في السنوات الأخيرة ومع التغيرات العالمية المستجدة والتغيرات المناخية والاقتصادية تواجه مصر عجز شديد في المحاصيل الاستراتيجية الهامة والتي لاتخلو منها مائدة المصريين يوميا مثل رغيف الخبز حيث تستورد مصر 65% من محصول القمح المكون الأساسي لرغيف الخبز و 95% من احتياجتها من الزيوت و32% من احتياجاتها من السكر و100% من محصول العدس و 70% من محصول الفول البدي و 60% من اللحوم الحمراء بسب نقص محاصيل الاعلاف و60% من الالبان.
أيضا حسب توقعات منظمة الأغذية والزراعة (الفاو ) من المتوقع ارتفاع أسعار الغذاء للمحاصيل الاستراتيجية ويرجع ذلك بسب زيادة الطلب العالمي علي الغذاء، وكذلك في ظل التغيرات المناخية في بعض الدول التي تعتبر منتجًا رئيسيًا لمحاصيل بعينها وكذلك لارتفاع مستلزمات الإنتاج الزراعي ومنها الأسمدة فمثلا من المتوقع ارتفاع اسعار القمح بنسبة 41% والسكر بنسبة 53% والزيوت بنسبة 60% واللحوم 26% والالبان بنسبة 15%.
تلعب الأسمدة الكيماوية دور حيوي في تحسين الإنتاجية وزيادة المحصول ولكن تختلف الكميات التي يحتاج النبات حيث تحتاج النباتات الثلاثية الكربون C3 مثل القمح والأرز والشعير وغيرها وايضا المحاصيل البقولية الي كميات اقل من المحاصيل الرباعية الكربون C4 مثل محصول الذرة الشامية وقصب السكر .
يعرف السماد بأنة كل المواد الطبيعية أو المصنعة المحتوية علي 5% علي الأقل من واحد أو اكثر من العناصر الكبري الأساسية وهي النيتروجين N، الفوسفور P،البوتاسيوم K وتسمي الاسمدة المصنعة بالأسمدة المعدنية وهي تأخذ أشكال وأحجام مختلفة تبعا لعمليات التصنيع، منها المحبب والكروي والبلوري أو مسحوق ناعم أو خشن وتضاف في صورتها الصلبة الي التربة ومن معرفة تركيب السماد يمكن تحديد العناصر الغذائية بة.
لذا يجب دمج الأسمدة ضمن برنامج متكامل من الأساليب الزراعية الجيده التي تعمل علي تحسين وزيادة الانتاج الزراعي وبالتالي زيادة ايراد المزارع المصري فالأسمدة تمد النبات باحتياجاتة من العناصر الغذائية وتساعد علي زيادة الانتاجية من المحاصيل المختلفة ذات العائد النقدي وبجوده أفضل وأيضا تعيد الخصوبة للأراضي التي تعرضت للاستغلال المفرط.
لماذا نحن بحاجة الي استعمال الأسمدة المعدنية
طبقا للتقديرات الأولية للزياده السكانية بالعالم حسب تقديرات البنك الدولي فان سكان العالم في ازياد سريع من 6بليون نسمة سنة 1999 الي 7 بليون نسمة بحلول 2020وبما أن مصر من البلدان المأهولة بالسكان حيث تصل وتيرة النمو أو الزيادة المطلقة في عدد السكان أقصاها وبالتالي نحن نعرف تداعيات النمو علي الامن الغذائي والزراعة والطلب علي الغذاء وأيضا الكساء في الفترة القادمة وان أكثر من 90% من هذه الزيادة الضرورية في الانتاج الزراعي والغذائي بصفة خاصة لن يتأتي سوي من الأراضي المنزرعة والتي تبلغ تقريبا 8.5 مليون فدان منزرع او مايعادل 17مليون فدان مساحة محصولية اذا مازرعت نفس المساحة مرتين بالعام. ان اغلب العاملين في الانتاج الزراعي من المحاصيل في البلدان النامية ومنها مصر هم من المزارعين الصغار ويصنفون ضمن فقراء الريف
ويعتبر ادخال نظم زراعية حديثة وتقنيات متطورة امر بالغ الأهمية حيث ان تحسين الانتاج الزراعي لايعني فقط مزيدا من الغذاء بل يعني أيضا ارتفاع معدل الدخل لهؤلاء المزراعين أيضا. وخلاصة القول أن هناك هدفين رئيسين من وراء النشاطات الزراعية:
1- تحقيق الاكتفاء الذاتي من المنتجات الزراعية وتصدير المنتجات الفائضة عن الحاجة الي البلاد التي ينمو سكانها باستمرار،2- تأمين دخل كاف للمزارع وأسرتة والمساهم في رفع مستوي المعيشة،3- تحقيق تنمية زراعية مستدامة علي مستوي القرية المصرية لتصبح منتجة كما عهدناها في السابق.
لكن المهم هو أن الأسمدة المعدنية بعناصرها الغذائية المختلفة ماضية لا محالة في لعب دور هام وحاسم في هذا الشأن وبصرف النظر عما يمكن ان تسفر عنة الأيام القادمة من تقنيات حديثة فيمكن القول أنة في منتصف التسعينات استخرج تقريبا 40% من مجموع امدادات العالم من البروتين الغذائي من مصادر النيتروجين الصناعي والمنتج بواسطة عملية Bosch-Haber في التركيب الصناعي للأمونيا.
السد العالي والتنمية الزراعية المستدامة
بالرغم من مميزات السد العالي في توفير المياة للزراعة المستقرة طول العام وكذلك الكهرباء لكن يرجع عدم تعويض العناصر الغذائية التي كانت تزيد بها الأراضي الزراعية بعد بناء السد العالي الذي حجب كثير من الطمي بما يحتوية من العناصر المعدنية والغذائية الهامة للنبات خلف السد والناتجة من عمليات التعرية والنحر طول مسار نهر النيل من أثيوبيا الي ان يصل الي مصر مرورا بالسودان الشقيقة .
طمي النيل يخلق فرص عمل وتنمية زراعية و اقتصادية وعمرانية مستدامة للمصريين
لذا هنا من هنا نرسل نداء الي متخذي القرار الزراعي والصناعي والمجتمعات العمرانية الجديدة والبحث العلمي والتعليم والمراكز البحثية والجامعات بان يتم استغلال ونقل ملايين الاطنان من الطمي خلف السد العالي والذي يبلغ مقدارة بملايين الأطنان من الطمي والمحتجزة خلف السد العالي والمشبعة بالمعادن النفيسة والذهب وايضا لاستصلاح ملايين الافدنة في الصحراء الشرقية والغربية وذلك برفعة الي الدلتا والأراضي المستصلحة حديثا وخلق فرص عمل وأيضا خلق مجتمعات عمرانية وزراعية ومناطق صناعية واقتصادية جديدة خارج وادي النيل وتوسعة الامتداد العمراني في مصر مثل مشروع مستقبل مصر والدلتا الجديدة والتوسع في استصلاح ملايين الافدنة الجديدة واستغلال طرق الري الحديثة من رش وتنقيط وامطار صناعية باي تكنولوجيا حديث وبالتالي زيادة المساحة المنزرعة الي اكثر من 2مليون فدان تدخل الي منظومة الزراعة المصرية لتحقق الاكتفاء الذاتي من خلال التوسع الافقي وبالتالي تحسين الأوضاع المعيشية للمزارع المصري وأيضا يسهم في تسهيل صيانة السد العالي والتوربينات.
يجب الاستفادة من مخزون الطمي الهائل بالتحليل الكيماوي لاهم العناصر قبل البدا في المشروع ومعرفة اهم العناصر الموجودة في الطمي وعمل استخلاص لها قبل النقل وانشاء مصانع استخلاص لاهم المعادن النفيسة الموجودة مثل الذهب وغيرها من المعادن والتي تعد ثروات مهدرة منذ نشاة السدالعالي.
أيضا الاستفادة واحياء مشروع بحيرة ناصر واستغلال الثروة السمكية بها وإقامة مفرخات وتهيئة البحيرة للاستغلال السمكي وتنمية المنطقة المتميزة والاستفادة منها زراعية واقتصاديا وخلق فرص عمل و مجتمعات عمرانية وزراعية ومناطق صناعية واقتصادية جديدة.
الأستاذ الدكتور/ خالد فتحى سالم
أستاذ بيوتكنولوجيا النبات
دكتوراة فى الوراثة وتربية النبات
جمهورية المانيا الاتحادية
معهد الهندسة الوراثية والتكنولوجيا الحيوية
مدينة السادات- جامعة مدينة السادات
مصر