الدكتور عبد العليم سعد يكتب : أهمية التوسع في زراعة المساحات الخضراء للحد من التغيرات المناخية
مقدمة:
ليست مجرد لون أخضر يضفى مظهرا جماليا فى الشوارع، بل تعتبر الأشجار بمثابة رئة كوكب الأرض، حيث تمتص العناصر السامة من الهواء الذى يحيط بنا، وتنقيه، فتقلل من نسب تلوث الهواء، وتحد من شدة الرياح، بجانب أنها تخفض من غازات الاحتباس الحرارى، و لذلك تعد الأشجار أداة مهمة لمواجهة التغيرات المناخية: فهي تمتص ثاني أكسيد الكربون، وتعمل على تحسين التنوع البيولوجي وزيادة المياه الجوفية ، لذا فان من افضل و أيسر العوامل التي تساعد علي الحد من التغيرات المناخية هو الاهتمام بالتشجير وزراعة النباتات داخل و خارج أماكن العمل للاستفادة من دورها الكبير في الحفاظ على البيئة.
اهمية التشجير
1- الإهتمام بالتشجير الخارجي والداخلي للمباني و المنشئات:
حيث تعمل النباتات على تقليل التلوث كما تطفي الأشجار والنباتات لمسة جمالية خلابة على الطبيعة كما تساهم في تحسين مناخ منطقة العمل و يعود السبب الى أن الأشجار والنباتات الخضراء تنظف الهواء باستمرار نتيجة امتصاص السموم منه.
لذا فان السؤال هنا ما هي أهمية التشجير من منظور السلامة والصحة المهنية ؟
للأشجار والنباتات أدوار مهمة في تقليل التلوث وتحسين بيئة العمل منها:
تمتص النباتات الخضراء الموجات الكهرومغناطيسية وتقلل من تأثيرها على الانسان.
تعمل النباتات على تقلل المواد الكيميائية السامة في محيطها.
تنتج النباتات الاكسيجين وتستهلك ثاني أكسيد الكربون مما يزيد نشاط العمالة داخل الموقع.
تقليل الغبار والميكروبات الموجودة في بيئة العمل.
النباتات ذات الأوراق الكبيرة “مثل الالوكاسيا والدفنبخيا” تعمل على تعديل رطوبة الجو فتقلل بالتالي نسبة الهواء الجاف خاصة في المناطق الجافة والصحراوية.
للنباتات الخضراء دور كبير في تخفيف حدة العديد من المشاكل الصحية مثل: التهاب الحلق- الميل للقيئ – الصداع.
النباتات لها تأثير إيجابي على الصحة النفسية حيث تعمل على: زيادة التركيز والنشاط – تقليل الشعور بالتعب والإرهاق- تقلل من التوتر- تساعد على الابتكار.
الحفاظ علي البيئة من التلوث : مثل زراعة الاسطح
– عن طريق البحث عن زراعة الاسطح والاستفادة منها في المدن لتحسين البيئة والمناخ السائد فيها للحد من ثاني اكسيد الكربون المسبب لارتفاع درجة الحرارة ومن هنا جاءت فكرة إستخدام نطم الزراعة بدون تربة بأشكالها المتنوعة لزراعة أسطح المبانى بالخضروات والفاكهة ونباتات الزينة ف زراعة 1.5 متر مربع من المسطح الأخضر تمد الفرد باحتياجاته من الأكسجين لمدة عام كامل
– زراعة الأسطح هي إستغلال أجزاء من الأسطح فى زراعة المحاصيل المختلفة التى تحتاج إليها الأسرة من الخضار أو الفاكهة أو الزينة و زهور القطف و النباتات الطبية و العطرية.
– زراعة الأسطح من المشروعات الصغيرة المفيدة والتي يمكن ان تدر ربح متوسط إذا تمت بشكل مناسب، وتتميز هذه المشروعات انها سهلة ورخيصة من حيث التكلفة المبدئية لإنشاء هذا المشرع الصغير، وتتم زراعة الأسطح فى بيئة غير التربة الزراعية وبالتالي التخلص من جميع مشاكل التربة من حرث وتسميد وعناصر غذائية بالإضافة الى توفير كمية كبيرة من المياه قد تصل الى 90% يقصد بزراعة الأسطح هى زراعة المحاصيل والفاكهة والنباتات فى اماكن المساحات الموجودة فى المنازل او على اسطع المنازل او البيوت اوالمدارس او الجامعات ومن غير تربة زراعية فتؤدي الى زيادة فى كمية الحاصلات الزراعية والفاكهة فتغنيك عن شرائها ويمكنك بيع الباقى وبالتالى إنعاشك ماديا.
– انتشرت فكرة زراعة الاسطح منذ فترة بسيطة وأتت تلك الفكرة من الزراعة اللا أرضية أو الزراعة بدون تربة وكان لوسائل الإعلام دورا هاما فى نشر تلك الفكرة حتى بات الكثير من الشباب والأسر يحلمون بتنفيذ هذا النظام سواء كان على اسطح المنازل أو فى شرفات المنازل أو الحدائق المنزلية، وسارع الكثير فى البحث عن الخبرة عن طرق كتيبات صغيرة أو افلام فيديو توضح طريقة زراعة اسطح المنازل أو عن طرق الانترنت
الهدف من زراعة الأسطح:
إضفاء لمسة جمالية على اسطح المنازل وتكون متنفسا لآهالى المنزل ، حيث يمكن تحويل سطح المنزل الى حديقة مثمرة بأنواع كثيرة من المزروعات بعد اختفاء الحدائق المنزلية بسبب تعداد السكان المرتفع ، كما يمكن زراعة انواع كثيرة من نباتات الزينة مما يعطى منظرا جماليا لسطح المنزل.
يمكن زراعة الاسطح بالخضراوات اللازمة للمنزل فهى مصدر جيد لخضر نظيفة وآمنة صحيا للاستهلاك المنزلى او يتم بيعها فيكون مصدرا للدخل لصاحبه، كما يمكن انتاج خضراوات طازجة لسكان المناطق البعيدة والنائية عن الريف او اماكن التسوق
تخفيف أثر اشعة الشمس الساقطة على اسطح المنازل مما يؤدى الى ارتفاع درجة حرارة الادوار السفلية للمنزل
التخلص من المهملات الموجودة فوق اسطح المنازل والتى تؤدى الى تشويه المظهر الجمالى للمنزل وقد تؤدى احيانا الى حدوث حرائق وتؤدى الى تدمير المكان وتلوث البيئة كما نري:
علي التخلص من المهملات الموجودة فوق اسطح المنازل
المحافظة على نسبة الاكسجين فى الهواء ، فتقوم النباتات فى عملية البناء الضوئي باستهلاك ثانى اكسيد الكربون وتنتج من تلك العملية الاكسجين ، واثبتت الدراسات ان 1,5 متر مربع من المسطح الاخضر تنتج كمية كافية من الاكسجين تفى تنفس انسان واحد لمدة عام كامل
الاطفال الاعتماد على انفسهم وتعليمهم بعض اساسيات الزراعة وحب النبات الاخضر وشغل اوقات فراغهم فى نشاط مفيد ومنتج ونافع، واستثمار اوقات الباب وتوفير عمل مجدى اقتصاديا لهم يخفف من الآثار السلبية للبطالة والبحث عن العمل فزراعة اسطح المنازل فرصة عمل جيدة ومجدية ،شغل اوقات فراغ كبار السن ورفع الروح المعنوية لهم فهو عمل يهم الكبار وخصوصا بعد سن المعاش .
فزراعة اسطح المنازل فكرة جميلة تنعكس ابعادها على الصغير قبل الكبير فهى تعلمهم صفات جليلة منها الصبر والارادة وقوة التحمل وبث بهم روح المشاركة والنشاط وعدم الكسل والانتاج.
وقد بدأ بالفعل كثير من الشباب بزراعة الاسطح فى المنازل والعمارات والمدارس وغيرها خصوصا بعد انتشار الدورات التدريبية التى تقدمها بعض الكليات مثل كلية زراعة جامعة القاهرة وعين شمس او بوزارة الزراعة او معمل تعديل المناخ.
إحياء النشاطات المدرسية داخل المدرسة وتحويل المدرسة الى وحدة منتجة وتحويل سطح المدرسة الى منظر جمالى رائع يفخر به الطلاب قبل ادارة المدرسة وتكون تلك ثمرة يدهم ومشاركتهم فى تجميل المدرسة
زراعة الاسطح نظام لا يعتمد على تربة كما يحتاجها النبات فى باطن الارض فهو يحتاج الى قليل من التربة او تكون الزراعة زراعة معلقة لا ارضيه اى بدون تربة وكذلك لا نحمل اوزانا ثقيلة على اسطح المنازل
يمكن زراعة الاسطح بالنباتات العطرية والطبية والزهور وغيرها من النباتات الجميلة كنباتات الزينة
اهمية زراعة الاسطح المنزلية
• إضفاء لمسة جمالية للمكان ومتنفس لقاطني أو زائري المكان.
• مصدر جيد لخضر نظيفة وآمنة صحياً للاستهلاك الشخصي أو للبيع مما يضيف دخلاً للأسرة.
• تخفيف الأثر الناتج من سقوط أشعة الشمس المباشرة على الأسطح والأدوار السفلى.
• التخلص من المهملات التي تخزن على أسطح المنازل والتي تؤدى إلى تشويه المظهر الجمالي وقد تؤدى إلى حدوث حرائق مما يؤدى إلى زيادة تلوث البيئة.
• مشروع زراعة الاسطح يستطيع ان يشارك فيه جميع فئات المجتمع في بلادنا العربية من اغنياء وفقراء , كبار وصغار , نساء ورجال , اطفال وشيوخ , متخصصين وغير متخصصين.
• تعليم الأطفال حب النباتات من الصغر.
• شغل أوقات الفراغ خاصة لدى كبار السن بمشروع حيوي وهام.
• مكان لتجمع الجيران والتواصل فيما بينهم.
2- دور النباتات في الحد من تلوث الهواء بالغازات المختلفة
• يعد تلوث الهواء من أخطر أنواع التلوث وذلك لسهولة وصول الملوثات الى الهواء وانتقالها من مكان إلى أخر ومن دولة الى أخرى بغض النظر عن الحدود، ومن اهم مصادر تلوث الهواء إنبعاثات المصانع ووسائل النقل من حرق الوقود والغبار الناجم عن مشاريع الإسكان، و الانبعاثات الناجمة عن مقالب النفايات وهي أما ملوثات بيولوجية أو انبعاثات ناتجة عن حرق النفايات، كذلك الانبعاثات الناتجة عن محطات تكرير البترول، فيما نعاني أيضا من التلوث الناتج عن حرق المخلفات الزراعية “مثل قش الأرز” وما ينتج عنه من أضراراً بيئيةً كثيرةً و خطيرةً على الصحة العامة. لذا يجب قياس كافة الانبعاثات الغازية الموجودة في بيئة العمل والمناطق المحيطة بها وتسجيلها في تقارير دورية منتظمة وارسالها للأجهزة المختصة لفحصها ومتابعتها وخاصة مع ازدياد تلوث الهواء الداخلي للمصانع و المنشئات المختلفة.
• كما يجب مكافحة تلوث الهواء بصورة فعالة ويفضل استعمال النباتات التي تساعد على تنقية الهواء من الملوثات المختلفة حيث اثبتت الدراسات العلمية الحديثة التي أجرتها مجموعة من الباحثين في الولايات المتحدة الأمريكية عن نتائج جديدة ومثيرة بشأن المساحات الخضراء التي تزين الشوارع والمدن، ودورها في الحد من تلوث الهواء الجوي وجعله نظيفاً و نقياً.
• حيث أشار الباحثون في دراستهم إلى أن المساحات الخضراء المختلفة مثل الأشجار و المسطحات الخضراء و الشجيرات والنباتات الصغيرة التي تزرع داخل المدن وعلى ضفاف الأودية لها دور حيوي في تقليل مستويات اثنين من أخطر ملوثات الهواء الجوي وأكثرها إزعاجاً، بمعدل ثماني مرات أكثر مما كان يُعتقد في السابق.
• وهذه الملوثات هي ثاني أكسيد النيتروجين و الدقائق المادية أو الجسيمات المادية الناعمة “PM”، حيث تُحدث تأثيرات ضارة على صحة الإنسان عندما تتجاوز النسب الآمنة المسموح بها. حيث أكدت نتائج هذه الدراسة قدرة المساحات الخضراء على تقليل مستويات تلك الملوثات في الهواء الجوي بنسب ما بين 40% و60% خصوصاً عند الإكثار من زراعة نباتات معينة واختيار أماكن تلك النباتات الخضراء بحكمة وخبرة.
3– دور النباتات في الحد من تلوث المياه
ينتج تلوث المياه نتيجة الممارسات الصناعية الخاطئة إذ تعمد بعض المصانع الى التخلص من نفاياتها السائلة والصلبة في المسطحات المائية، كما ينتج التلوث نتيجة سكب كميات كبيرة من المياه الساخنة الناتجة عن محطات إنتاج الطاقة، كذلك قد يحدث التلوث بسبب المخلفات المنزلية من مياه عادمة غير معالجة ونفايات صلبة، ولا يقتصر تعريف تلوث المياه على المياه الصالحة للشرب بل يشمل مياه البحار و المحيطات، ومن نعم الله علينا وجود أشجار ونباتات يمكنها تحمل الري بمياه الصرف بل وتحويله الى مصدر اقتصادي هائل ومفيد. ونعني هنا الأشجار الخشبية مثل الباولونيا والكافور و الكازورينا، وكذلك أشجار الوقود الحيوي خاصة ضجرة الذهب الأخضر “الجوجوبا و الجتروفا” حيث يمكن زراعتهم على مياه الصرف الصحي وإنتاج بذور يستخرج منها الوقود الحيوي.
4- أهمية المساحات الخضراء للصحة
تعتبر المساحات الخضراء والأشجار من الأشياء التي تحافظ على التوازن البيئي والصحة أيضًا حيث تساهم فيما يلي:
– خفض التعرض لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
– تحسين وظائف الدماغ والقدرة على التركيز والإدراك.
– تساهم في خفض انتشار الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
– تحسن من صحة الحامل والجنين.
– ساعدت على خفض نسبة الوفيات وذلك ما أكدته إحدى الدراسات التي قام بها الطبيبان ريتشارد ميتشيل وفرانك بوفام على نحو ما يقارب الـ 40 مليون مريض التي نُشرت في عام 2008م، حيثُ قام الطبيبان بتحديد العلاقة بين متوسط دخل المرضى وأماكن قربهم من الطبيعية ومتوسط أعمارهم المتوقعة، وقد توصلت الدراسة إلى أن متوسط أعمار الأفراد الذين يعيشون بالقرب من الطبيعية وخاصة المناطق الريفية يتساوى مع متوسط عمر الأفراد الذين يمتلكون دخلاً مرتفع.
– كما تساهم الأشجار والمساحات الخضراء من سرعة الشفاء من العديد من الأمراض، وهذا ما أثبتته إحدى الدراسات في جامعة تكساس الزراعية والميكانيكية قام بها العالم روجر أولريش، حيث لوحظ تحسن في حالة المرضى الذين خضعوا لعمليات جراحية وكانت غرفتهم بالقرب من المساحات الخضراء إلى نسبة شفاء أعلى من المرضى التي تبعد غرفهم عن الأشجار والمساحات الخضراء، حيثُ بلغت نسبة التعافي نحو 8.5 % من المرضى.
اهتمام كبير توليه الدولة المصرية بالمساحات الخضراء خلال الآونة الأخيرة لما له من فوائد سواء على المستوى البيئى أو الجمالى ،حيث تم اطلاق العديد من المبادرات مثل ” اتحضر للأخضر, زراعة مليون شجرة, غير ذلك” تستهدف نشر الوعى البيئى بزيادة المساحات الخضراء وزيادة نصيب الفرد منها، عن طريق التشجير ونشر المشاتل فى المحافظات كما يتم إقامة المدن الجديدة وفق معايير بيئية عالمية تهتم باللون الأخضر، لعودة اللون الأخضر إلى الشوارع وبين الكتل السكنية وداخل المدارس بجميع المحافظات، خاصة في الأماكن المحرومة، بضرورة إنشاء الحدائق والمتنزهات وصيانة الموجود منها، وتحديدًا مع اتجاه أنظار العالم إلى مصر واستضافتها لقمة المناخ cop27 في نوفمبر القادم بمدينة شرم الشيخ.
……………………………………………………..
المصادر:
– «عاوزينها تبقى خضرا».. التوسع في زراعة الأشجار بالمحافظات: رئة مصر www.elwatannews.com
– البيئة تخصص 30 يوما للتشجير بمبادرة “اتحضر للأخضر” www.agrinewz.com
– التغيرات المناخية وزراعة الأسطح www.agri2day.com
– المسطحات الخضراء وقمة المناخ www.agri2day.com
– هل تحقق زراعة الأسطح التكيف مع التغيرات المناخيةwww.agri2day.com
– أهم فوائد الأشجار في الحد من التغيرات المناخيةwww.agri2day.com
– اهمية التشجير في الحفاظ على البيئة من التلوث https://sadamisr.com/
………………………………………
الاستاذ الدكتور/ عبدالعليم سعد سليمان دسوقي
كلية الزراعة- جامعة سوهاج- مصر
رئيس فرع الاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة بمحافظة سوهاج