الدكتور إبراهيم درويش يكتب : الإيمان باليوم الآخر ضابط لسلوك الفرد والمجتمع

الإيمان باليوم الآخر ضابط لسلوك الفرد والمجتمع
يعمل كل انسان على وجه الارض وفق قناعاته ولاشك ان قضية الايمان مؤثرة على السلوك سلبا او ايجابا
ولذا تبنى العقيدة الاسلامية على امرين هما وحدانية الله والبعث قى الدارالاخرة وركز الدين الاسلامى على الايمان باليوم الاخر لما له علاقة منظمة وضابطة لحياة وسلوك الفرد والمجتمع . ولاشك أن الإيمان باليوم الآخر كانت عقيدة راسخة عند القدماء المصريين.
وجاء التأكيد في القرآن على قضية الإيمان باليوم الآخر، وإثبات البعث والحساب والجزاء، لاستقرار الحياة وبناء رادع ووازع ذاتى داخل الانسان يحفظه من الذلل ويحمى المجتمع من الانحراف .
وهناك ايات كثيرة من القرءان الكريم تؤكد على البعث والنشور وقدرة الله على ذلك منهاقوله تعالى : ” قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ التغابن .وقوله تعالى ” يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنْ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ ” الآيات الحج وقوله تعالى : ” (وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ . قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ )( يس ).

تعريف اليوم الاخر :

هو نهاية الزّمان المحدود ولكثرة اهوالة ومايحث فيه له عدة اسماء منها : يوم القيامة، يوم الآزفة؛ أي اليوم القريب، ويوم البعث؛ ويوم التغابن؛ أي يوم انقسام الناس ثم حشرهم إلى الجنّة أو إلى النار، وهو يوم التلاق؛ حيث يلتقي فيه أهل الأرض وأهل السماء، ويلتقي الظالم والمظلوم، كما يلتقي الخلق بخالقهم، ويوم التّناد؛ حيث يُنادي أصحاب النار أصحاب الجنّة لينقذوهم من العذاب، وينادي أصحاب الجنّة أصحاب النار بأن وعد الله حقّ، وتُنادي الملائكة أصحاب الجنّة فتبشّرهم بالخلود في جنّات النعيم، ويسمّى أيضاً بيوم الجمع، ويوم الحساب، والحاقّة التي يحقّ فيها ويظهر كلّ عملٍ لصاحبه، ويوم الحسرة؛ الذي يتحسّر فيه الإنسان على ما فرّط، ويوم الخلود، ويوم الخروج،
وفيه يقسّم الناس بعد الحساب والجزاء ويُحشرون إلى مأواهم الأخير؛ إمّا إلى جنة عرضها السماوات والأرض، أو نار تتَّسع لكثير من الأجيال التي عمَّرت وجه الأرض أحقابًا من السنين .
قال تعالى : ” سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِه ” وقال تعالى : ” يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلْ امْتَلأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ ” جنّة وإمّا إلى النار،
خطورة عدم الايمان باليوم الاخر على الفرد والمجتمع .
الذى لايؤمن بالله ولاباليوم الاخراذا لم يردعه القانون فلارادع له لانه لايمان له ولا اخلاق له فهو يجعل الدنيا اكبر همه ومبلغ علمه ولايراعى الا ولاذمة ولا حلال ولاحرام وكل شىء عنده مباح والغاية عنده تبرر الوسيلة وبعيد كل البعد عن القيم وشعاره فى الحياة كما قال الله تعالى فيه ” بَلْ يُرِيدُ الإِنسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ ” وقوله تعالى : ” وَقَالُوا إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنيا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ ” ولسانهم حالهم يقول إنما هي أرحام تدفع، وأرض تبلع ” .وهؤلاء من أشد الناس حرصًا على الحياة؛ كما قال تعالى في وصف المشركين من اليهود وغيرهم (” وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنْ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنْ الْعَذَابِ أَنْ يُعَمَّرَ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ) .
ولهذا؛ فإن هناك فرقًا كبيرًا وبونًا شاسعًا بين سلوك من يؤمن بالله واليوم الآخر، ويعلم أن الدُّنيا مزرعة الآخرة، وأن الأعمال الصالحة زاد الآخرة؛ كما قال الله تعالى : ” وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى ” ولذلك فان الإيمان بالله واليوم الآخر وما فيه من ثواب وعقاب هو الموجه الحقيقي لسلوكِ الإنسانِ وليس هناك أي قانون من قوانين البشر يستطيع أن يجعل سلوك الإنسان سويًا مستقيمًا كما يصنعه الإيمان باليوم الآخر.

اثر الايمان باليوم الاخر فى ضبط سلوك الفرد والمجتمه ،

1– الجد الاجتهاد في العمل:
والمداومة على أعمال الخير ابتغاء وجه الله تعالى- وطمعاً فى الأجر من الله يوم القيامة يقول تعالى -: (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ) وهو يعمل لادراكه ان الدنيا دار ممر لا دار مقر، و دار فناء لا دار بقاء؛
يقول الله تعالى: ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَنْ كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ ﴾
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من كانت الآخرة همَّه، جعل الله غِناه في قلبه، وجمع عليه شمله، وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت الدنيا همَّه، جعل الله فقره بين عينيه، وفرَّق عليه شمله، ولم يأتِهِ من الدنيا إلا ما قُدِّر له
وتكون لديه الدافعية وهمة للعمل . ومن امثلة علو الهمة الصحابى الجليل عمير بن الحمام رضي الله عنه وطلبه للجنة فعندما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم فى يوم غزوة بدر يقول: ((قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض، قال عمير بن حمام الأنصاري: يا رسول الله، جنة عرضها السماوات والأرض، قال: نعم، قال: بخٍ بخٍ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما يحملك من قولك: بخ بخ؟ قال: والله يا رسول الله، إلا رجاءَ أن أكون من أهلها، قال: فإنك من أهلها، قال: فأخرج تمرات من قَرَنِهِ، فجعل يأكل منهن، ثم قال: لئن أنا حييتُ حتى آكل تمراتي هذه، إنها لحياة طويلة، قال: فرمى بما كان معه من التمر، ثم قاتلهم حتى قُتل )

2- استقامة سلوك العبد، وعدم التشبّثّ بالدنيا. قال الله -عزّ وجلّ-: (الم* ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ* الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ* وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ* أُولَٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) – وذلك بسب الاثر الذى يحدثه – على السلوك ، قال الله -تعالى-: (فَأَمَّا مَن طَغَى* وَآثَرَ الْحَياةَ الدُّنْيَا* فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى* وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى* فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى). ولمّا يؤمن العبد بقدوم هذا اليوم يسعى له سعيه، ويحرص على القيام بأفضل الأعمال التي تُقرّبه من الله -تعالى- لينال رضاه وجنّته، وبالإيمان باليوم الآخر يُدرك العبد أن الدُّنيا رحلتها قصيرةٌ، ونعيمها زائلٌ وهي ممرٌ لحياته الأخرى التي فيها يكون النعيم المُقيم والثواب الجزيل على أعماله التي قصد بها وجه الله -تعالى-

3- البذل والإنفاق : في سبيل الله -تعالى- بالمال والنفس تواضعاً وتقرباً له -عز وجل- في الدّنيا والآخرة، فيُثاب المُنفِق يومَ القيامة بمضاعفة أجْرِه لسبعمائة ضعف.

4-الصبر على مصائب الدنيا وشدائدها: الصَّبر على الابْتلاءات والرِّضا بقضاءِ الله -تعالى- وقَدَرِه، واليقينُ بأنّ الله -تعالى- سيُعوِّض المُبتلى بالآخرة وقد أخرج الإمام البخاري -رحمه الله- في صحيحه ما رُوي عن الله -تعالى- عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: (إنَّ اللَّهَ قالَ: إذا ابْتَلَيْتُ عَبْدِي بحَبِيبَتَيْهِ فَصَبَرَ، عَوَّضْتُهُ منهما الجَنَّةَ)وحبيبتيْه أي عينيه، وقد رُوي في فضْل الصَّبر عن النَّبي -عليه الصَّلاة والسَّلام- قال: (عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ، إنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وليسَ ذاكَ لأَحَدٍ إلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إنْ أصابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكانَ خَيْرًا له، وإنْ أصابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكانَ خَيْرًا له).
5- الاستعداد للانتقال الى الدار الاخرة : التهيُّؤ الكامل والاستعداد لهذا اليوم العظيم وما فيه من أهوال وأحوال كما بينتها الآيات القرآنية والآثار المتواترة، وما تنتهي به حالُ النّاس من خلود في الجنة أو في نار جهنم فيحرِص العبدُ على السَّعيِ لما هو خير والابتعاد عن كلِّ ما يضرُّه ولا ينفعُه وهذا ما قرره الله تعالى في كتابه قال الله: ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ وما اكثر اهل الابتلاءات فقد روى عن عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ: أَلَا أُرِيكَ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ؟ قَالَ: قُلْتُ بَلَى، قَالَ: هَذِهِ السَّوْدَاءُ، أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: إِنِّي أُصْرَعُ وَأَتَكَشَّفُ، فَادْعُ اللهَ لِي، قَالَ: إِنْ شِئْتِ صَبَرْتِ، وَلَكِ الْجَنَّةُ، وَإِنْ شِئْتِ، دَعَوْتُ اللهَ لَكِ أَنْ يُعَافِيَكِ، قَالَتْ: لَا، بَلْ أَصْبِرُ، فَادْعُ اللهَ أَنْ لَا أَتَكَشَّفَ -أَوْ لَا يَنْكَشِفَ عَنِّي- قَالَ: فَدَعَا لَهَا .
6- الخوف من الله تعالى: وهذا يقى الانسان ويمنعه من الوقوع فيما حرم الله تعالى ويعمل بطاعته ضبْطُ النفْسِ عن الشَّهَوات، ومنْعُها من الوقوع بالمعاصي والآثام والذُّنوب، بالابتعاد عن الانغماس بمُلْهيات الحياة رهبةً وخشيةً لله -تعالى- ممّا يؤثِّرُ إيجاباً على حياةِ العبد فيحظى بالحياة الكريمة الطَّيِّبة في طاعة الل قال الله تعالى ﴿ فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى * يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى * وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى * ‌فَأَمَّا ‌مَنْ ‌طَغَى * وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى * وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ﴾ ويؤكد هذا المعنى مارواه ْ أَنَسٍ رضى الله عنه ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «‌لَوْ ‌تَعْلَمُونَ ‌مَا ‌أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا

7- الزهد في الدنيا: لان الدنيا قنطرة توصل إلى الأخرة فيتخفف الانسان من متاعها.لذا كان الحبيب صلى الله عليه وسلم وَهُمْ يَحْفِرُونَ الْخَنْدَقِ ، فى غزوة الاحزاب: اللهُمَّ ‌لَا ‌عَيْشَ ‌إِلَّا عَيْشُ الْآخِرَةِ، فَاغْفِرْ لِلْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ..
8- من ثمرات اليوم الآخر قصر الأمل :الدنيا مهما طالت فهي قصيرة ومهما عظمت فهي حقيرة، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: اضْطَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حَصِيرٍ فَأَثَّرَ الْحَصِيرُ بِجِلْدِهِ، فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ جَعَلْتُ أَمْسَحُ عَنْهُ، وَأَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَا آذَنْتَنِي قَبْلَ أَنْ تَنَامَ عَلَى هَذَا الْحَصِيرِ فَأَبْسِطَ لَكَ عَلَيْهِ شَيْئًا يَقِيكَ مِنْهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا لِي وَلِلدُّنْيَا، وَمَا لِلدُّنْيَا وَلِي، مَا أَنَا وَالدُّنْيَا إِلَّا ‌كَرَاكِبٍ اسْتَظَلَّ فِي فَيْءٍ، أَوْ ظِلِّ شَجَرَةٍ ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا ,» وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَنْكِبِي، فَقَالَ: «‌كُنْ ‌فِي ‌الدُّنْيَا ‌كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ» وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ، يَقُولُ: «إِذَا أَمْسَيْتَ فَلَا تَنْتَظِرِ الصَّبَاحَ، وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلَا تَنْتَظِرِ المَسَاءَ، وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ، وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ»»
قَالَ عَلِيٌّ رضي اللّه عنه: ((إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ اثْنَتَيْنِ طُولُ الأَمَلِ وَاتِّبَاعُ الْهَوَى، فَأَمَّا طُولُ الأَمَلِ فَيُنْسِي الآخِرَةَ وَأَمَّا اتِّبَاعُ الْهَوَى فَيَصُدُّ عَنِ الْحَقِّ، أَلا وَإِنَّ الدُّنْيَا قَدْ وَلَّتْ مُدْبِرَةً وَالآخِرَةُ مُقْبِلَةٌ)).
9- سلوة للمظلومين بأن هناك يوم سوف ترد فيه المظالم: يقول تعالى: ﴿ وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا ﴾ طه وكى يعلم الظّالم انه ليس بمغفول عنه ةهناك يوم ترد فيه المظالم يقول تعالى: ﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ ﴾ ويقول تعالى ﴿ الْيَوْمَ تُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴾ [غافر: فهو يوم استيفاء الحقوق الضّائعة في الدّنيا،

الخلاصة …

مما سبق ما احوجنا الى الايمان الذى يغرس القيم النبيلة والسلوك الايجابى الذى يحصن الفرد والمجتمع من الوقوع فى الانحرافات والشهوات ويؤصل للتسامح والرحمة والتعاون البناء الذى يحقق استخلاف الله للانسان فى الارض .حفظ الله الوطن من كل مكروه

أ.د ابراهيم درويش وكيل كلية الزراعة جامعة المنوفية