الدكتور محمد المليجى يكتب : هل غرقت كليات الزراعة في زحمة التخصصات الدقيقة ؟
يعتبر التعليم الزراعي في الولايات المتحدة الأمريكية قمة التعليم الزراعي في العالم. وهذا ليس غريبا على بلد تنتج ثلث غذا العالم وتفد إليه وفود الدارسين من كل دول العالم للتعلم وتعود بخبرات جديدة الى بلادها.
في التعليم الزراعي الجامعي في الولايات المتحدة الامريكية لنيل درجة البكالوريوس لا توجد تخصصات ضيقة ومتفرعة كما نفعل في مصر رغم وجود الاقسام المتخصصة.
بمعني انك لن تجد درجة بكالوريوس في أمراض النبات او في المبيدات أو تربة او في الالبان او في الدواجن وستجد ذلك فقط في الدراسات العليا.
في مرحلة البكالوريوس ستجد ان التخصصات عبارة عن مجالات واسعة تحتها يدرس الطالب مواد تؤهله للعمل العام غير المتخصص مثل المحاصيل او البستنة او وقاية النبات و الصناعات الغذائية. لا توجد اقسام للإرشاد الزراعي مثلا الا ما ندر ولا توجد حتى في الدراسات العليا اقسام للمبيدات مثلا حيث يظل هذا فرع من الحشرات وسمية المبيدات جزء منها.
المشكلة في مصر وبعض الدول العربية ان التخصصات تبني على اساس الاساتذة وقوة نفوذهم والبحث عن مقررات للتدريس دون النظر الى الفائدة المرجوة ومتطلبات سوق العمل. لذلك تنموا بعض التخصصات بطريقة سرطانية فتجد داخل التخصص عشرات التخصصات وقد تصبح هذا التخصصات نفسها اقسام فيما بعد.
خريج قسم أمراض النبات مثلا او خريج المبيدات بعد درجة البكالوريوس ماذا سيكون عمله وخبرته محددة، انا شخصيا خريج امراض نبات ولكنى لم ابحث عن عمل حيث تعينت معيد بالجامعة اما رفاقي فقد توزعوا على الجمعيات الزراعية ليعملوا مثل اي مهندس زراعي ولكن بلا خبرة ميدانية حقيقية في الانتاج الزراعي.
لذلك يجب اعادة النظر في خطط الدراسة بكليات الزراعة لتعود الى الاقسام الكبري كالانتاج الحيواني والمحاصيل والبساتين والوقاية والصناعات الغذائية لدرجة البكالوريوس ، اما الاقسام الأخري فتكون للدراسات العليا لتنتج قلة مدربة تخدم اهداف الزراعة الدقيقة وهولاء ما يمكن ان نسميهم فيما بعد متخصصين بالفعل.
يجب ان يخصص نصف عدد الساعات لأي برنامج دراسي في اي قسم للأقسام الأخري حتى يتخرج الطالب ملما بصورة جيدة بالنشاطات الزراعية الاخري ولا يكتفي بالمواد المشتركة في السنة الاولى والثانية كما درس لنا.
اعلم ان هذا لن يعجب بعض رفاقي الأساتذة ولكن هذا رأيي وأظنه الافضل للخريجين وللوطن.
خالص تقديري للجميع