صديقة حسين تكتب : الاستشعار عن بعد .. وكيفية استخدام التقنيات الحديثة فى الزراعة والرى (2)
مصر العظيمة منذ آلاف السنين تذخر بابنائها وثرواتها التى حباها الله بها فعلماء مص هور يملئون العالم كله فى الطب والهندسة والفلك وعلوم الفضاء والكيمياء والهيئة القومية الاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء تذخر ببعض من هذه العقول الذين لا يبخلون بأى جهد علمى للافادة من هذه التقنيات العالية الحداثة بعلم ومهارة بدأ نشاط الاستشعار عن بعد بشراكة مع الجانب الأمريكى بمشروع بحثى مشترك بين أكاديمية البحث العلمي والجانب العلمي الأمريكي ثم تطور إلي إنشاء مركز للاستشعار عن بعد تابع لأكاديمية العلمي وبعد ذلك أنشأت الهيئة عام ١٩٩١
كهئية تابعة البحث العلمى ولكن فى ١٩٩٤ أصبحت هيئة قومية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء تابعة لوزارة البحث العلمى وتقوم بنشاط علمى كبير فى كل مناحى الحياة وليس فقط علوم الفضاء واخص هنا مجال الزراعة والرى فنجد فى السنوات الأخيرة تم استصلاح مئات الأفدنة وزراعتها بالطرق العلمية السليمة لاعتمادها على كافة البيانات والتفاصيل الخاصة بالزراعة واستصلاح الأراضى بهذه الهئية
من خلال التقنية العالية التى تحدد حالة الزراعات وكم من المفروض استخدامه من العناصر الغذائية التى يحتاج إليها هذه الزراعات بالإضافة إلى كمية مياه الرى وكل هذه العناصر التى تقدمها تمثل أهمية كبرى فى الرى والزراعة من خلال التقنيات التى أصبحت رائجة فى مجال الاستشعار عن بعد فى مجال الزراعة وادارة مياة الرى كل هذا من من خلال البيانات والمعلومات التفصيلية التى تساعد على اتخاذ القرار المناسب لذلك تعتبر من الأدوات المهمة فى عصرنا الحديث فهى تتبع المحاصيل الزراعية منذ بداية زراعتها حتى وقت حصادها من خلال الصور والبيانات للأقمار الصناعية
وهنا ياتى الدور المهم لزيادة وعى الفلاح المصرى بأهمية هذه التقنية، وإذا أردنا أن نعمم هذه التقنية للمزارع البسيط فمن الممكن أن تصل إليه عبر رسالة عبر المحمول فلا احد الان لا يستخدم المحمول صغيرا أو كبيرا فلاحا أو عاملا، وهنا ايضا يأتى دور الدولة لجعل كبار المستثمرين فى مجال الزراعة وفى ظل التحديات التى تواجه الزراعة من تغييرات مناخية ونقص فى المياة أن يتعاملوا مع هذه التقنيات بشكل رسمى لحماية الزرع من خلال الصور والبيانات للأقمار الصناعية
فالاستشعار عن بعد يعد من أهم الاختراعات فى عالم التقنية الحديثة ويساعد فى الكشف عن خبايا الارض من الفضاء الواسع ويعتمد هذا الأسلوب على قياس انعكاس الأشعة الكهرومغناطيسية المرتدة من الموارد الطبيعية المدفونة فى الاعماق والمتناثرة على سطح الأرض والقياس الإشعاعات التى تطلقها هذا الموارد قلة القدرة على مراقبة جفاف التربة وحركة الأنهار والتأثيرات السلبية التى تحدث نتيجة عوامل التعرية والتغير المناخي او قص النباتات وتفحير الجبال
كما أنها تفيد جدا فى معرفة أجود الأراضى التى تصلح للزراعة والمراعى الكبيرة لأنها تدرس باطن الأرض والقشرة الأرضية لهذه الأراضى ومعرفة اتجاه جريان المياه واين يستقر كل هذه مفيدة للمزارعين والمستثمرين فى الزراعة كما أنه ينذر بجفاف البحيرات.
إذن فالاستشعار عن بعد هو وسيلة للحياة الكاملة فى كل مناحى الحياة ويستخدم فى جميع اغراض الحياة فى الجيولوجيا والمياه والزراعة وينبه بالمخاطر والكوراث الطبيعية من فيضانات وسيول ففى الزراعة يمكن حصر المحاصيل الزراعية واكتشاف امراض النبات ودراسة التوزيع النوعى للتربة والاراضى ويتعرف على طبقة الارض من جفاف أو تصحر واين الأراضى الصالحة للزراعة
فالاستشعار عن من بعد له العديد والعديد من الفوائد التى لا تعد ولا تحصى من أهمها الدراسات الجغرافية ودراسة الظاهرات المتغيرة مثل الفيضانات وإجراء قياسات سريعة ودقيقة إلى حد كبير للمسافات والاتجاهات والمساحات والارتفاعات كما أن الدراسات التطبيقية التى تحددها الدراسات الجغرافية تحدد دراسات المدن التى ينفع فيها الزراعة كما أن كل هذه الدراسات تصبح وثائق تاريخية يمكن استخدمها بعد عدة سنوات لأغراض مختلفة فهى تقنية عالية تفيد فى الدراسات المقارنة أو تحليل اى ظاهرة معينة ومتابعتها كما أن الصور الجوية والمرئية الفضائية دليل على معرفة سطح الأرض ما يحدث من تغيرات مناخية وطبيعي.
وفى إطار استراتيجية الدولة المصرية تسعى إلى توطين وتطوير الاستخدام العلمى لعلوم وتكنولوجيا الفضاء وبناء أنظمة فضائية تكنولوجية بايادى مصرية خالصة تساهم فى إعداد أجيال من الكوادر العلمية تنهض بالبلاد لدعم الصناعة المصرية ونصل بها إلى المنافسة العالمية فمصر لا تقل أهمية علمية بعقول ابنائها الافذاذ فى كل مجالات الحياة