كم من مرة أكلت برتقالة أو ثمرة يوسفي وألقيت بقشرها في القمامة ولم تفكر إلا في طعمها اللذيذ، وكم من مرة كنت تقشر البرتقالة وتبادر بإزالة الألياف البيضاء منها وأنت متأفف من هذه الخيوط البيضاء الجافة التي تعتبرها زوائد لا حاجة لها في الثمرة.
البرتقالة ثمرة Fruit وكل الثمار التى تراها حولك لها تركيب واحد رغم اختلافها فيكون لها قشرة والقشرة قد تكون سميكة او رقيقة ولكنها في كل الاحوال تتكون من ثلاث طبقات ( خارجية ووسطية وداخليه) أي ان القشرة وهي التى تحيط بالبذرة مجزأة لثلاث طبقات وفي القشرة ستري العجب.
في ثمرة المانجو على سبيل المثال تكون الطبقة الخارجية من القشرة رقيقة للغاية يمكن سلخها عندما تكون الثمرة ناضجة جدا وتكون الطبقة الوسطي للقشرة لحمية وهي التى نأكلها. أين إذا الطبقة الداخلية للقشرة؟
هي الغلاف الصلب الذي يحيط بالبذرة ويشكل معها نوات المانجو وكذلك المشمش والخوخ والبرقوق.
إذا بالقياس على المانجو ماذا يحدث في البرتقالة وما هي تفاصيلها التشريحية ؟
قشرة البرتقالة الخارجية الصفراء هي عبارة عن جدار قوي يحمي القلعة ومحتوياتها الداخلية من الميكروبات والجفاف حيث يحتوي مجموعة من المواد الكيماوية والزيوت التى توفر صفة النعومة بما يمنع تراكم الاتربة والجراثيم وماء المطر والندي. لذلك تكون الطبقة الخارجية من البرتقالة خط الدفاع الأول ضد الميكروبات.
تلي الطبقة الخارجية من القشرة طبقة بيضاء من خلايا سليلوزية قطنية الملمس والقوام تحتوي مواد فينولية تعمل كخط دفاع ثاني ومادة عازلة ضد حرارة الشمس التى تسقط على الثمرة.
اما الطبقة الداخلية للقشرة فتتحول إلى خلايا عصيرية وأكياس تمتلأ بالعصير الذي يشغل معظم مكونات البرتقالة حيث يشكل ٧٧٪ من حجم البرتقالة تقريبا.
إذا فنحن نأكل فقط الطبقة الداخلية من القشرة البرتقالة التى تتوزع إلى فصوص عددها يساوي عدد حجرات مبيض الزهرة.
الخيوط البيضاء التي تتخلص منها هي فى الواقع شبكة النقل للماء والعصير الآتية من عنق الثمرة الي كل الثمرة فتمر بالقشرة وتشكل مجري ضخم في الوسط يتدفق منه العصير كالنهر في المركز حتي فترة النضج فتغلق خطوط النقل. وهي مع الطبقة الوسطي من القشر ة (النسيج الأبيض) غنية بمواد مضادة لمرض السرطان في البشر ، لذلك ففي أكلها فوائد عظيمة للصحة.
قد يحدث فيضان مفاجيء في الثمرة يؤدي إلى تشققها عندما يتعرض النبات للعطش ثم يتم ريه فجأة فيتدفق الماء إلى الثمار بسرعة لا تستطيع القشرة النمو والتمدد لتحتوي هذا الماء فتتشقق الثمرة وتتمزق.
متى يتم غزو قلعة البرتقالة بالآفات؟
البرتقالة السليمة شبه محصنة ضد الكثير من الآفات ولكن الممرضات الفطرية والبكتيرية والفيروسية تجد طريقها للثمرة من مناطق ضعفها كالجرح الميكانيكي او من منطقة السرة حيث توجد احيانا جروح طبيعية وتتراكم بها احيانا الرطوبة والأتربة لخشونتها، كما تكون منطقة العنق مدخل للميكروبات نتيجة للجروح التى تحدث مه اهتزاز الثمار بالرياح او بسبب قطعه أثناء الحصاد أو لأن الكائن الممرض كالفيروسات جهازي بطبيعته أيضًا يتسلل للثمرة من خلال القنوات الرسمية للنقل.
لهذا ستجد ان معظم امراض ثمار البرتقال تبدأ من العنق او الثمرة. بعض الكائنات لها القدرة على اختراق جلد الثمرة كبكتيريا وفطريات الجرب في الحمضيات.
كل مكونات البرتقالة قابلة للاستخدام البشري فتستخدم القشرة في ٢٤ استخدام مدهش سواء في انتاج الزيوت مرتفعة الثمن او في صنع الأغذية والمربات والمشروبات او في تنظيف الأطباق والجسد او كمشروب او كمبيد للنمل وسأفرد لذلك مقال خاص. هذا بالإضافة إلى استخدام لب الثمرة في الأكل والعصير.