أخبارانتاج حيوانىمقالات

الدكتور عبد العليم سعد يكتب : حمي القراد

 

مقدمة

حمي القراد (البابيزيا) او حمي البول الدموي في المواشي او حمي تكساس Texas cattle fever  المتسببة عن الحيوانات الأولية Babesia  التي ينقلها القراد Boophilus annulatus

هو طفيل أولي يعيش داخل كرات الدم الحمراء وهو طفيل كمثري أو بيضاوي الشكل

 

وينتقل المرض عن طريق القراد, وله عدة انواع مختلفة تصيب الحيوانات مثل الابقار والاغنام والابل و الكلاب وقد الانسان

ويظهر المرض في صورة حادة أو مزمنة حيث يهدم كثير من كرات الدم الحمراء مما يسبب وجود لون أحمر في البول وينتشر المرض في جنوب أوروبا وأمريكا الوسطي والجنوبية وأجزاء كبيرة من أفريقيا والمكسيك وجنوب شرق آسيا وينتقل المرض من القراد الأم خلال بيضها حيث تنتج بعد ذلك يرقات وحوريات معدية.

ينقله قراد الابقار  Boophilus annulatus  او Rhipicephalus microplus

 

 

تعتبر عدوى البابيزيا في الماشية احد أهم الأمراض التي ينقلها القراد والتي تتميز بالحمى ويسببها طفيل وحيد الخلية من جنس بابيزيا. الشكل الحاد لها يطلق عليه “بابيز يوزس ” Babesiosis يتميز بالنمو والتكاثر السريع للطفيل في دم العائل مما يسبب تكسير كرات الدم الحمراء على نطاق واسع مما يؤدى إلى فقر الدم واليرقان وظهور الهيموجلوبين في البول وتضخم الطحال وغالبا ما يقضى إلى الموت.أما الإصابات تحت الإكلينيكية أو المزمنة والتي يطلق عليها “Babesiais” والتي غالبا ما تعقب الشفاء من عدوى أولية بالطفيل فانه يصعب تمييزها إكلينيكيا وتكون مصحوبة بفقر الدم ودرجات متفاوتة من الهزال.

  • الأبقار هي أكثر الحيوانات تأثراً بعدوى البابيزيا وتكون الخسائر الأكثر حدة في الأبقار مكتملة الحساسية للإصابة عند دخولها المناطق الموبوءة، ولذلك فعدوى البابيزيا تعتبر من العقبات المهمة التي تقف حائلا دون برامج تطوير سلالات الأبقار في المناطق الموبوءة، ان المردودات السلبية للوباء تشمل إجهاض الأبقار العشار وانخفاض خصوبة الثيران وانخفاض إنتاج اللبن إلى جانب تكاليف العلاج وبرامج مقاومة المرض خاصة مكافحة القراد.

 

مصادر وطرق نقل العدوى

 

القراد الصلب من عائلة Family Ixodidae  هو الناقل الطبيعي للمرض حيث تنتقل البابيزيا بشكل أساسي عن طريق المبايض من جيل لآخر  Transovorially بينما نقل العدوى من طور لآخر من نفس الجيل  Transstadially  قد يحدث أيضا.

 

  • القراد أحادى العائل من جنس بوفيلسBoophilus والمنتشر عالميا على نطاق واسع هو المسئول بصفة رئيسية عن نقل أهم نوعين من أنواع البابيزيا محل الاهتمام هنا وهما Babesia bovis و Babesia bigemina، حيث أن اليرقات والحوريات والأطوار البالغة تتغذى على نفس العائل حتى تنزل الأنثى التي تم تلقيحها إلى الأرض لوضع البيض.
  • القراد  Boophilus microplus،   annulatus  يمكنه نقل كل من نوعى Babesia bovis و Babesia bigemina

 

القراد من نوع B. decoloratus القراد المنتشر أسفل الصحراء الكبرى بأفريقيا يمكنه نقل Babesia bigemina فقط ,أما  Ixodes ricinus فينقل Babesia divergens

  • توجد انواع الأخرى من القراد التي قد تكون ضالعة في نقل العدوى هي أنواع  Haemaphysalis، Rhipicephalus spp

  دورة حياة

دورة حياة البابيزيا لها مرحلتان، في الأولى تتكاثر تكاثراً لا جنسيا بالانقسام الثنائي البسيط في كرات الدم الحمراء في العائل الفقاري وفي المرحلة الثانية تتكاثر في إناث القراد بواسطة الاسبروجونى “Sporogeny – التكاثر التجرثمي” حيث يتم اتحاد الجاميتات Gametes  المذكرة و المؤنثة لتكوين الزيجوت فى عملية تنتهى بتكوين الطور المعدي “الأسبوروزيت“

الأسبوروزيت قد يتطور في الغدد اللعابية في اليرقات والحوريات Nymphs  والطور البالغ أو قد يقتصر ذلك على كلا من الحوريات والطور البالغ فقط اعتمادا على نوع القراد ونوع البابيزيا، فعلى سبيل المثال في حالة Babesia bigemina فان الحوريات والطور البالغ فقط يمكنها نقل العدوى.

العوائل

الأبقار هي العائل الرئيسي لعدوى البابيزيا بالماشية ولكن الجاموس المائي والجاموس الأفريقي، ومثل هذه العوائل قد تكون خازنة للعدوى بشكل غير مؤثر.

ويكون أعلى معدل للإصابة في الحيوانات ذات الأعمار 6-12 شهرا، وتصبح العدوى غير شائعة الحدوث في الحيوانات التي تزداد أعمارها على خمس سنوات.

الحيوانات الأقل من العام في العمر تصاب بنسبة أكبر Babesia bigemina  بينما الحيوانات الأكبر من عاميين تصاب بنسبة اكبر Babesia bovis.

الحيوانات العشار والهزيلة والحيوانات التي تعانى من ضغوط هي الأكثر حساسية للإصابة.

في مصر، السلالات الأوربية والخليط هي الأكثر حساسية للإصابة عن السلالات المحلية كما تزداد نسبة الإصابة موسميا في فصل الصيف الذي يشهد نشاط القراد الناقل للمرض.

أعراض المرض

في الحالات الحادة: تبدأ الأعراض بارتفاع في درجة الحرارة حتى 41.5 °م لمدة عدة أيام قبل أن تظهر الأعراض الأخرى مثل فقد الشهية وضعف حركة الكرش وازدياد معدل التنفس وعدم الرغبة في المشي ثم يرافق ذلك هيموجلوبينية الدم والبول الدموي المحتوى على الهيموجلوبين. ملتحمة العين والأغشية المخاطية تكون محتقنة وذات لون احمر في البداية ولكن مع تكسير كرات الدم يتغير اللون إلى الشاحب المميز لفقر الدم. في المراحل الأخيرة يكون هناك يرقان شديد والبول لونه احمر داكن إلى بنى ويسبب رغوة تدوم لفترة. قد يكون هناك إمساكا أو إسهال.

الأعراض العصبية نتيجة ركود كرات الدم الحمراء المصابة في الشعيرات الدموية للمخ كثيرة الحدوث في حالة بابيزيا أوفيس وتتميز إكلينيكيا بعدم الاتزان الذي يتبعه هوس Mania وتشنجات Convulsions  ثم شلل خلفي وإغماء والحالات التي تظهر عليها الأعراض العصبية تنتهي بالنفوق دائما.

في الحالات الحادة المميتة ينفق الحيوان بعد عدة أيام من ظهور الأعراض ولكن النفوق قد يحدث في خلال 24 ساعة فقط في الحالات الحادة الشديدة. تتفاوت نسب النفوق وقد تصل إلى 50% أو أكثر ولكن يمكن لمعظم الحيوانات ان تشفى عند الاصابات المتوسطة.

في الحيوانات التي تشفى تعود درجة الحرارة إلى طبيعتها بعد حوالي أسبوع وغالبا ما يكون هناك انخفاض كبير في وزن الحيوان وإنتاج اللبن كما قد يحدث إجهاض للحيوانات العشار ويحتاج الحيوان إلى فترة نقاهة طويلة لكي يعود لحالته والثيران تظل منخفضة الخصوبة لعدة أسابيع.

الإصابات تحت الحادة والمعتدلة تحدث أيضا وتكون الأعراض فيها اقل وضوحا حيث تكون الحمى معتدلة والبول المدمم غالبا لا يظهر وأحيانا يصعب الإحساس بأي أعراض.


الاستاذ الدكتور/  عبد العليم سعد سليمان دسوقي

استاذ الحيوان الزراعي

قسم وقاية النبات- كلية الزراعة – جامعة سوهاج- مصر

 





مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى