مضادات الميكروبات
مضادات الميكروبات او المضادات الحيويه هي مواد كيمائية لها القدرة على قتل أو تثبيط نمو الميكروبات وتستعمل لعلاج الإنسان والحيوان والدواجن. وهذه المواد الكيميائية إما أن تكون من أصل طبيعي (تفرز بواسطة كائنات حية مثل البنيسللين الذي يستخلص من فطر البنيسليوم) أو تكون من أصل صناعي (تصنع في المعامل بطرق كيميائية مثل مركبات السلفا).
ويعتمد العلاج بالمضادات الحيويه علي ما يسمى بالسمية النوعية, ويعني ذلك قدرة المادة المستخدمه في علاج الأمراض الميكروبيه على قتل وإيقاف نمو الميكروب المعدي فقط وعدم الإضرار بخلايا جسم الكائن الحي.
المضادات الحيويه واستخداماتها في الدواجن
للمضادات الحيويه دورا كبيرا في صناعة الدواجن وخاصه التي تعتمد على الانتاج المكثف, فهي تستخدم في علاج الامراض البكتيريه التى تصيب الدواجن وتهدد اقتصاديات هذه الصناعه والسيطره عليها وكذلك يتم استخدام انواع معينه منها كمنشطات للنمو اذا استخدمت بكميات محددة وبسيطة لتحسين معدلات النمو.
اسباب ومخاطر سوء استخدام المضادات الحيويه ودورها في تطور العترات المقاومه للعلاج
رغم ظهور المزيد من المضادات الحيويه التي يحاول العلماء جاهدين جعلها أكثر فعاليه ضد الميكروب وأقل سمية على الطائر, ظهرت في الاونه الاخيره تغيرات وتحورات كثيره في الميكروبات مثل (السالمونيلا والإيكولاي E. coli والبكتريا العنقوديه وغيرها) جعلتها اكثر مقاومه للعلاج واستمرار بقاء هذه المسببات المرضيه حيه سواء عن طريق الطفرات او انتقال جينات مقاومه المضادات من البكتريا المقاومه الي البكتريا العاديه ومن هذه الاسباب الآتى:
• استعمال هذه المضادات بكثرة وبشكل عشوائي سواء في المزراع او حتي في التربيه المنزليه ووصولها إلى كل طائر من عمر يوم إلى عمر التسويق, ظناً من المربي انها حل لكل المشكلات المرضيه دون التاكد معمليا من نوع المضاد المناسب او جدوي استخدامه وتاثيره علي المسبب المرضي ومقارنه ذلك باي اضرار مستقبليه قد تنجم عن ذلك من سوء الاستخدام فالامراض الفيروسيه مثلا تختلف في علاجها عن الامراض البكتيريه التي تعالج بالمضادات الحيويه.
• كثيرا من المضادات الحيويه يقل تأثيرها وفاعليتها بتكرار العلاج دون استشاره المختصين أو بالاخلال بمده وجرعه العلاج المطلوبه.
• عدم التوظيف الصحيح لنوع المضاد المستخدم هل هو قاتل أم مثبط لنمو الميكروب فقط والذى يجب مراعاه اختياره حسب ضراوه الميكروب و حاله الطائر الصحيه والمناعيه والبيئه المحيطه به.
• هناك الكثير من المضادات الحيويه التي تقلل مناعة الطيور او تقتل الميكروبات النافعة بامعاء الطيور مما يؤدي لزياده شراسه البكتريا الانتهازيه الممرضه بالامعاء للتكاثر والظهور مكونه طفرات وسلالات مقاومه لهذه المضادات عن استخدمها مره اخرى.
• يجب الوضع فى الاعتبار أن بعض من المضادات الحيويه يتم استبعادها من العلاج في امراض معينه حسب حاله الحيوان لسميتها على أعضاء وأجهزة جسمه وعدم تاثيرها علي الميكروب المسبب للمرض.
• استعمال مضاد لا يمتص في حالة عدوى جهازيه وبذلك فهو لايؤثر علي الميكروب ويساعد علي زياده ضراوته واستمرار احداثه للمرض.
• تداخل اكتر من مضاد حيوي مع بعض او مع مركب كيميائي آخر وذلك ياتي من الاستخدام الغير مقنن لهذه المضادات.
لذا فاستعمال المضادات الحيويه بصورة خاطئة قد يؤدي إلى حصول نتائج عكسية لما نهدف إليه ونجد أن النتيجة الفعلية هي ازدياد مقاومة الميكروبات للمضادات الحيويه وبالتالي تصبح أكثر قوة وفتكا وضراوة على الدواجن والتي بدورها تنتقل للانسان عن طريق الغذاء او البيئه المحيطه بالتربيه مسببه نفس المخاطر والاضرار عند علاج امراض الانسان.
بالاضافه لما سبق فهناك الخسائر الاقتصاديه الناتجه عن زياده تكلفه العلاج المتكرر التي يلجا اليها المربيين للسيطره علي المرض.
الشروط الواجب توافرها في اختيار المضادات الحيويه او بدائلها المقترحه
1- أن يكون المضاد فعالا ضد الميكروب المسبب للمرض وذلك باجراء اختبار الحساسيه لتحديد المضاد الحيوى المناسب للعلاج.
2- أن يكون المضاد غير سام وآمن للاستعمال ولا يؤثر على إنتاج الدواجن من البيض أو اللحم أو معدل التحويل الغذائي أو يقلل من مناعة الطيور.
3- طريقه استخدامه عند اعطائه للدواجن.
4- أن يكون امتصاص الدواء جيد والتوزيع مناسب لجسم الطائر وأن يكون فعالا عند وصوله بالمستوى المطلوب لمكان الإصابة.
5- يجب أن لا يتبقى من المضاد بقايا ضاره سواء في اللحم أوالبيض.
دور إدارة الغذاء والدواء (FDA)
تعمل هذه المنظمه على تنظيم استخدام المضادات الحيويه سواء للإنسان اوالحيوان. وتوصي إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) ومراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها بعدم استخدام المضادات الحيويه الهامة لصحة الإنسان مع الحيوانات المنتجة للغذاء إلا في حالة الضرورة لضمان صحة الحيوان, ويجب أن يشرف الطبيب البيطري الذي يعالج الحيوانات على هذه الحالات أو يقدم النصح بشأنها.
الحلول المقترحه للتغلب علي هذه المخاطر وبدائل المضادات الحيويه
• يجب تحديد لأهداف ودور المضادات الحيويه في صناعة الدواجن واستخدامها في علاج الحيوانات المصابه فقط وليس لزياده وزنها او كمنشطات للنمو.
• ضروره استمرار التوعيه ومضاعفة جهود المراقبه سواء اليوميه او الدوريه للتأكد من سلامه تطبيق الاستخدام الصحيح للمضادات الحيويه اثناء عمليات التربية المختلفه من حيث الالتزام بالجرعه والمده المقرره للعلاج واستبعاد اي تداخلات دوائيه تبطل مفعول العلاج.
• اهميه الفحص المعملي تحت اشراف المختصين لتقييم الحاله المرضيه ومدي احتاجها لاستخدام المضادات الميكروبيه واختيار انسب مضاد وتحديد جرعته وبروتوكول العلاج الصحيح وذلك باستخدام اختبارات الحساسيه للمضادات الحيويه Antibiotic sensitivity test والذي يتضمن استزراع الميكروبات وتنميتها في منابت خاصة تحتوي على أهم المضادات الحيويه المناسبه للحاله المرضيه للطائر ونوع الميكروب المسبب, فإذا كان الميكروب حساس لمضاد حيوي معين فإنه يمنع نموه وبذلك يوضح الاختبار أي المضادات الحيويه عديم التأثير وأيها الذى يساعد في العلاج الصحيح.
• مراعاه التاكد من انتهاء فتره سحب المضاد الحيوي المستخدم في الحيوان قبل ذبحه اوصول اي من المنتجات الحيوانيه من لحوم وبيض للمستهلك, وذلك لمنع وصول هذه المضادات بكميات قليله للانسان ومنها تكتسب المسببات المرضيه عند الانسان بدورها المقاومه ضدها.
• ضروره اتباع اجراءات الامان الحيوي والتطهير بالمزارع والحفاظ علي البيئه النظيفه اثناء التربيه وذلك لتقليل المحتوي الميكروبي المحيط بالحيوان وقدرته علي نقل جينات المقاومه للمضادات علي نطاق واسع وايضاً لتقليل انتقال المسببات المرضيه للكائن الحى.
• ضروره استخدام روافع المناعه التي تزيد من مقاومه الحيوان الطبيعيه ضد المسببات المرضيه الميكروبيه عامه ويساعد عمل المضادات الحيويه المسؤله عن تثبط نمو الميكروب.
• تشجيع استخدام بدائل المضادات الحيويه التى اثبتت الابحاث العلميه كفائتها وقدراتها العلاجيه وتوظيفها حسب الحاله الصحيه للحيوان ونوع الميكروب المسبب للمرض ومنها: استخدام البكتريا النافعه (البروبيوتك), الالياف الطبيعيه ذات التاثير الرافع للمناعه (البريبيوتك), او الجمع بينهم باستخدام مركبات (السينبيوتك), استخدام المستخلصات النباتيه (الفيتوبيوتك) ذات الفاعليه البيولوجيه ضد الميكروبات, استخدام الاحماض العضويه, استخدام التكنولوجيا الحديثه لمركبات النانو السابق دراسه تاثيرها ضد المسببات المرضيه, ومازال العلماء يطورون من استخدام هذه البدائل واكتشاف مواد جديده.
د/ إيمان محمد السعيد الشربينى- باحث بمعمل طنطا- معهد بحوث الصحه الحيوانيه – مركز البحوث الزراعيه – مصر