إبراهيم درويش يكتب : كن متفائلا ..وأحسن الظن بربك ( نفحات الجمعة)

  1. يقولون أن العطايا تتولد.. من رحم البلايا …ومن المحن تكافئ بالمنح …ربك لا يأتي منه إلا الخير وهو الغفور ذو الرحمة .
    فلا تنظر إلى الدنيا بعقل اليائس وقلب البائس وعين الاعمى ..
    فالناس معادن وأصناف.. منها :
    صنف يرى الدنيا بمنظار اسود ..والناس كلها لديه إما خائن أو جاهل . وسيادته هو الذى يملك العلم والفهم والحقيقة المطلقة ..هذا ينشر سمومه وآراؤه الهدامة على الناس بغير هواده بكبر وغرور .وهذا من شياطين الانس والجن .
    وما ادراك ما شياطين الانس هم قلوبهم مريضة يحسدون الناس على ماآتاهم الله من فضله..هم المفسدون للمجتمعات المفرقين للشمل ..الناشرون للأحقاد… موهوبون فى تصدير اليأس…والإحباط ..ونشر الشائعات المغرضة للناس .و يكرهون النجاح لأى أحد ولا يعرفون حق للصحبة أو الصداقة أو الرحم أو المؤسسة أو للوطن .وما أكثرهم ألآن !
    وأصبح الأمر بالنسبة لهم منهج حياة ..لتحقيق مآربهم .. هؤلاءصحبتهم مفسدة ..والسماع لهم فيه خسارة للدنيا والدين ..
    هؤلاء إذا قيل لهم اتقوا الله قالوا كما قال تعالى : (وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ…)..

والصنف الثانى مصيبته من خارجه… فهو. الذى يقع فريسة لشطحات شياطين الانس ويصدقهم ويستسلم لأفكارهم الهدامة بل قد يساهم فى نشرها بدون أن يدرى ..وقد يكونون عدد كبير .. وهم الذين يعمل عليهم كل صاحب فكره ..كى يجذبهم إلى فكرته ..
وهناك صنف من الناس مصيبته فى ذاته يشكو من سوء حاله نتيجة مايتعرض له من الضغوطات سواء كانت ضغوطات اقتصادية أو اجتماعية أو صحية أو نتيجة إخفاقه فى أمر ما كان حريصا على طلبه أو نتيجة خذلانه من الذى وثق فيهم ..أو من أقرب الناس إليه ..ويفقد ألأمل ويصاب باليأس والقنوط ..
.
أما الصنف المطلوب هو الصنف المؤمن بالله حقا ..الذى يحسن الظن بخالقه ..الذى يعمل عقله وفكره .. يسمع ويعقل
يجمع بين الأخذ بالاسباب والتوكل على الله ويحسن الظن بربه .
فهو يؤمن بأن الله قادر .أن يغير من حال إلى حال وماكان يظنه صعبا ومستحيل يحققه الله
فى طرفة عين فأمره بين الكاف والنون (إذا أراد شيئا يقول له كن فيكون )..وان الله سبحانه يجعل مع العسر يسرا ..
ويتذكر قصة سيدنا يعقوب مع أبنائه وقمة تفاؤله وإيمانه رغم المحن والمصائب التى مر بها من اقرب الناس إليه وهم ابناؤه وع ذلك كان يأمرهم بالتفاؤل يقول القرآن (“يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْئَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ” )
فالمؤمن يعلم أن الدنيا خلقت على التيسير..فعندما تتدبر قوله تعالى: ((ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ)) سورة [عبس].ستعلم أن الله يسر لنا كل السبل وكل الطرق
فالسبيل هو الطريق الذي يسلكه الجنين وهوخارج من رحم الأم عند الوضع لاإرتباط ذلك بالآية التى قبلها : (مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ.. ثم السبيل يسره ).من الذى سهل ويسر الوضع .؟
الله هو الذى يسر مخرج الجنين ( طريق خروجه ) من رحم الأم، .
فالمؤمن يوقن بأن الله سبحانه كما أخرج الجنين وسهل له طريق الخروج من رحم الأم رغم صعوبة ذلك قادر سبحانه وتعالى على أن يخرجه من كل ضائقة .ومن كل كرب .
لكن الأمر يحتاج إلى ثقة فى الله وحسن ظن به وصبر كصبر الأم. التى صبرت على آلام الطلق التى تشبه الموت عند الولادة .
فمن رحم المعاناه يولد إنسان جديد ويخرج إلى الحياة؛
فإن خروج الإنسان من هذا المضيق، وبهذه الطريقة، فيه آية وعبرة، يجب على الإنسان أن لا ينسى فضل الأم التي حملته وعانت، وكذلك لا ينسى فضل ربه الذي يسر له السبيل،ولايتكبر.
فعلام تتكبر. وأَوَّلُك نُطْفَةٌ مَذِرَةٌ ، وَآخِرُك جِيفَةٌ قَذِرَةٌ ، وَحَشْوُك فِيمَا بَيْنَ ذَلِكَ بَوْلٌ وَعَذِرَةٌ .
ولا ينسى قدرة الله على تغير حاله وتحقيق آماله رغم كل الصعاب .
ومن معانى (السبيل) اى هو طريق الخير والشر، وطريق الهدى والضلالوهذا له ما يشهد في القرآن الكريم: ((إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا))[الإنسان]، ،
كما يسَّر الله له للإنسان سبيل معرفة المنافع والمضار، فالإنسان بطبعه حتى وإن كان طفلاً صغيراً، يعرف مصالحه، يعرف كيف يرضع من لبن الأم، ثم يكبر ويتعلم كيف يتجنب الأشياء الحارة، وكيف يتجنب المخاطر، وإذا عقل بدأ يفكر في مصالحه، فهذا من تيسير الله تعالى.
قوله تعالى ‏”ثُم السبيل يسّره ”
فهذه الآية تمنحك الامل والثقة واليقين .. وأن الأصل في كل دروب الحياة هو اليُسر..اما العُسر طارئ وسيرحل.،فلا تحزن ولا تقلق،فالدمعة التي جرحت ملامحك سيبرؤها الله
وان القلب المنكسر المتألم سيجبره الجبار والطريق المسدود سيفتحه الفتاح ،وأمورك المعوجة ستستقيم ،وأوجاعك ستُشفى أنتَ مُلكٌ للهفليطمئن قلبك.
مهما أظلمت الدنيا فى وجهك
فتذكر دائما حاجة الناس للشمس
فهي تغيب كل يوم..دون أن يبگي لفراقھا إنسان. لـأنه يعلم ويثق بـأنها ستعود..فأين هذه الثقة بالله !! …
تفائل ولاتيأس من روح الله وثق فى وعد الله لك (إن مع العسر يسر) وكن حسن الظن بربك .فهو الذى يقول (أنا عند ظن عبدى بي، إن كان خيرا فخير وإن كان شرا فشر) .ومهما كانت المنغصات تعلق بالله ستجد حلاوة تنسيك كل الهموم ..وتعيد الامل إلى نفسك واجعل شعارك …فليتك تحلو والحياة مريرة..وليتك ترضى والأنام غضابُ، وليت الذي بيني وبينك عامر…وبيني وبين العالمين خرابُ،. إذا صح منك الود فالكل هين….وكل الذي فوق التراب ترابُ
اللهم ارزقنا التفاؤل وحسن الظن بك …وصلى اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد واله وصحبه الى يوم الدين .
جمعتكم طيبة مباركة
ا.د ابراهيم حسينى درويش





مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى