أخبارمقالات

الدكتورة مها العالم تكتب :  جدرى القرود.. الأسباب والاعراض وطرق الوقاية

جدرى القرود

جدري القردة  هو مرض فيروسي حيواني المنشأ (فيروس ينتقل من الحيوانات إلى البشر) وتشابه أعراضه كثيرا أعراض مرض الجدري، على الرغم من أنها أقل خطورة من الناحية الطبية. وبعد استئصال الجدري في عام 1980 وتوقف التطعيم بالتالي ضد الجدري، ظهر جدري القردة باعتباره أخطر فيروس من الفصيلة الفيروسة الجدرية على الصحة العامة. وينتشر جدري القردة بشكل رئيسي في وسط وغرب إفريقيا، غالبًا بالقرب من الغابات الاستوائية المطيرة، وبدأ ظهوره يتزايد في المناطق الحضرية. وتشمل الحيوانات المضيفة له مجموعة من القوارض والرئيسيات غير البشرية.

العامل المسبب

فيروس جدري القردة هو فيروس بحمض نووي مزدوج مغلف ينتمي إلى جنس الفيروسة الجدرية التابعة لفصيلة فيروسات الجدري. وقد حُدّدت منه زمرتان متمايزتان هما زمرة غرب أفريقيا وزمرة حوض الكونغو، التي تُعرف أيضاً بزمرة أفريقيا الوسطى. وتسبب زمرة حوض الكونغو تقليدياً مرضاً أكثر وخامة ويُعتقد أن عدواها أشد قابلية للانتقال. وقد تركز التقسيم الجغرافي بين زمرتي الفيروس حتى الآن في الكاميرون – البلد الوحيد الذي اكتشفت فيها كلتا الزمرتين.

  التعريف بالمرض والمسبب له

هو مرض حيوانى المنشأ وينتقل من الحيوان الى الانسان عن طريق المخالطة المباشرة للدم أو الافرازات المخاطية أو السوائل الجسدية  للحيوانات المصابة بعدوى     المسبب له وهو فيروس  الاورثوبوكس وقد اكتشف المرض لاول مرة فى الكونغو سنة 1970 لدى صبى يبلغ من العمر 9 سنوات وانتشر المرض عام 2003 فى الولايات المتحدة الامريكية عن طريق استيراد القوارض من غانا وسجلت اول حالة  لجدرى القرود فى امريكا  فى مايو 2022 كما اوضح الدكتور ثروت كيفية حدوث المرض وذلك عن طريق ينتقل المرض الى الشخص عند مخالطة المصابين بالفيروس وقد يدخل الفيروس الجسم عن طريق تشققات البشرة أو  الاغشية المخاطية بالمجرى التنفسى أو عبر العينين او الانف او الفم .  وتتراوح فترة حضانة المرض من 5 الى 21 يوم   ان الاطفال و كبار السن و الحوامل وذوى المناعة المنخفضة هم اكثر الاشخاص عرضة للاصابة بالمرض.

أعراض المرض

تتمثل أعراض المرض   وكانها اعراض برد   الحمى و الصداع والام العضلات والام الظهر وتضخم الغدد الليمفاوية  مع حدوث طفح جلدى على الوجه ثم ينتشر الى اليدين و القدمين وتتراوح هذه الفترة من اسبوعين ألى شهر حيث يتغير الطفح الجلدى وياخذ مراحل عديدة الى ان يصبح قشورا تتساقط  وتختفى العدوى دون تدخل طبى ويعتبر تضخم الغدد الليمفاوية مايميز جدرى القردة عن جدرى الماء  بالاضافة إلى  ان معدل الوفيات يتراوح الى 11% ويزداد بين الاطفال.

 

الخطورة المرضية

خطورة المرض تكمن فى حدوث التهاب رئوى كعدوى ثنائية او تسمم دموى او التهابات فى المخ مع فقدان للرؤية بينما فى حالات المراة الحامل يؤدى الى اجهاض او تشوهات بالاجنة .

 

تشخيص المرض

يمكن تشخيص المرض عن طريق الاعراض الظاهرية و ما يميزها من تضخم الغدد الليمفاوية بمناطق الجسم المختلفة فى الرقبة وخلف الاذن وفى الفخذين كما انه يمكن اخذ عينات من الجلد المصاب للكشف عن الفيروس عن طريق تفاعل البوليمريز المتسلسل.

 الوقاية من المرض

عدم الملامسة الجسدية للاشخاص المصابين او حدوث جماع مع غسل اليدين بصورة منتظمة باستعمال المطهرات و استعمال الماسك وعدم تبادل الملابس الشخصية او الغيارات الداخلية او تبادل المفروشات  بالاضافة إلى عدم مداعبة الحيوانات المصابة او لمس ادواتهم مع الطهى الجيد لمنتجات اللحوم كما يجب اخذ التحصين ضد الجدرى المائى للاشخاص الاكثر عرضة للاصابة الاطباء الذين يعملون بحدائق الحيوان او العمال حيث ان التحصين مفيد بنسبة 85% للوقاية من جدرى القردة وفى حالات السفر للمناطق الموبؤة فانه يجب الحجر الصحى لمدة 21 يوم .


مها محمد العالم –  باحث اول الباثولوجيا

معهد بحوث الصحه الحيوانية – معمل الزقازيق – مركز البحوث الزراعية – مصر





مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى