كنت اتابع برنامج على قناة NBC الامريكية اسمه Dateline وهو برنامج اسبوعي عن الجريمة في الولايات المتحدة الأمريكية يتابعه الملايين.
في حلقة هذا الاسبوع قام القاتل والإبن المتبني بقتل أمه وأخذ كاميرات المراقبة في منزلها وتليفونها الموبيل والقي بهم في البحيرة المجاورة للبيت. لم يترك القاتل اي آثار الا آثار اقدامه على الأرض ومن الطبيعي ان تكون موجوده لأنه ابنها المتبني ويعيش معظم الوقت معها.
قرر المحققون البحث عن التليفون والكاميرات المنزوعة في البحيرة وبالفعل وجدها الغطاسين في قاع البحيرة ليس ببعيد عن الشاطيء ومن هذه الاجهزة استطاعوا تحديد القاتل بدون ادني شك وتم القبض عليه واعترف بالجريمة. اما كيف تم توجيه التهمه إليه من خلال الاجهزة الغارقة في مياه البحيرة فهذا هو المدهش والمخيف حقا والذي جعلنى اشعر ان العالم أصبح عاريا بلا أي تحفظات او اسرار.
اولا دور كاميرات المراقبة
من خلال الكاميرات نفسها الغارقة في الماء لم يستطيعوا الحصول على صور ولكن من خلال الشركة المصنعة للكاميرا ورقم الكاميرا حصلوا على مقاطع للأحداث داخل المنزل قبيل حدوث الجريمة وشاهدوا المجرم عندما دخل المنزل وكان قد نزع الكاميرا قبل ارتكاب الجريمة وأمه نائمة حيث قتلها بشق رأسها ببلطة تقطيع الخشب.
وهذا معناه ان كاميرات المراقبة داخل وخارج البيت التى تستلهم منها الآمان ليست آمنه عليك شخصيا وان كل تحركاتك في بيتك مراقبة عن بعد بواسطة آخرين. من الواضح ان هذه الكاميرات التى اشتريتها لتحرسك يمتلك ادارتها عن بعد آخرين وخاصة المصنعين ويستطيع اختراقها آخرين غرباء أيضا.
ثانيا دور التليفون في اثبات الجريمة.
كان دور التليفون الخاص بالقاتل اكثر دقة وتحديدا لمسار القاتل خطوة بخطوة وموقع سيرة بالمكان والتوقيت. فقد ترك القاتل منطقة تقطيع خشب ألاشجار خارج المنزل واتجه الى داخل المنزل ونفذ جريمته في أمه النائمة وجلس على مقعد في البهو لنصف ساعة قبل ان يفكر في الإتصال بالشرطة ليقول انه وجد امه مقتوله في سريرها!
من تليفون الأم فقد تم تأكيد مسار القاتل الى البحيرة ولحظة القائه للكاميرات والتليفون في البحيرة بالثانية ووجدت به رسائل تهديد الإبن العاق لأمه بعد ان اصبح مدمن وشرير وطردته من البيت ثم اعادته ليقتلها. هذا يدل على أن التليفون أصبح شاهدا عليك في كل حركاتك وسكناتك وان الآخرين وخاصة المصنعين يعلمون عنك كل شيء تقريبا. التليفون يسجل حركاتك ونبضاتك وكامير التليفون قد تكون تراقبك في كل لحظة حتى ولو كانت مغلقه. الذين صنعوا التليفون يستطيعون فتح واغلاق عدساته وميكروفونه عن بعد إن ارادوا وهذا ما تفعله الحكومات والاستخبارات عند الحاجة.
لذلك لا تستخدم كاميرات مراقبه داخل منزلك وافضل طريقة لتشل نشاط تليفونك في المنزل ضعه تحت غطاء حله الالمونيوم حين لا تستعمله لعل هذه يحد من شياطينه