أخبارمجتمع الزراعةمقالات

خبير غذائي يناشد الدولة بتشجيع مشروعات تربية النحل لزيادة العملة الصعبة

بمناسبة اليوم العالمي للنحل (20 مايو من كل عام ) يناشد الدولة بتشجيع مشروعات تربية النحل وتطويرها وإنتاج العسل الطبيعي لأنها تعتبر من المشاريع الرائدة والحيوية التي تحمل العديد من الفوائد الصحية والبيئية والاقتصادية في هذا المجال وتستفيد منها الدولة والمواطنين. وتصدير العسل يعمل على زيادة الدخل بالدولار.

ومشاريع تربية النحل مشاريع مستدامة وصديقة للبيئة تتميز بأنها تحقق أرباحًا مرتفعة، وتوفر فرصًا اقتصادية للمزارعين. وحسب الإحصائيات فإنه يمكن تحقيق أرباح تتراوح بين 30-50% من عائد إنتاج النحل والعسل الطبيعي، وهذا يعتبر مؤشرًا جيدًا على جدوى المشروع واستدامته في المستقبل.

وتسطيع الدولة تشجيع المزارعين على تربية النحل وإنتاج العسل الطبيعي من خلال:

1. توفير الدعم المالي بالتعاون مع بنك التنمية الزراعي، وتوفير الدعم التقني للمزارعين لتوسيع نطاق إنتاجهم وتطوير تقنيات الإنتاج والتجهيز.

2. انشاء محطات تجميع للعسل بكل محافظة من محافظات مصر

3. دعم قطاعات التصنيع والتسويق والتصدير، وتوفير الأدوات والمواد اللازمة لتصنيع المنتجات النحلية وتسويقها للداخل والخارج.

4. تنمية قدرات المزارعين وتوسيع الدورات التدريبية والخدمات الاستشارية، وتطوير البحث والتطوير العلمي المتعلق بتربية النحل وإنتاج العسل الطبيعي.

5. تعزيز التوعية العامة بأهمية تربية النحل والاستفادة من منتجاته، وذلك من خلال الإعلان عن الفوائد الصحية للعسل الطبيعي والمنتجات النحلية الأخرى.

6. تطوير برامج تدريبية وتثقيفية لدعم المزارعين في عمليات الإنتاج والتسويق.

7. تشجيع المزرعين على الحصول على شهادات جودة لضمان جودة المنتج وتحسين قيمته السوقية.
وبالإضافة إلى ذلك، يعتبر إنتاج عسل النحل من المصادر الرئيسية لدخل المزارعين ويتميز بكونه مشروعًا مستداماً وصديقاً للبيئة، فتربية النحل تساعد على تحسين الإنتاج الزراعي وتعزيز التنوع الحيوي، وقد يشجع ذلك على الإيقاف التدريجي لاستخدام المبيدات الحشرية الضارة.

العسل في القرآن
ذكر العسل والنحل في القران الكريم:
في سورة محمد آية 15
) مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ
وجاء في (سورة النحل آية 69):
وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ
وقال رسول الله ﷺ:
الشفاء في ثلاثة في شرطة محجم، أو شربة عسل، أو كية بنار، وأنا أنهى أمتي عن الكي». (رواه البخاري في الصحيح)
وقال رسول الله ﷺ
عليكم بالشفائين (العسل والقرآن)

تاريخ العسل
كان إنسان العصر الحجري منذ 8 آلاف سنة يتناول في طعامه عسل النحل وكان يستخدمه كعلاج؛ وهذا ما نجده في الصور والمخطوطات والبرديات لقدماء المصريين والسومريين بالعراق وسوريا. وكان قدماء المصريين يستخدمون العسل ليس فقط كغذاء ولكن أيضا للعلاج والتجميل وفي التحنيط ليحافظ على أنسجة المومياوات. وورد ذكره في القرآن وبقية الكتب المقدسة حتى الصينية والهندية. وكان يستعمل كعلاج للصلع ولمنع الحمل كلبوسات، وكان الألمان يستخدمونه لعلاج الجروح والحروق والناسور والتئامها مع زيت السمك وكانوا يستخدمونه كمرهم ملطف بإضافة صفار (مح) البيض له مع الدقيق.

خصائص العسل
• العسل الطبيعي لا يتلف ولا يحتاج لحفظه بالثلاجة فقط يحتاج لحفظه بوعاء محكم الغلق ويخزن بحرارة الغرفة العادية.
• بسبب احتواء العسل الطبيعي على سكر الفواكه (الفركتوز)، فهو أحلى من سكر المائدة بنسبة 25%.
• يتكون العسل عندما تخلط النحلة رحيق الأزهار بأنزيماتها في فتحات القرص الشمعي وتجففه بالهواء الصادر عن حركة أجنحتها.
• يعتمد لون وطعم وتركيب العسل على الزهور التي جَمع النحل الرحيق منها.
• لكي تجمع النحلة كيلوغراما واحداً من العسل فإنها تنتقل بين الزهور مسافة تعادل 11 مرة قدر محيط الأرض حول خط الاستواء
المعلومات الغذائية
تحتوي كل ملعقة كبيرة من العسل (21 غ)، بحسب وزارة الزراعة الأمريكية على المعلومات الغذائية التالية:
السعرات الحرارية: 64
الدهون: 0
الكاربوهيدرات: 17.30
الألياف: 8
البروتينات: 0.06
الكولسترول: 6
فوائد العسل
يتميز عسل النحل الطبيعي بفوائده الغذائية العديدة، إذ يحتوي على الأحماض الأمينية الأساسية، وفيتامينات ومعادن مهمة لصحة الجسم، كما أن له فوائد صحية عديدة ويستخدم في الطب البديل لعلاج العديد من الأمراض والحالات الصحية المختلفة وفوائده هي:
تعزيز التئام الجروح وشفاء الحروق
يساعد استخدام العسل موضعياً في علاج الجروح والحروق، وذلك نظراً لخصائص العسل المضادة للجراثيم والبكتيريا فهو يعمل كمطهر طبيعي.
تعزيز عملية الشفاء وتجديد الأنسجة
حيث يتكون العسل من نسب عالية من مركبات الجلوكوز والفركتوز التي تساهم في امتصاص الماء من موضع الإصابة.
تقليل التورم والألم
ويعود ذلك إلى خصائص العسل المضادة للالتهاب.
أيضاً، من أنواع الجروح التي قد يساعد العسل في علاجها هي الجروح أو القرحة ذات الصلة بقدم السكري
الأمراض الجلدية
كما قد يساعد العسل في علاج بعض المشاكل والأمراض الجلدية، مثل الهربس، والصدفية، والأكزيما، وحب الشباب.

الوقاية من أمراض القلب
يعزز تناول العسل الطبيعي من مضادات الأكسدة، مثل البوليفينول، والتي تلعب دوراً في الوقاية من الأمراض القلبية. ومن فوائد العسل التي تساهم أيضاً في الحفاظ على صحة القلب ما يلي:

خفض ضغط الدم
تقليل مستويات الكوليسترول الضار والدهون الثلاثية.
تقليل خطر الإجهاد التأكسدي على الخلايا الصحية.
تعزيز المناعة ومكافحة العدوى
يحتوي العسل الخام على العديد من مضادات الأكسدة، مثل الفلافونويدات وأحماض الفينول، والتي تعزز مناعة الجسم وتعمل على الحد من تأثير الجذور الحرة الضار الذي يشمل إتلاف الخلايا وتسريع عملية الشيخوخة والمساهمة في تطوير بعض الأمراض، مثل السرطان ومرض السكري.

كذلك، يحتوي العسل الخام مركبات مضادة للبكتيريا والفطريات، مثل بيروكسيد الهيدروجين الذي يعد مطهر طبيعي، لذا من فوائد عسل النحل الخام المساهمة في مكافحة أو قتل بعض أنواع البكتيريا المسببة للأمراض الشائعة، مثل:

بكتيريا الإشريكية القولونية، وهي بكتيريا تسبب التسمم الغذائي والتهاب الجروح.
بكتيريا المكورات العنقودية الذهبية أو المكورات العنقودية الذهبية، وهي أحد أسباب التهاب الجلد.
بكتيريا هيليكوباكتر بيلوري أو الملوية البوابية، وهي من أسباب قرحة المعدة والتهاب المعدة المزمن.
علاج السعال والتهاب الحلق
يعمل العسل على تثبيط السعال المستمر على نحو فعال مشابه لدواء ديكستروميثورفان المضاد للسعال. كما يساعد في قتل البكتيريا المسببة لالتهاب الحلق والجهاز التنفسي العلوي.
تعد فعالية العسل في تهدئة السعال أحد أبرز فوائد العسل للأطفال على وجه الخصوص، حيث يمكن استخدامه كبديل عن أدوية السعال التي لا تستلزم وصفة طبية وتجنب الآثار الجانبية المحتملة لها. كما قد يساهم العسل في تحسين جودة النوم للأطفال الذين يعانون من السعال.

علاج اضطرابات الجهاز الهضمي
يساعد العسل في الوقاية من الارتجاع المريئي أو حموضة المعدة، حيث يمتلك العسل قوام لزج سميك يعمل على تبطين المريء والمعدة، وبالتالي تقليل أو الحد من التدفق التصاعدي لحمض المعدة والأطعمة غير المهضومة والتسبب بالارتجاع الحمضي.
كذلك، يعتبر العسل أحد الأطعمة الحيوية الذي يعد غذاء للبكتيريا النافعة المتواجدة بشكل طبيعي في الجهاز الهضمي، والتي تساعد على سير عملية الهضم جيداً.

تعزيز صحة البشرة والشعر
من فوائد العسل للبشرة والشعر ما يلي: ترطيب البشرة، حيث يعتبر العسل مرطب ذات نتائج فعالة للتخلص من الجلد الجاف، ويمكن استخدامه لترطيب مناطق الجسم الأكثر جفافاً، مثل المرفقين والركبتين، أو لترطيب الشفاه المتشققة.
علاج قشرة فروة الرأس
وذلك من خلال استخدام العسل المخفف بالماء الدافئ موضعياً على فروة الرأس، الأمر الذي يساعد مؤقتاً في تخفيف قشرة الرأس والحكة وتساقط الشعر الناتج عنها.
تنعيم وترطيب الشعر
من خلال إضافة ملعقة صغيرة من العسل إلى الشامبو المعتاد استخدامه أو مزجها مع زيت الزيتون، ثم تطبيقها لمدة 20 دقيقة على الشعر ثم غسله، مما يمنح الشعر ترطيب عالي وملمس حريري.
من فوائد عسل النحل الأخرى ما يلي:
منح الجسم الطاقة
حيث يحتوي العسل على نسبة عالية من السكريات الطبيعية، ومنها الجلوكوز القابل للامتصاص سريعاً، والذي يوفر طاقة فورية للجسم. كما يحتوي على سكر الفركتوز الذي يتم امتصاصه على نحو أبطأ، وبالتالي يحافظ على طاقة الجسم ونشاطه لفترات أطول. لهذا يعد العسل أحد الأغذية التي تعزز الأداء الرياضي أثناء التمرين.
تخفيف الوزن
إذ يعزز عسل النحل من عملية التمثيل الغذائي في الجسم، ويساعد في التحكم بالشهية، الأمر الذي يساعد في عملية التخلص من الوزن الزائد.
علاج الأرق وتحسين جودة النوم
حيث يساعد العسل على إفراز مادة السيروتونين في الجسم، وهو ناقل عصبي يتم تحويله إلى مركب كيميائي يسمى الميلاتونين المنظم لعملية النوم.

د عبدالعزيز الجداوي
خبير دولي في التغذية والصناعات الغذائية
وأمين لجنة الصناعات الغذائية
واستشاري تصنيع الأغذية





مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى