افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي صباح اليوم الأربعاء مجمع مصانع الشركة المصرية للرمال السوداء بمدينة البرلس بمحافظة كفر الشيخ.
وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضي بأن مصنع الرمال السوداء بكفر الشيخ هو الأحدث من نوعه على مستوى العالم باستخدام تكنولوجيا التعدين المتطورة، ويعتبر إضافة جديدة لسلسلة المشروعات القومية الكبرى التي تهدف إلى تعظيم الاستفادة والاستغلال الأمثل لموارد مصر الطبيعية، وتحقيق القيمة المضافة للمعادن المستخلصة من الرمال السوداء، التي تستخدم في العديد من الصناعات الدقيقة مما يفتح الآفاق لاستثمارات جديدة تدعم الاقتصاد الوطني وعملية التنمية الشاملة.
وكان في استقبال الرئيس السيسي لدى وصوله رئيس مجلس الوزراء مصطفي مدبولي وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة.
القصة الكاملة عن مصنع الرمال السوداء
بعد سنوات طوال تحقق الحلم بإقامة مجمع الفصل والتركيز لمشروع الرمال السوداء في “البرلس” التابعة لمحافظة كفرالشيخ، ليتم استخلاص الركائز المعدنية الاقتصادية من الرمال السوداء سواء من سطح الأرض أو من المياه وفصلها وتسويق منتجاتها محلياً وعالمياً، الأمر الذى من شأنه تعظيم القيمة المضافة لخامات المعادن المستخلصة من الرمال السوداء وتحويلها إلى منتجات جاهزة للعمليات الصناعية المختلفة بدلاَ من تسويقها كمواد خام، وهذا ما يساهم فى دفع عجلة الإقتصاد المصري.
والرمال السوداء هي رمال شاطئية ثقيلة سوداء اللون تترسب عند مصبات الأنهار وتحتوى على نسبة من معادن (إلمنيت، زيركون، جارنت، روتايل، ماجنتيت)، بالإضافة إلى المونازيت الذي يحتوي على المواد المشعة، وتكونت الرمال السوداء من الترسيبات والتآكلات الصخرية، وتعد الأمواج أحد أهم العوامل المسببة للترسيبات
المعدنية عبر تآكل الصخور الشاطئية، وتتحرك الترسيبات من فم مصب النهر لتكون معادن رملية وصخرية علي الشواطئ، وإذا كان تأثير الأمواج كبيرا تحركت الترسيبات بطول الشواطئ بدلا من الانحسار في الدلتا فقط.
وتدخل مستخلصات الرمال السوداء في صناعة هياكل الطائرات والصواريخ والغواصات ومركبات الفضاء والأصباغ والورق والجلود والدهان والسيراميك وسبائك المحركات وتركيبات الأسنان والأسرة المعدنية والخرسانة التي تتحمل الحرارة العالية والحديد الإسفنجي وأحجار الجلخ والصنفرة وفلاتر المياه والهواتف الذكية والسيارات العاملة بالكهرباء.
وفي جولة لوكالة أنباء الشرق الأوسط داخل مجمع المصانع، قال رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية للرمال السوداء اللواء مجدي الطويل، إنه نظراً للقيمة الاقتصادية للرمال السوداء وحرص الدولة على الحفاظ على ثرواتها التعدينية، أجرت هيئة المواد النووية دراسة استكشافية شاملة لمناطق تواجد الرمال السوداء على طول ساحلي البحرين المتوسط والأحمر، وأعدت شركة “مينرال ميتنولوجي” الأسترالية دراسة جدوى بشأن استغلال وتعدين الرمال السوداء بمنطقة البرلس، وخلصت الدراسة إلى أن المشروع ذو جدوى اقتصادية عالية جاذبة للاستثمار، وأصدر رئيس مجلس الوزراء في سبتمبر 2014 قرارا بإنشاء الشركة المصرية للرمال السوداء كشركة مساهمة مصرية.
وأضاف أن فكرة إنشاء الشركة قامت على استخلاص المعادن الاقتصادية من الرمال السوداء سواء من سطح الأرض أو من المياه وفصلها وتسويق منتجاتها محلياً وعالمياً بهدف تعظيم القيمة المضافة لخامات المعادن المستخلصة من الرمال السوداء وتحويلها إلى منتجات جاهزة للعمليات الصناعية المختلفة بدلاَ من تسويقها كمواد خام ما يساهم في دفع عجلة الاقتصاد الوطني.
وأوضح رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية للرمال السوداء أن أهم المعادن المستخلصة من الرمال السوداء تتمثل فى الإلمنيت والزيركون والجارنت والروتايل والمونازيت والماجنتايت، وأنه من المتوقع أن تبلغ الطاقة الإنتاجية لمصنع “الإلمنيت” نحو 298 ألف طن في العام، ولمصنع “الزيركون” نحو 25 ألف طن في العام ولمصنع “الجارنت” نحو 12 ألف طن في العام، ولمصنع “الروتايل” نحو 11 ألف طن في العام ولمصنع “المونازيت” نحو 145 طنا في العام.
وتأسست الشركة المصرية للرمال السوداء كإحدى شركات جهاز مشروعات الخدمة الوطنية منتصف شهر فبراير عام 2016 برأس مال مُصدر قدره 500 مليون جنيه تمت زيادته ليبلغ 4 مليارات جنيه بنسب مشاركة تتمثل في: جهاز مشروعات الخدمة الوطنية 61%، وهيئة المواد النووية 15%، وبنك الاستثمار القومي 12%، ومحافظة كفرالشيخ 10% والشركة المصرية للثروة التعدينية 2%.
كما تم تأسيس الشركة المصرية الصينية للرمال السوداء بغرض سرعة تغطية معظم مناطق الرمال وخاصة منطقة “غليون” بما يسمح بالحصول على أعلى عائد اقتصادي وعدم تعطيل خطة التنمية بالدولة (إسكان– زراعة– سياحة.. وغيرها) والحصول على تكنولوجيا منافسة للتكنولوجيا الأسترالية، وساهم جهاز مشروعات الخدمة الوطنية مع الشركة المصرية للرمال السوداء في تأسيس الشركة المصرية الصينية للرمال السوداء في 18 يوليو 2018 برأس مال مصدر 24 مليون دولار وبنسب مشاركة تمثلت فى جهاز مشروعات الخدمة الوطنية بنسبة 83.5% والشركة المصرية للرمال السوداء بنسبة 12.5 والشركة الصينية المصرية للتعدين وتصنيع المعــادن بنسبة 4%.
وتم توقيع اتفاقية التزام بين جمهورية مصر العربية وهيئة المواد النووية والشركة المصرية للرمال السوداء للبحث عن واستغلال المعادن الاقتصادية من الرمال السوداء في جميع أنحاء جمهورية مصر العربية.
وصدق رئيس الجمهورية على القانون رقم 8 لسنة 2019 بتاريخ 2019/2/20 وتم نشره بالجريدة الرسمية بالعدد رقم (7 ب) بتاريخ 2019/3/20 بشأن اتفاقية الالتزام والذي تنص المادة الثالثة منه على منح الشركة المصرية للرمال السوداء التزاماً مقصوراً عليها بالبحث عن واستكشاف وتعدين وتركيز المعادن الاقتصادية من ركاز الرمال السوداء واستغلالها في جميع ربوع جمهورية مصر العربية.
وأكد رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية للرمال السوداء أنه تم توريد المعدات المعدات وتنفيذ الاعمال والانتهاء من تنفيذ الأعمال الإنشائية وتنسيق موقع الشركة بالبرلس بنسبة 100%، كما تم توريد وتركيب كافة معدات بمجمع مصانع الفصل والتركيز بنسبة 100% وبلغت نسبة تنفيذ اختبار تشغيل المعدات بمصنع التركيز 100% والكراكة (تحيا مصر) بنسبة 100% ومجمع مصانع الفصل بنسبة 100%.
وبالنسبة لموقع الشركة بمنطقة رشيد، أوضح أنه تم الانتهاء من جميع الأعمال الإنشائية للمرحة الأولى بنسبة 100% وتم توريد وتركيب جميع معدات المرحلة الأولى بنسبة 100% وتجري أعمال الاختبارات والتشغيل التجريبي للمصنع.
وأشار رئيس الشركة إلى أنه يجري إنتاج ركاز المعادن الاقتصادية بواسطة 7 وحدات تركيز بالموقع بطاقة إنتاجية تقدر بـ14 ألف طن/ عام من ركاز المعادن الاقتصادية بنظام العمل بوردية واحدة، وأنه فيما يخص موقع الشركة بمنطقة دمياط يجري العمل بواسطة وحدتي استخلاص ركاز معادن اقتصادية بميناء دمياط بجوار أحواض التكديس بطاقة الإنتاجية تقدر بـ1200 طن/ عام من ركاز المعادن الاقتصادية المختلفة بنظام العمل بوردية واحدة، وأما موقع الشركة بمنطقة بحيرة المنزلة فيجري العمل بواسطة 4 وحدات استخلاص ركاز معادن اقتصادية بالموقع بطاقة إنتاجية تقدر بـ2400 طن/ عام من ركاز المعادن الاقتصادية بنظام العمل بوردية واحدة، كما تم تجهيز 4 وحدات استخلاص ركاز المعادن بموقع التنجيم ببركة غليون ويجري الإنتاج الفعلي لركاز المعادن ونقله إلى موقع مصنع الفصل.