الفاو : زرع صدر دجاجة بشكل منفصل بدلا من تربيتها نظرية تقترب من الحقيقة
نبوءة تشرشل تتحقق لكن بعد 100 عام تقريبا وليس 50 عاما
يبدو أن نبوءة ونستن تشرشل رئيس الوزراء البريطانى سابقا Winston Churchill القائلة إننا ذات يوم “سنتفادى حماقة تربية دجاجة كاملة من أجل تناول صدرها أو جناحها، حيث سنربّي هذه الأجزاء بشكل منفصل باستخدام وسيط مناسب”- في صدد التحوّل إلى واقع ملموس، حيث تقوم عشرات الشركات حول العالم باستزراع اللحوم أو برغر اللحم البقري أو كتل الدجاج، من الخلايا.
وتشمل الأمثلة عن الشواغل الممكنة استخدام المصل الحيواني في وسيط الاستزراع الذي قد يفضي إلى تلوث ميكروبيولوجي وكيميائي.. بحسب تقرير صادر اليوم الإثنين عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)
رئيس الوزراء البريطاني الراحل ونستون تشرشل في عام 1931 قال “إنه في غضون 50 عاما سيهرب العالم من “سخافة” تربية الدجاج بأكمله في المزرعة وبدلا من ذلك سيعملون على نمو أجزاء منه في المعمل”.
وكشف تقرير لمنظمة الاغذية والزراعة ” الفاو” إن النبوءة تتحقق، لكن بعد 100 عام تقريبا، وليس 50 عاما.
وقال التقرير إن الإتجاه نحو الأغذية النباتية، في إطار دعاوى الرفق بالحيوان، أدى إلى استحداث بدائل للحوم قائمة على النباتات، ومن المتوقع للمبيعات العالمية لهذه المنتجات أن تشهد ارتفاعًا حادًا.
ومع توسع الأنماط الغذائية القائمة على النباتات، يجب الاهتمام أكثر بطرح شواغل السلامة الغذائية، مثل المواد المثيرة للحساسية في الأغذية التي لم يكن استهلاكها شائعًا من قبل.
وتشمل الأمثلة عن الشواغل الممكنة استخدام المصل الحيواني في وسيط الاستزراع الذي قد يفضي إلى تلوث ميكروبيولوجي وكيميائي.
ويتناول تقرير منظمة الفاو كيفية تأثير المحركات الرئيسية عالميًا، كالنمو الاقتصادي، وتغيّر سلوك المستهلك وأنماط الاستهلاك، وتنامي عدد سكان العالم، والأزمة المناخية، في سلامة الأغذية في عالم الغد. والهدف من عملية التفكير الاستشرافي هذه، مساعدة صانعي السياسات على استباق أي قصايا مستقبلية بدلًا من مجرّد الاستجابة لها عند حدوثها.
وأشار التقرير إلى انه سواء تعلّق الأمر بالأغذية الجديدة مثل قناديل البحر أو الحشرات الصالحة للأكل أو اللحوم المستزرعة من الخلايا، أو بالتكنولوجيات الجديدة، مثل تقنية الكتل المتسلسلة والذكاء الاصطناعي والنانوتكنولوجيا، يَعِد المستقبل بفرص مثيرة في مجال توفير الأغذية للعالم. غير أنه جدر من الآن البدء بالاستعداد لأي شواغل متعلقة بالسلامة.
وقد صدر اليوم تقرير عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (المنظمة)، يتناول كيفية تأثير المحركات الرئيسية عالميًا، كالنمو الاقتصادي، وتغيّر سلوك المستهلك وأنماط الاستهلاك، وتنامي عدد سكان العالم، والأزمة المناخية، في سلامة الأغذية في عالم الغد. والهدف من عملية التفكير الاستشرافي هذه، مساعدة صانعي السياسات على استباق أي شواغل مستقبلية بدلًا من مجرّد الاستجابة لها عند حدوثها.
وتقول أسمهان الوافي، رئيسة العلماء في منظمة الأغذية والزراعة: “نعيش في عصر تعمل فيه الابتكارات التكنولوجية والعلمية على تطوير القطاع الزراعي والغذائي، بما في ذلك مجال سلامة الأغذية. ومن المهم أن تواكب البلدان هذه التطورات، خاصة في المجالات الحرجة مثل سلامة الأغذية، وأن تقدم المنظمة مشورة استباقية بشأن تطبيق العلوم والابتكارات.”
ويقوم هذا التقرير بعنوان – “التفكير في مستقبل سلامة الأغذية – تقرير استشرافي” (Thinking about the future of food safety- A foresight report) – بوضع خارطة ببعض من أهم المسائل الناشئة في قطاع الأغذية والزراعة، مركّزًا على تداعياتها على سلامة الأغذية التي ما انفكت تشغل بال المستهلكين حول العالم. وهو يعتمد نهجًا استشرافيًا يستند إلى فكرة أن جذور الأحداث المستقبلية الممكنة موجودة أصلًا اليوم في شكل إشارات طفيفة ومبكرة. ومن شأن رصد هذه الإشارات، بواسطة التجميع المنهجي للمعلومات، أن يزيد من إمكانية تأهب صانعي السياسات على نحو أفضل لاغتنام الفرص ومعالجة التحديات الناشئة.