أخبارمقالات

الدكتور محمد المليجي يكتب : ما أحلي السجود إليه

لا يعرف فضل وحلاوة السجود لله إلا من حرم منه لسبب طبي. ففى السجود لله بملامسة الجبهة للارض راحة نفسيه وسمو للروح لا يفهمه إلا من افتقده. في السجود لله ارتفاع الى قمة الخضوع للخالق دون الخلق. فمهما كان وضعك الاجتماعى ومهما كانت عليك من واجبات نحو الآخرين فلا يمكن ان تفكر في السجود لاحد طلبا لحاجة او خضوعا لأمر، ولكنك تسجد طوعا لخالقك في لحظات غاية في الخصوصية ويالها من فرحة تجتاحك عندما تنتهي من صلاتك.

الذين يصلون الفروض الخمسة في موعدها يفرحون خمس مرات في اليوم بأداء الفريضة ويشعرون بالرضا عن النفس بل وبالامل في ان الله سيجيب دعائهم. اما الذين لا يصلون فهم محرومون من هذا الشعور وليس لديهم فرصة الفرح والشعور بالامل الذي يتاح لهم خمس مرات في اليوم.

مساكين من يقضون يومهم كاملا في عمل وفي جدال ولا يصلون فهم يحرمون انفسهم من فترات راحة للروح والبدن والسمو والامل ولذلك يسيطر عليهم الشعور باليأس ويتسلل لهم الإكتئاب. تراهم حائرين بين الأطباء والصيدليات بحثا عن علاج بلا جدوي. وذلك لانهم ضلوا الطريق ويسألون من ليس لديهم الإجابة.

لست من الدعاة ولا ادعي العلم في الدين والصحة ولكنها تجارب الحياة التى نبهتنا لهذه الامور التى لا يعرفها الا من مر بها او شاهد عن قرب من يمر بها.

نفس الشيء بالنسبة لصيام الإثنين والخميس الذي لم اشارك زوجتى فيه الا منذ سنوات قليلة رغم ان والدتي وجدتي رحمهما الله كانا يصومون هذه الايام طيلة حياتهما، وغير أنها سنة مؤكده أجرها عند الله عظيم فهي ايضا من أفضل طرق الحمية أو الريجيم ولإستقبال الإفطار فيها بهجة تشبه بهجة نهاية شهر رمضان واستقبال العيد فتصور انك تشعر بالعيد مرتين في الاسبوع.

لذلك فصوم الإثنين والخميس يضيف أفراحا في حياتك وافراحا في آخرتك ويجعلك اكثر رشاقة وصحة.

كل هذه الهدايا متاحة لك لا تدفع فيها شيئا وفي نفس الوقت تبعد عنك الكئابة واليأس والتخمة.

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (قال الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام؛ فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جنّة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث، ولا يصخب، فإن سابّه أحد أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم، والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح، وإذا لقي ربه فرح بصومه) رواه البخاري ومسلم.





مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى