يعرف البيوفيلم انه غشاء حيوى رقيق يتكون نتيجة تجمع عدد من الخلايا الميكروبية مع بعضها البعض وتفرز مادة متعددة السكريات (EBS) التى تؤدى الى زيادة مقاومة هذه الخلايا الميكروبية للظروف البيئية الغير مواتية و تفضل معظم البكتريا العيش داخل هذه الاغشية الحيوية حيث توفر لها البئية المناسبة لتجميع الخلايا القريبة من بعضها والتى توفر لها الحماية فى الظروف الصعبة ومقاومة المضادات الحيوية والمطهرات والبيئات المتغيرة و القدرة على البقاء في ظروف نقص الغذاء.
ولهذا الغشاء القدرة على تمكين الخلايا الميكروبية والتى تنتج مادة صلبة و التى تكون بمثابة غراء طبيعى من الالتصاق بالاسطح الحية والغير الحية.
ووجد أن 99% من البكتيريا الموجودة في العالم في صورة أغشية حيوية رقيقة. ويظل القليل منها في صورته الاولية . و يمثل البيوفيلم تهديدًا خطيرًا للصحة العامة نطرا لانه يعمل على زيادة مقاومة العديد من البكتريا للمضادات الحيوية و لانه يمثل آلية الدفاع في العديد من البكتيريا , ومع مرور الوقت والاستخدام العشوائى والخاطئ للمضادات الحيوية نتج عنها سلالات من البكتريا مقامة ضدها حيث تؤدى الى خسائر اقتصادية كبيرة.
المقاومة للمضادات الحيوية
تشكل “مقاومة المضادات الحيوية” أزمة عالمية، إذ من شأنها أن تجعل من الأمراض التي يسهل علاجها أمراضاً فتاكة.
المضادات الحيوية هي أدوية تستخدم للوقاية من عدوى الالتهابات البكتيرية وعلاجها. يعتبر اختراع البنسيللين من اهم الاختراعات الذهبية فى مجال الأدوية حيث استخدم فى الوقاية والعلاج من الامراض المميتة وبمرور الوقت تم أكتشاف العديد من المضادات الحيوية مثل الكلورامفينيكول والستربتومايسين والتتراسيكلين و قد تم استخدام هذه المضادات الحيوية لأول مرة خلال الحرب العالمية الثانية , مع مرور الوقت وزيادة استخدام المضادات الحيوية طورت البكتيريا مقاومة ضدها ، وتحدث مقاومة المضادات الحيوية عندما تغير البكتيريا نفسها استجابة لاستعمال تلك الأدوية و قد تسبّب للإنسان والحيوان عدوى يكون علاجها أصعب من تلك التي تسببها نظيرتها غير المقاومة للمضادات وتؤدي مقاومة المضادات الحيوية إلى ارتفاع التكاليف الطبية زيادة فترة الاقامة في المستشفيات وزيادة معدلات الوفيات.
ومن المتوقَّع أن تصبح مقاومة المضادات الحيوية أحد أكبر التحديات الصحية على مستوى العالم في هذا القرن فى ظل غياب الوعي بهذه المشكلة ، كما أن هذه المشكلة ذاتها غير موثَّقة بما فيه الكفاية في غياب نظام عالميّ لجمع البيانات. وفى تقرير اعدته الحكومة البريطانية في عام 2016 أن نحو 10 ملايين إنسان قد يموتوا بسبب إصابةٍ مقاوِمة للمضادات الحيوية بحلول عام 2050..
و تعتبرالبكتيريا المكونة للبيوفيلم أكثر مقاومة للمضادات االحيوية، وذلك لتركيبها المعقد للغشاء الحيوي والذى يمنع وصول المضادات الحيوية إلى البكتيريا المسببة للعدوى.
وفى وقتنا الحاضر تم تطوير العديد من الدراسات التي تستخدم المضادات الحيوية كعامل مضاد للبيوفيلم أو مضاد للفيروسات أو تقليل تكون الأغشية الحيوية والقضاء على هذه الأغشية.
من بين هذه الاستراتيجيات المضادة لتكوين البيوفيلم و التي يجري اختبارها ، تبين أن استخدام The (sub-minimal inhibitory concentration )للعديد من المضادات الحيوية سواء بمفردها أو مجتمعة ,وجد انها تثبط تكوين البيوفيلم وتقلل من عوامل الضراوة. و ايضا من بين هذه الاستراتيجيات ايضا (1) استخدام مجموعة متنوعة من عدة مضادات حيوية ، (2) استخدام مجموعة من المضادات الحيوية مع عوامل أخرى غير المضادات الحيوية ( مثل استخدام الاعشاب التى لها تاثير على المناعة ) و (3) تحميل المضادات الحيوية على ناقل.
و فى النهاية يمكننا ان نقول أن أهم أسباب زيادة المقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية هو
- الإفراط فى استخدام المضادات الحيوية لعلاج العدوى عندما لا تكون هناك حاجة إليها أو غير فعالة مثل فى علاج نزلات البرد.
- سوء الاستخدام للمضادات الحيوية مثل عدم استكمال الجرعة المقررة أو استخدام المضادات الحيوية بدون استشارة الطبيب.
ولذلك يجب علينا نشر الوعى الصحى الخاص باستخدام المضادات الحيوية حيث يجب عليهم ان يكتشفون المضادات الحيوية ليست داائما هى الحل السحرى وأن المضادات الحييوية يجب ان تعطى بوصفة طبية كما يجب على أصحاب المزارع والعاملين في قطاع صحة الحيوان والزراعة تطبيق الشروط الخاصة باستخدام المضادات الحيوية بعد اجراء اختبارات الحساسية لتحديد المضادات الحيوية المناسبة.
- التوقف عن استخدام المضادات الحيوية للوقاية من الأمراض و لذلك ننصح با عطاء التطعيمات لتقليل الحاجة إلى المضادات الحيوية.
د/ الشيماء أحمد محمد أحمد – معهد بحوث الصحة الحيوانية – معمل الاسكندرية – مركز البحوث الزراعية – مصر