سوريا .. هل حققت تجربة الزراعات الاستوائية بالمنطقة الساحلية النجاح المطلوب ؟
شهدت السنوات القليلة الماضية إدخال العديد من الأنواع والأصناف النباتية ذات المنشأ الاستوائي الى الزراعات في سورية وبما يتناسب مع الظروف المناخية وحققت أغلب تلك الزراعات نجاحاً وتوسعاً بشكل أكبر حسب القائمين عليها.
عدد من أصحاب المشاتل تحدثوا عن هذه التجربة ومنهم علي عروس الذي قال إنه ومن خلال خبرته في مجال الزراعة والتي تجاوزت 50 عاماً وجد أن إدخال زراعة الأشجار الاستوائية أو القزمية إلى سورية له مردود اقتصادي جيد وخاصة الأصناف المقاومة للصقيع والتي نجحت في البيئة الساحلية كالسبوتا “شوكولا” وسبوتا بيضاء والشيكو والأشجار القزمية كالزيتون والليمون.
وبين عروس أنها ذات مردود عال وسريع كما توفر قيمة غذائية عالية وتزرع بشكل تقليدي وبعضها يحتاج إلى بيوت بلاستيكية ومؤكداً أن عامل الخبرة يلعب دورا مهما في زيادة انتشار هذه الزراعات وداعياً الجهات الحكومية إلى دعم هذه الزراعة في ظل الصعوبات الإنتاجية والتسويقية التي يعاني منها الفلاحون.
وطالب أصحاب بعض المشاتل الخاصة وزارة الزراعة بتسليط الضوء على هذه الأصناف ودعمها وإعادة دراسة بعض قرارات الرفض لبعض الأنواع والتي أثبتت من خلال التجارب فعاليتها بشكل كبير.
من جهته أوضح رئيس شعبة الخضراوت في مديرية زراعة اللاذقية المهندس فادي كزعور أن وزارة الزراعة تدرس كل الأشجار المدخلة بالاعتماد على مدى ملاءمتها للظروف المناخية والبيئية ومقاومتها للعوامل المرضية إضافة إلى عامل الإنتاجية حيث تم اعتماد أنواع استوائية في مشاتل الدولة مثل الكيوي والأفوكادو ونخطط لإدخال أصناف أخرى.
ولفت كزعور في تصريح لـ سانا إلى أن اعتماد بعض الأصناف من قبل وزارة الزراعة يعود إلى رغبة الوزارة بالمحافظة على الأصول الوراثية لبعض الزراعات باعتبار أن سورية الموطن الأصلي لها مثل الزيتون مشيراً إلى أن مديرية الزراعة تقوم بإتلاف غراس شجر الزيتون القزمي ضمن المشاتل أو غيرها ويعود قرار منعه من قبل الوزارة نتيجة دراسات اجرتها هيئة البحوث العلمية أثبتت قلة جودة إنتاج الزيت.
وحول دعم المشاتل الخاصة أشار كزعور إلى أن الدعم الفني موجود والأسمدة يمكن استجرارها من قبل المصرف الزراعي وهناك وحدات إرشادية تقوم بتوزيع الأدوية الزراعية بأسعار رمزية إضافة إلى قيام مخبر وقاية النبات بإجراء تحاليل العينات للمزارعين واصحاب المشاتل والتأكد من سلامتها وخلوها من الأمراض.
منال عجيب – نشرة سانا الاقتصادية