صديقة حسين تكتب : مصر ومهمة إنقاذ الحياة على الأرض من الآثار السلبية للتغير المناخى
إن أنظار العالم تتجه نحو مصرنا الحبيبة من أجل إنقاذ الحياة على الأرض من الآثار السلبية للتغير المناخى من جراء الاحتباس الحراري الذى نتج عن الثورة الصناعية العالم المتقدم فى كل المجالات الصناعية والعسكرية والذى يهدد بكارثة بيئية تهدد حياة الإنسان والحيوان والنبات والأرض فكانت كلمة الرىيس عبد الفتاح السيسى فى حوار بطرسبرج للمناخ بمثابة طوق النجاة للعالم النامي وأفريقيا بل وأوربا فكان حواره دقيقا محددا للغاية وشرح فيه كل تفصيلة عن التغيرات المناخية وخطورتها على الدول النامية والإفريقية وآليات علاجها
السبسي: مؤتمر شرم الشيخ نقطة فارقة على صعيد العمل الدولى
ووصف فى حوار كيف أن مصر عززت من خطواتها نحو التكيف والتخفيف وأكد الرئيس السيسى على أن مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ cop27الذى سيعقد فى شرم الشيخ نوفمبر القادم بعد نقطة فارقة على صعيد العمل الدولى نحو تحويل الوعود إلى تنفيذ فعلى على الأرض وأنه من المهم أن خلال الفترة القادمة نركز على تنفيذ اتفاق باريس كانت الكلمة خلال الجلسة رفيعة المستوى لحوار بطرسبرج للمناخ فى برلين بألمانيا بمشاركة 40 دولة من دول الأطراف لاتفاقية المناخ هذا الحوار هو حوار معتادا قبل مؤتمرات المناخ ويعد فرصة للحوار والتنسيق لحشد توافق دولى حول قضايا المناخ
وأشاد الرئيس عبد الفتاح السيسي بالدورالقيادى المانيا فى مواجهة التغيرات المناخية ولفت أنظار المجتمعين إلى أن افريقيا تقع فى قلب التحديات وتناثر بها على نحو يفوق غيرها من المناطق لذلك فمن المهم بذل الجهود لتمكين الدول الأفريقية للاستفادة من ثرواتها حيث إن التغير المناخي يمثل تهديدا وحوديا للقارة الأفريقية
تحديات متعاقبة فى مقدمتها أزمة الطاقة العالمية وأزمة الغذاء
واضاف الرىيس السيسى أن مصر تستضيف قمةالمناخ الcop27 هذا العام فى سياق عالمى يتسم بالتحديات المتعاقبة تأتى فى مقدمتها أزمة الطاقة العالمية الراهنة وأزمة الغذاء التى يعانى منها الكثير من الدول النامية من تبعاتها فضلا عن تراكم الديون وضعف تدفقات التمويل والتأثيرات السلبية لجائحة كورونا هذا بالإضافة إلى المشهد السياسى المعقد الناجم عن الحرب فى أوكرانيا وهو مايضع على عاتقنا مسىولية جسيمة كمجتمع دولى لضمان الا تؤثر هذه الصعوبات على وتيرة تنفيذ رؤيتنا المشتركة لمواجهة تغير المناخ التى انعكست فى مؤتمر باريس وتاكدت فى العام الماضى فى جلاسكو
وقد أوضح الرىيس السيسى عدة نقاط مهمة يجب التركيز عليها فى المؤتمر اولا ..أن مصر ترى من خلال رىاستها للدورة القادمة بإذن الله لمؤتمر الأطراف للتغيرات المناخية يجب أن تؤكد على كافة التقديرات والتقارير العلمية بشكل واضح أن تغير المناخ بات يمثل تهديدا وحوديا لكثير من الدول والمجتمعات على مستوى العالم على نحو لم يعد ممكنا معه تأجيل تنفيذ التعهدات والالتزامات ذات الصلة بالمناخ وقد أجمعت الأطراف كافة على أن الأولوية خلال المرحلة القادمة هى تنفيذ اتفاق باريس وتحويل المساهمات المحددة وطنيا إلى واقع ملموس فعلى فى إطار المبادىء الدولية الحاكمة لعمل المناخ الدولى وفى مقدمتها الإنصاف والمسئولية المشتركة متباينة الأعباء والقدرات المتفاوتة الدول لضمان عملية التحول الاقتصاد منخفض الانبعاثات القادر على التعامل مع الآثار السلبية للتغير المناخي والتكيف معها ويساهم فى تعزيز حجم ونوعية وآليات تمويل المناخ المتاح للدول النامية وهو الجانب الأهم وحجر الزاوية لتمكن تلك الدول من القيام بدورها فى هذا الجهد العالمى لمواجهة التغيرات المناخية
ثانيا لتحقيق هذه الرؤية فإن مصر تعول على دعم كافة الأطراف ومساهمتها فى توفير مناخ من الثقة يمكننا من تحقيق النتائج التى نتطلع إليها شعوبنا وفى هذا السياق قدم الرىيس عبد الفتاح السيسي بيانات صادرة حول تغير المناخ والبئية والتنمية عن القمة الأخيرة لمجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى فى ألمانيا الشهر الماضي وبما تضمنته من مواقف سياسية إيجابية ورؤى واضحة حول دعم عملية الانتقال العادل الطاقة فى عدد من الدول النامية
توسيع نطاق الدعم ليشمل دولا نامية
وقد أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي على ضرورة توسيع نطاق هذا الدعم ليشمل دولا نامية أخرى وعلى أهمية مشاركة المؤسسات وبنوك التمويل الدولية فى دعم هذا الانتقال وقد شدد على أهمية ترجمة هذه المواقف والرؤى إلى واقع فعلى فى المسارات التفاوضية المختلفة فى إطار اتفاق باريس والقمم المناخية السابقة
ثالثا قال الرىيس عبد الفتاح السيسي أن قارتنا الأفريقية تقع فى القلب من هذه التحديات وتناثر بها على نحو يفوق غيرها من المناطق بالنظر إلى خصوصية وضعها ومحدودية قدرتها على التعامل مع الأزمات وضعف حجم التمويل المتاح لها للتغلب على هذه الصعاب وان أزمة الغذاء والطاقة الأخيرتين تفاقم من حجم التحديات التى يتعين على الدول الأفريقية مواجهتها إلى جانب مايمثله تغير المناخ من تهديد حقيقى لدول القارة التى تعانى من التصحر وندرة المياه وارتفاع منسوب مياه سطح البحر والفيضانات والسيول وغيرها من وغيرها من الأحداث المناخية القاسية التى أصبحت تحدث بوتيرة أكثر تسارعا ومتازما وأشد من ذى قبل
وأوضح الرئيس عبد الفتاح السيسي أهمية بذل كافة الجهود الممكنة لدعم دولنا الأفريقية وتمكينها من الاستفادة من ثرواتها الطبيعية وتحقيق التنمية الاقتصادية المتسقة مع جهود مواجهة تغير المناخ والحافظ على البيئة وذلك من خلال مقاربة شاملة تأخذ فى الاعتبار الظروف الوطنية والاقتصادية والتنموية لكل دولة لاسيما دول القارة الأفريقية التى قطعت خطوات واسعة فى هذا الاتجاه بفضل ما تمتلكه من مساحات واسعة من الغابات والقدرات لتوليد الطاقة من الشمس والرياح فضلا عن إمكانيات لإنتاج الهيدروجين الاخضر مع الأخذ فى الاعتبار أن مفهوم الانتقال العادل يتعين التعامل معه من منظور شامل يشمل كل القطاعات من زراعة وصناعة وغيرها وليست كافة فقط رابعا ..
نموذج تنموى مستدام
سارعت مصر باتخاذ خطوات فعالة فى سبيل التحول إلى نموذج تنموى مستدام يتسق مع جهود الحفاظ على البيئة ومواجهة تغير المناخ ليس فقط إيمانا بحق ابناىها واجيالها القادمة فى مستقبل أفضل وانما لوعيها بما يمثله التحول الاخضر من فرص واعدة لتحقيق التنمية الاقتصادية فى العديد من القطاعات الحيوية ومصر أيضا تنفذ خططا واسعة النطاق فى قطاع النقل لزيادة الاعتماد على وسائل النقل النظيفة ومن خلال التوسع فى شبكات المترو والقطارات وتوطين صناعة السيارات الكهربائية بالتوازن مع ذلك وفى هذه المجالات لنوضح أيضا حجم الاحتياجات التى تتطلبتها هذه المجهودات من تمويل ودعم فنى وتكنولوجى والتى لا غنى عن توفيرها فى إطار من الشراكة التنموية الفاعلة بين مصر وشركائها من دول وبنوك ومؤسسات تمويل دولية
وقد دعا الرئيس عبد الفتاح السيسي فى هذا الإطار كافة الدول إلى تحديث مساهمتها المحددة وطنيا ورفع طموح الالتزامات الواردة بها قبل وأثناء فترة مؤتمر شرم الشيخ المناخ
وفى نهاية حواره أكد على أن مصر لن تدخرا جهدا فى سبيل إنجاح القمة العالمية للمناخ من خلال توفير البيئة المناسبة الجامعة لكافة الأطراف من الدول والمنظمات الدولية والمجتمع الدولي وغيرها فى تحقيق تقدم ملموس حقيقى على مختلف المسارات سواء المسار التفاوضى الحكومى وهو المحدد الرئيسى للسياسات الدولية للمناخ والذى سنسعى فيه إلى التوصل إلى توافقات واسعة فى الموضوعات محل التفاوض أو على صعيد المسارات الأخرى غير الرسمية التى باتت تمثل داعما رىيسىا لقمة
لعمل المناخ الدولى والتى سنعمل فيها على طرح مجموعة متنوعة من المبادرات ورعاية عدد كبير من الحوارات والنقاشات البناءة بين مختلف الأطراف الحكومية وغير الحكومية فى إطار الايام الموضوعية التى يشهدها المؤتمر وذلك لضمان الخروج بنتائج شاملة تساهم فى إبقاء هدف ال1/5,درجة مئوية فى فى متناول وضع العالم على الطريق الصحيح نحو تنفيذ اهداف باريس ومقررات قمم المناخ المتعاقبة نأمل باذن الله أن يحقق قمة المناخ القادمة فى شرم الشيخ نوفمبر القادم كل هذه الآمال والاتفاقات والتعهدات وتكون مصر هى منقذه الأرض والعالم من كوارث مناخية إن شاء الله
كاتبة صحفية – نائب رئيس تحرير مجلة اكتوبر