فضفض الشخص اى نفس عن نفسه .. فالثوب الفضفاض هو الثوب الواسع ..
والفضفضة هي وسيلة للتنفيس عن ما بداخل الإنسان من مشاعر، وهموم، ومخاوف. ويعتبرها البعض أحد أشكال العلاج النفسي ..لان كتمان المشاعر وتجاهلها وعدم القدرة على إظهارها بشكل إيجابي، قد يؤدي إلى اضطرابات نفسية وجسدية مثل القلق. والأرق.والاكتئاب و اضطرابات النوم.وارتفاع ضغط الدم ..الخ
وقد تكون الفضفضة بالكتابة بأن تكتب مقالا .. أو بوستات على وسائل التواصل الاجتماعى أو تتحدث مع أحد الأشخاص عن ماتعانيه أو مايجول فى خاطرك……
وبلاشك تكمن المشكلة أن الفضفضة التى تقوم بها فى لحظة ضعف نفسى ..تصبح دليل إدانة عليك ..لايمحى ..
فبوست .على الفيس ..تكتبه بطريقة غير مسؤوله .. أو تصريح ..فى لحظة انفعال .يدخلك فى مشاكل . لاتستطيع الخروج منها الابخسائر فادحة ..
وقد تعلن سرا من اسرار حياتك الشخصية والعائلية لايليق أن يعرفه أحد أو سرا من اسرار عملك ووظيفتك أنت مؤتمن عليه
أو تعطى سرا أو معلومات عن مؤسستك أو وطنك يعرض مؤسستك أو دولتك للخطر.
او تتحدث لشخص الذى تختاره كى تفضفض له و يكون ليس على قدر المسؤولية ..أويكون مدفوع لك …
وما أكثر الفضفضات فى الجلسات الخاصة وتحت تأثير المسكرات ومفاتن النساء
ولذلك كانت وصية النبى صلى الله عليه وسلم فى الحديث الذى رواة سعيد الخدري قَالَ: ألا أُخْبِرُكَ بِرَأسِ الأمْرِ، وعمودِهِ، وذِرْوةِ سَنامِهِ قُلتُ: بَلى يَا رسولَ اللَّهِ؟ قَالَ: رأْسُ الأمْرِ الإسْلامُ، وعَمُودُهُ الصَّلاةُ. وذروةُ سنامِهِ الجِهَادُ ثُمَّ قَالَ: ألاَ أُخْبِرُكَ بمِلاكِ ذلكَ كُلِّهِ؟ قُلْتُ: بَلى يَا رسُولَ اللَّهِ. فَأَخذَ بِلِسَانِهِ قالَ: كُفَّ علَيْكَ هَذَا. قُلْتُ: يَا رسُولَ اللَّهِ وإنَّا لمُؤَاخَذون بمَا نَتَكلَّمُ بِهِ؟ فقَال: ثَكِلتْكَ أُمُّكَ، وهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وَجُوهِهِم إلاَّ حصَائِدُ ألْسِنَتِهِمْ؟.
واذا كان ولابد أن تتحدث وتفرغ مابداخلك عليك أن تتخير الشخص الذى تفضفض إليه بأن يكون شخصًا قريبًا منك، كتومًا، ذا ثقة، صاحب نظرة إيجابية، يتسم بالموضوعية والبعد عن التهويل أو الاستخفاف.متدينا ..امين
على ما تقوله له … قادر على حفظ الاسرار … تثق به وبقدرته على احتواء ما بداخلك ..ويعتبر حديثك معه نوع من الفضفضه والعلاج النفسى لك .. وليس دليل إدانة ضدك ..
لكن من مجريات الأحداث والمواقف نجد أن الفضفضة مشاكلها وعواقبها أكثر من فوائدها..فكم من بيوت خربت بفضفضة من رجل أو مرأه كان فيها إفشاء لأسرار البيوت وكم وظيفة أو مشروع لم تتم أو ينجح بسبب الفضفضة
وعن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود” رواه الطبراني ولذلك قيل لا تُكثروا من الفضفضة، فإنّكم لا تعرفون متى يخون المنصتون.”
ومهما كان لديك من مشاكل ومنغصات إدفن همومك واحزانك فى قلبك وداخلك ..أفضل من أن تعطيها سيف يحاربك به الآخرون .
وبلاشك هذا يحتاج منك إلى قوة إرادة وعزيمة و قوة الشخصية ..وان تمسك لسانك ..
لان كثرة الفضفضه هي نوع من انواع التعري. وتصبح مكشوفا للغير .. ويعرف من خلالها مواطن ضعفك التى إن بحتها على غير ثقات…عرفوا مكامن ضعفك التى تضرب منها .أو تلدغ منها.
فإذا فضفضت وأفضت ..انت مرهونٌ بين اشفاقٍ من صديق لايستطيع أن يفعل لك شيئا أو اخفاقٍ من غير مؤتمن أصبحت اسيره باسرارك ونقاط ضعفك ..
والكلام القليل أحيانًا أفضل من الكثير، فالصمت يحمي من الخيانة.
والمنصتون لك اليوم .. هم الخائنون لك غدا’!
ومن جميل وصايا النبى صلى الله عليه وسلم عندما سئل عن الوسيلة التى فيها نجاة الإنسان فى الدنيا والآخرة ..أوصى بأن يمسك الإنسان لسانه عن الفضفضة التى لاعائد من ورائها
فعن عُقْبَة بن عامر رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله ما النَّجَاة؟ قال: «أَمْسِكْ عليك لِسَانَكَ، وَلْيَسَعْكَ بَيتُك، وابْكِ على خَطِيئَتِكَ». وذلك لعظم خطره وكثرة ضرره..
ولا تتكلم وأنت غاضب، حتى لا تقول حديث تندم عليه طوال حياتك
و إحذروا أصحاب الوجهين، والعياذ بالله.
لا تأمننّ إمرئٍ خان إمرءاً أبداً
إنّ من الناس ذا وجهين خوّانا
اللهم إنا نسالك نوراً منك يغشانا .. وعيناً منك ترعاناوعفواً منك يشملنا ..
ورضا منك ينير لنا دروب الدنيا والآخرة ..
وأجعل لنا لسان صدقٍ يُسمع .. وعمل حقٍ يُرفع .. وأجراً مضاعفاً لا ينقطع بفضلك وكرمك يا أكرم الأكرمين …
و صل اللهم و سلم و بارك على حبيبنا ، رسولك محمد وعلى آله وصحبه اجمعين.
جمعتكم طيبة مباركة
ا.د / ابراهيم درويش