أخبارمقالات

الدكتور إبراهيم درويش يكتب : كن إنسانا..مع نفسك وغيرك والكون ( نفحات الجمعة)

كن إنسانا….
مع نفسك وغيرك والكون
إن لم تستطع….كف أذاك !
فالانسان هو صنعة الله ..
ذلك المخلوق المعقد الذى خلقه الله بيديه ونفخ فيه من روحه ..وما أنزلت الشرائع والرسل والكتب السماوية إلا لهدايتة. وأصلاحه كنا أراده الله كل يكون إنسانا .

الانسان . هو أيقونة الكون .. فأحيانا يكون سبب البناء والتعمير.. واحيانا أخرى يكون سبب الهدم والتخريب والتدمير
…لانه جبل على الاختيار يقول تعالى (ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها… قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها.)
فكم من إنسان نشر الخير وساعد الحجر وزرع الشجر .وكان نموزجا للصلاح والحق .
وكم من بشري أبكى عيوناً وقطع أغصانها وأباح وسفك دماً وأصبح نموزجا للباطل ..

ولايسمى الآدمي إنساناً إلا عندما يسمو عقله وتطهر روحه وترتفع أخلاقه , وتطفو ملامح الإنسانية على حياته…

ولأهمية الإنسانية كان يسوع عليه السلام يقول عن نفسه أنه ابن الانسان وقد ورد هذا اللقب ثمانين مرة في الأنجيل
وتكررت كلمة الإنسان في القرآنِ ٦٣ مرة وتكررت مئات المرات بصورة غير مباشرة ،
ولذلك يطلق على القرءان الكريم بأنَّه كتابُ الإنسانِ، أو أنه حديثٌ إلى الإنسانِ، أو عن الإنسانِ… فالله خلقك كى تكون انسانا يقول تعالى (الرحمن خلق الانسان )
ويقول تعالى ( خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ}
و نبى الاسلام محمد صلى الله عليه وسلم يوصف بأنَّهُ “الرسولُ الإنسانُ”؛ شهد له قومه قبل البعثه بالصادق الأمين وشهدت له زوجته السيدة خديجه عندما نزل الوحى وجاءَ يرجفُ فؤادُهُ: بقولها عن الإنسان الكامل ” كَلَّا وَاللَّهِ مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا؛.، إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ؛ وَتَحْمِلُ الْكَلَّ، وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ؛ وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ” وشهدتْ لهُ زوجهُ السيدة عائشةُ رضي اللهُ عنها بقولها ( ” كانَ خلقُهُ القرآنَ ) وشهدَ لهُ ربُّهُ بقولِهِ : { ﻭَﺇِﻧَّﻚَ ﻟَﻌَﻠَﻰ ﺧُﻠُﻖٍ ﻋَﻈِﻴﻢٍ }

ولكى تكون انسانا عليك بالاتى :

أن تكون انسانا مع نفسك

–بان تعترف بمبدأ الإخوة والمساواة والعدالة. فالبشرَ جميعاً أبناءُ رجُلٍ واحد، وامرأة واحدة قال فيهم رب العزة جل جلاله ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾[ سورة النساء : الآية 1]ولعل كلمة﴿ يَا أَيُّهَا النَّاس﴾ وكلمة:﴿ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ﴾ تلزمنا أن نفهم كلمة:﴿ الْأَرْحَامَ ﴾ في هذه الآية على أنها الرحم الإنسانية العامة التي تسع البشر جميعاً.

— أن تعلم أنه لاتناقض بين الاخاء البشرى وأخوة الايمان. فالإيمان يؤكد الحقوق الإنسانية فعَنْ أَنَسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :((لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ ـ في الإنسانيةـ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ))[رواه البخاري ، ومسلم] وفي رواية : وحتى يكره له ما يكره لنفسه، .

-عندما ترتقى روحك بقربها من خالقها
و تحدد أهدافك من الدنيا وتحدد ما تريد أن تعيش لأجله تفعل ما تحب
وحين لا تظلم نفسك بنسيانها و عندما تنمي عقلك بما ينفع وتحافظ على صحتك وتبتعد عن كل ما يمكن ان يضر صحتك وعافيتك

ثانيا – ان تكون إنساناً مع غيرك ..

– من خلال الرفقِ واللينِ والرحمةِ بجميعِ فئاتِ المجتمعِ، بداية من الأبوين والأطفال والأرامل والنساء والعجزة .وأصحاب الوظائف والحرف والمسؤولين والموظفين مع الجمهور فى قضاءِ حوائجهِم، .
من خلال أن نحسن من أخلاقنا فأنه ًلا شيء يخترق “القلــــوب” كلطف العبارة وبذل الإبتســــامة ، ولين الكلام ، وسلامة القصــــد، ونقاء القلب
– من خلال الأحسان إلى اهلك وتكون خير الناس لهم ..وتدعم كل من تعرفه أو لاتعرفه عاطفيا ولا يخرج من لسانك إلا الكلام الطيب وأن تساعد دون انتظار المقابل
– من خلال تقبل خطأ الآخر وأن تضع نفسك مكان كل شخص وتحاول أن تفهم موقفه وتخلق له الأعذار وتنطق الحق حتى ولو كان ضدك وان تجسد إنسانية رسول الله فى سيرته الذكية وتعاملانه { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا }

ثالثا – أن تكون إنساناً مع الكون :

فترفق بالحيوان ولا تحاول إيذاء أي كائن مهما صغر حجمه وتحافظ على مكان سكنك , شارعك , حيّك , بلدك .
تحافظ على خضار الشجر ومجرى المطر ولون الأرض , فتتعامل مع الكون على انك جزء منه لا تفسد فيه , وان رأيت ما يفسده أصلحته تكون الشخص المثالي الذي تحب أنت أن تراه .
رابعا ..وإذا لم تستطع أن تكون انسانا محسنا عطاءا كف اذاك عن نفسك وعن غيرك ومجتمعك والكون ولاتغتر بفضل الله ونعم الله فتقابل ذلك بالجحود والنكران والمعاصى يقول تعالى (يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ ) أتحسب أن الكريم لا يعاقب من عصاه !!
اللهم اجعلناواياكم من أهل النفوس الطاهرة والقلــــوب الشاكرة ..
والوجوه المستبشرة الباسمـــــة.
رَبَّنا إِنَّا نسْألُكَ لِقُلوبنا يقظةً،
ولِعُقولنا رُشداً،
ولِجوارحنا عصمةً،
ولِأَبداننا عافيةً،
ولِذُرِّياتنا صلاحاً،
ولِبلادنا سلامةً،
وأَهلها أَماناً.
اللهم ارزقنا طيب المقام وحسن الختام.
جمعتكم طيبة مباركة .





مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى