تعتبر الثروة السمكية من القطاعات الاساسية التي تعتمد عليها الدول بشكل متزايد في سد الفجوة الغذائية ، كما أنها تعد ركنا اساسيا من الموارد التي يجب الحفاظ عليها وتنميتها.
توفر الأسماك نسبة عالية من البروتين الحيواني من احتياجات العالم ، اذ تحتوي لحومها علي نسبة عالية من البروتين يقدر بحوالي 18.5% مقارنة باللحوم الاخري، بالاضافة الي احتوائها علي الفيتامينات والاحماض المائية الضرورية والنادرة وغير الموجودة في اللحوم الحمراء وكذلك احتوائها علي معادن نادرة. كما انها تحتوي علي نسبة عالية من الفسفور الذي يعتبر مقويا لخلايا المخ فبالتالي يحسن من تنشيط الذاكرة، ونجد ان الأسماك التي يكثر فيها الدهون تحتوي علي مواد كيميائية تساعد علي خفض الشحوم والكوليسترول الضار في الدم كما تساعد علي قلة احتمال انسداد الشرايين القلبية ، ولقد اثبتت الدراسات ان توفر فيتامين (د) بكثرة في السمك تؤثر بالايجاب علي قوقعة الاذن التي تعتبر اهم اعضاء السمع. وكذلك زيوت الأسماك تعالج أمراض القلب حيث ان زيت الأسماك يحتوي علي بعض العوامل التي تقاوم الجلطات الدموية التي تسد مجري الاوعية الدموية .
تعتبر الأسماك و الاحياء المائية التي تاثرت بانشطة الانسان السلبية المضرة للبيئة المائية، حيث ادي تدخلة الغير رشيد الي الخلل بهذا المورد المهم، وكغيرها من الاحياء تتعرض الأسماك الي العديد من الأمراض ، ويعتبر الماء واحد في الوسائط العامة في نقل كثير من الأمراض، التي تاخذ في اغلب الاحيان الصفة الوبائية ، وقد يبدأ المرض وينتهي احيانا قبل السيطرة علية.
ومن الضروري دراسة اهم الأمراض التي تصيب الأسماك، ويزداد الامر تعقيدا بوجود أمراض مشتركة بين الانسان والأسماك التي تشكل خطرا علي صحة الانسان.
يتم تصنيف أمراض الأسماك حسب المسبب الرئيسي الي:
1-أمراض حيوية ( معدية ): والتي تنتج عن الميكروبات المعدية وتشمل أمراض بكتيرية، طفيلية، فطرية، وفيروسية.
2- أمراض لا حيوية (غير معدية) وتشمل أمراض بيئية , وراثية ، نقص غذائي ، أمراض التسمم ، أمراض التلوث البيئي والاورام.
وهنا سوف نتناول الأمراض الطفيلية التي تؤثر علي الأسماك، حيث ادرجت الأمراض الطفيلية عند الأسماك بشكل مسهب , لأنها تشكل اكثر الأمراض انتشارا من جملة أمراض الأسماك في معظم الدول. وتعتبر الطفيليات هي المصدر الاساسي لمعظم الجائحات المرضية والوبائية التي تدخل كعدوي ثانوية مثل الباكتيريا والفطريات التي بدورها ستؤدي الي خسائر اقتصادية كبيرة نتيجة لنسب الاصابة والنفوق.
يمكن تقسيم الأمراض الطفيلية التي تصيب الأسماك علي حسب شكلها الخارجي وتركيبها التشريحي الي :
1- الطفيليات وحيدة الخلية (protozoa) والتي تشمل ] الهدبياتciliophora ، السوطيات Flagellates ، البوغيات Sporozoa {
2- الطفيليات عديدة الخلايا (Metazoan)والتي تشمل] الديدان المفلطحة وحيدة العائل ( Momogenea )، الديدان المفلطحة الثنائية العائل (Digenea) ، الديدان الشريطية Cestoda)) ، الديدان الاسطوانية ( Nematode) ، الديدان الراس الشوكية Acanthocephalan)) ، الديدان الحلقية (Leeches )، القشريات الطفيلية ( Crustaceans) والتي منها Copepod مجدافيات الارجل و Branchiura قمل الأسماك و
Isopoda متساويات الارجل.
وتعتبر الاوليات (وحيدة الخلية) سواء كانت هدبية او سوطية او بوغية من اخطر الأمراض الطفيلية الخارجية واكثرها انتشارا في معظم الأسماك المستزرعة وايضا الأسماك الحرة ,كما انها تهاجم السطح الخارجي للجسم كالجلد ، الزعانف، الخياشيم ودم الأسماك.
ومن اهم هذة الأمراض مرض التريبانوسوما والذي يطلق علية ايضا مرض النوم sleeping sickness disease وهو يصيب معظم الأسماك المياة العذبة والمالحة والذي يسببة طفيل التريبانوسوما trypanosome وهو عبارة عن طفيل وحيد الخلية حيث يتطفل داخل الدورة الدموية بين خلايا الدم الأسماك والذي يتميز بوجود سوط واحد الذي يتحرك بواسطتة وتكتمل دورة الحياة الخاصة بة داخل ماصات الدم الحلقية (العلق) او القشرية وهما المسئولان عن نقل هذة الطفيليات اثناء لدغ الأسماك. وهو ذات جسم بيضاوي الشكل يحتوي علي نواة والجسم مدبب الطرفين وفي نهايتة يوجد سوط واحد والنواة واضحة ويظهر الطفيل بين كرات الدم الحمراء بوضوح وفي العينات الحديثة الغير مثبتة يمكن ان يظهر وهو يتحرك وبعد الصبغة بمحلول الجمسا يسهل مشاهدتة .
طفبل التريبانوسوما في الاسماك
ومن اهم اعراض الاصابة خمول ونحافة ، استسقاء خفيف مسببة شحوب وبهتان في الخياشيم والجلد و بطء الحركة وضعف السمك وعلامات تنفسية حادة بجانب فقر دم شديد خاصة في اسماك المياة العذبة ,مع وجود ارتشاحات دموية علي الجلد ، نقص الشهية للغذاء ونقص الوزن مما يترتب علية من تأخر في النمو وضعف مقاومة الأسماك مما يسهل الاصابة بالأمراض الاخري. وتم توضيح الفحص ما بعد الوفاة للاسماك المصابة بوجود بهتان بالاعضاء الداخلية (الكبد والكلي) واحتقان خفيف في الطحال ولوحظ الهيماتولوجي للاسماك المصابة نقص معنوي في عدد كرات الدم الحمراء الهيموجلوبين وحجم الخلايا المضغوطة مع حدوث زيادة معنوية في عدد كرات الدم البيضاء الكلي مصحوبا بنيتروفيليا وايزنوفيليا .
وللوقاية من الاصابة بهذة الطفيليات يجب اتباع التجفيف الصيفي والقضاء علي العائل الوسيط باستخدام اكسيد الكالسيوم .
من الركائز الاساسية للمشكلات المرضية في الأسماك هو استخدام سبلة الدواجن كسماد لاحواض للاسماك ويعرض الأسماك للأمراض الطفيلية والبكتيرية وكذلك مشكلة التغذية علي علائق غير متزنة ولا تفي باحتياجات الأسماك, وبالاضافة الي البيئة فالبيئة الصالحة لنمو وتكاثر الميكروبات تتمثل في ملائمة درجة الاكسجين والهيدروجين وكذلك المواد العضوية.
ويمكن تمييز الأسماك المريضة عن السليمة بعدة ظواهر أو أعراض تبدو علي سلوك وشكل الأسماك منها , ظهور بقع ذات ألوان مختلفة وفي مناطق مختلفة من الجسم, زيادة في نسبة المواد المخاطية علي الجلد و الخياشيم , اختلال حركة الأسماك حيث تسبح بطريقة اهتزازية ( ترنح ) أو تعود علي أحد جانبيها أو في وضع مقلوب ,قد تجنح السمكة للسباحة بقرب الشاطئ أو سطح الماء, انتفاخ في بطن الأسماك, تساقط القشور, ظهور قرح سطحية أو عميقة في الجلد وقد تشمل العضلات , ارتشاحات دموية , وجود خيوط في منطقة المجمع خارجة في فتحة الشرج , تأكل في الزعانف , فقد الشهية , ظهور أورام تؤدي إلي تشوه شكل السمكة أو عمودها الفقري, ثني عصبي للزعانف مع حك الجسم في الأجسام الصلبة, هزال في الجسم وكبر حجم الرأس ووجود طفيليات علي الجلد أو الخياشيم .وهكذا تؤثر الامراض الطفيلية علي صحة الاسماك وتعد خطرا يهدد الثروة السمكية.
د/ رشا صالح عبد الفتاح عبد اللطيف – معهد بحوث الصحة الحيوانية – مركز البحوث الزراعية – مصر