الدكتور أحمد زكى أبو كنيز يكتب : الى مزارعى بنجر السكر.. التوصيات الفنية لعمليات الخدمة فى يناير
معروف ان بنجر السكر يزرع لدينا فى ثلاث عروات متتالية لذا . فلدينا الان ثلاث أعمار مختلفة من بنجر السكر طبقاً لموعد العروة المنزرعة, و بالتالى يرافق هذا التباين العمرى تباين خدمى للعروات الثلاثة المبكرة و المتوسطة و المتأخره ,خلال هذا الشهر .
ويمكننا تلخيص اهم التوصيات الفنية بعمليات الخدمة الزراعية لمحصول بنجر السكر القائم ى شهر يناير بالحقول ى النقاط التالية:
اولا العزيق:
ففى شهر يناير تجرى العزقة الثانية للعروة المتأخرة اما العروة المتوسطة فتتم فيها العزقة الثالثة و الأخيرة حيث يتوجب نقل الأتربة من الريشة البطالة إلى العمالة لتتوسط نباتات البنجر الخط تماماً. وقد تحدث اعاقة لهذه العملية فى الاماكن المعرضة لسقوط الأمطار وخاصة فى شمال البلاد حيث يتوقع سقوط امطار خلال الاسبوعين الاول و الثانى من هذا الشهر وبالتالى يتعثر إتمام عملية العزيق الا انه يفضل إجراها حالما سمحت ظروف الجوية بذلك .
ثانيا: الخف
تجرى عملية الخف للجزء الاخير من العروة الثالثة(المتأخرة) , ويجب التأكيد على الانتهاء من الخف فى النصف الاول من يناير وتتم عملية الخف الى نبات واحد بالجورة غالبا ما تتم عند عمر 30 الى 40 يوماً أو عند الوصل الى اربع اوراق حقيقية للنباتات ,علماً بانها عملية هامة جداً و تتطابق فى اهميتها مع عملية الترقيع, فكليهما تساهمان فى ضبط عدد النباتات فى الفدان, و هو مكونات رئيسى للمحصول و أغفال هذه العملية أو التأخير فيها سيؤدى الى إلتفاف و تشابك لجذور النباتات المتجاورة فى ذات الجورة معاً و عدم زيادة حجم الجذور , و يفيد اجراء هذه العملية فى تسريع نمو النباتات المنفردة, و يجرى الخف أثناء أو بعيد عملية الرى بأيام قليلة لسهولة إجراءها فى هذه الحالات و خاصة فى الاراضى الحديثة الاستصلاح المرتفعة الاملاح و التى قد تتصلب طبقتها السطحية عند جفافها مما يصعب عملية الخف.
التسميد
العناصر الكبرى بالنسبة لعروة بنجر السكر المتأخرة خلال شهر نوفمبر حيث يجب إضافة الدفعة الثانية و الأخيرة من السماد النيتروجينى خلال شهر يناير الجارى على ان لا يتجاوز التسميد عمر ثلاثة اشهر تحسباً للتاثير على المحتوى السكرى , و ننصح بإضافة السماد النيتروجينى تكبيشاً بجوار النباتات و نحذر من إضافته نثراً (رشاً) تحسباً لسقوط السماد على الأوراق فيؤدى إلى إحداث أضرار بأنصال الأوراق و تتم إضافة السماد البوتاسى (50 كجم سلفات بوتاسيوم للفدان) مخلوطاً مع السماد النيتروجينى .
و نعود لنذكير السادة المزارعين بأن إحتياجات فدان بنجر السكر من السماد النيتروجينى فى الأراضى القديمة هى 200كجم يوريا أو 250 كجم نترات أمونيوم , يتم إضافتهما على دفعتين متساويتن أما الأراضى حديثة الأستصلاح فيضاف 300 كجم نترات أمنيوم للفدان ويستخدم السماد السائل عند التسميد من خلال الرى أو إذابة النترات و ضخها من خلال السمادات أو تنقيطاً مع مياه الرى عند الرى بالغمر , مع مراعاة زيادة عدد مرات الإضافة الى أربع أو خمس مرات. و ننصح بعدم التسميد باستخدام اليوريا حيث يرتفع فيها الرقم الايدروجنى (تميل للقلوية).
اما العناصر الصغرى فهى ذات نفع كبيرة للبنجر و يضاف الحديد و المنجنيز والزنك و البورون فى محاليل رشا على أوراق نباتات البنجر مع ضرورة الإهتمام بإضافتهخصوصاً فى الأراضى حديثة الأستصلاح و التى تعانى نقصاً فى هذه العناصر.
ثالثا: الرى
خلال شهر يناير او فى فترات توقع سقوط الامطار يحسن بنا متابعة الارصاد الجوية وعند التنبؤ بسقوط الامطار يمنع الرى .
ضرورة ضبط أداء عمليات الرى و عدم الإفراط او التفريط فيها. و تحدد الفترات ما بين الريات طبقا لحالة الجو و نوع التربة ومستوى نمو الباتات , مع تقليل مياه رية التسميد قدر الإمكان, و إجراء الرى على الحامى, وضرورة صرف مياه الرى الزائده حتى لا تتسبب فى إصابة الجذور بأمراض التعفن.
رابعاً: تلافى اضرار موجات الصقيع المتوقعة
فى شهر يناير قد تنفض درجات الحرارة بشدة مما يعطى فرصة لحدوث موجات صقيع , لذا يتوجب علينا الترقب لاحتمالية حدوثها و معروف الأضرار الشديدة للصقيع على النباتات , لذا و كما سبق القول يجب متابعة حالة الطقس من خلال بيانات الارصاد الجوية بشكل يومى و عند توقع إنخفاض الحرارة الى الدرجة التى تنبىء بحدوث موجات صقيع يجب إستباق ذلك بعملية رى خفيفة.
خامساً: مكافحة الحشائش
تجرى بالعزيق او النقاوة اليدوية او بأحد المبيدات الموصى بها حسب نوع الحشائش عريضة أو رفيعة الأوراق و ذلك بعد تكون ورقتين حقيقيتن , و بما انه مضى وقت طويل على هذا فيفضل مكافحة الحشائش بطرق ميكانيكية فمثلاً المساحات التى تمت زراعتها فى بداية العروة المتأخرة فيمكن مكافحة الحشائش بإجراء العزقة الثانية أما فى العروة المتأخرة فيتم إجراء العزقة الثالثة والأخيرة. أما فى حالة العروتين المبكرة و المتوسطة فيمكن إجراء النقاوة اليدوية للحشائش.
وكما ذكرنا سابقا متوقع سقوط الأمطار خاصة فى منطقة شمال البلاد مما يؤدى الى إعاقة إجراء عملية العزيق فى هذه المناطق, لذا فى هذه الحالة ننصح بإستخدام أحد مبيدات الحشائش الموصى بها أو التقليع اليدوى و ذلك لمنع الحشائش من منافسة البنجر. و من الافضل البعد عن استخدام المبيدات
لما فى ذلك من تلويث للتربة و الغذاء.
سادساً:مكافحة الافات (الحشرات و الامراض)
لابد من التمشيط الدورى المستمر للحقول لرصد اية اصابات حشرية او مرضية و التعامل معها طبقاً للتوصيات الفنية الصادرة عن معهد بحوث المحاصيل السكرية فى هذا الصدد, و خلال شهر يناير من المحتمل ظهور اصابات بذبابة البنجر (حيث تظهر فى الفترة من ديسمبر الى فبراير) و يمكن التعرف عليها بوجود بقع باهته على الاوراق نتيجة تغذذى الديدان على الانسجة الداخلية للورقة (ما بين البشرتين العليا و السفلى) , كما يمكن ان تظهر الاصابة بمرض تبقع الاوراق السركسبورى و نتعرف عليها بوجود بقع بنية محمره , فى حالة الاصابة الخفيفة يتم جمع الاوراق المصابة وحرقها بعيدا عن الحقل اما فى حالة الاصابة الشديدة يتم استخدام احد المبيدات الموصى بها.
الا انه ثمة ملاحظتين هامتين و هما:
ان زيادة نسبة الرطوبة الناجمة عن الافراط فى كلاً من الرى و التسميد النيتروجينى و خصوصا اذا كان المحصول السابق للبنجر محصول بقولى او خضر و فى حالة دفىء الجو فتكون هذه الظروف البيئية و التغذوية عامل مساعد لزيادة الاصابة بالتبقع السيركزسبورى وفى حالة المساحات الكبيرة يمكن متابعة الاصابة بالقرب من قنوات الرى الواقعة على حواف الحقول, و فى حالة ظهورها فى احد الحقول فيجب المعاملة بالمبيدات فوراً ليس للحقول المصابة فقط بل وحتى فى الحقول المجاورة التى لم تتبد فيها الاصابة مع متابعة الرش بميد مختلف كرشة ثانية ايضاً و خاصة فى حالة الاصناف الحساسة للاصابة. مع ضرورة الالتزام بالمبيدات التى يوصى بها معهد بحوث المحاصيل السكرية.
و بصفة عامة و لجميع العروات
1. المتابعة اليومية لحالة الطقس و التصرف طبقاً لها و خاصة فى شمال البلاد.
2. عدم إضافة الأسمدة النيتروجينية بعد عمر 90 يوماً و فى هذا الشهر يوقف التسميد النيتروجينى عن العروتين الاولى و الثانية بالكامل
3. التوقف عن الرى فى حالة توقع سقوط الأمطار, اجراء رية سريعة عن توقع حدوث موجة صقيع.
4. ضبط الرى مع عدم الإفراط فى كميات مياه الرى المضافة للبنجر, و صرف المياه الزائدة عن حاجة .
5. ضرورة التخلص من الحشائش سواء بالعزيق أو النقاوة اليدوية أو المكافحة بالمبيدات الكيماوية.
6. المرور الدورى على الحقول لاكتشاف الإصابات الحشرية و المرضية و التعامل معها طبقا للتوصيات الفنية لمعهد بحوث المحاصيل السكرية.
7. ضرورة جمع الأوراق المصابة بالتبقع السركسبورى و التخلص منها بالحرق خارج الحقول.
دكتور: أحمد زكى أبو كنيز
معهد بحوث المحاصيل السكرية
عضو مجموعة مستقبل الزراعة العربية