أخبارانتاج حيوانىمقالات

الدكتور سيد الهبتي يكتب : مسببات النفوق المفاجئ لحيوانات المزرعه

 كثيرا ما يعتبر النفوق المفاجئ لحيوانات المزرعه  صدمه بكل المقاييس لا يختلف تأثيره على المربى الصغير او حتى على المزارع الكبيره . فعلى المربي الصغير تعتبر كارثه لأن الحيوان يمثل كل دخله في حين تتأثر سلبا الجدوى الاقتصاديه المرجوه و المخططه للمزارع الكبرى . إذ لا يمكننا إغفال دور تفشى أمراض الحيوان العابرة للحدود (فالطاعون البقري، والحمى القلاعية، وطاعون المجترات الصغيرة، وحمى الوادي المتصدع و جنون البقر (  أحدثت تغيرات دراماتيكيه في الخريطه الوباءئيه للامراض . و تتفاوت المسببات المرضيه للنفوق المفاجئ إلى أسباب ميكروبيه أو أيضيه أو غذائيه أو تسمميه أو اسباب عرضيه أو اسباب مناعيه . في دراسه هولنديه في عام  في عام 2011 أكدت أن  نسبة النفوق  المفاجئ كانت 24 % و 9 % و 7 % كانت بسسب الكلوستريديم ( التسمم المعوي ) و الالتهاب الرئوي البقري ( (BRD و التسمم بالنباتات السامه على التوالي . و أجملت الدراسه المسببات المؤديه للنفوق المفاجئ في ما يلي :

  • الامراض الفيروسيه مثل الطاعون البقري و حمى الوادي المتصدع و مرض الاسهال البقري الفيروسي BVD وإلاتهاب الرئوي الفيروسي البقري BRSV
  • الاسباب البكتيريه مثل مرض الجمره الخبيثه و الكلوستريديم و مرض التسمم الدموي النزفي HS و السالمونيلا في الحيوانات المختلفه.
  • الاسباب الطفيليه مثل الديدان الكبدية أو  الهومونكوزيس أو الاصابه بطفيليات الدم و على رأسها البابيزيا و الانابلازما .
  • الاسباب الايضيه و الغذائيه النقص الحاد في المنجنيز او الكالسيوم او إنتفاخ الكرش أو لكمة الكرش التي ينتج عنها حموضه او قلوية الدم.
  • الاسباب التسمميه مثل التسمم باليوريا أو بالنباتات السامه او إستنشاق بعض الغازات مثل كبرتيد الهيدروجين أو النشادر أو اول اكسيد الكربون و كذلك الجرعات العاليه من بعض الادويه أو عقر الثعبان.
  • الاسباب العرضيه و منها الكدمات العنيفه التي ينتج عنها نزيف داخلي او الصعق بالكهرباء او ضربة الشمس.

سنتعرض لبعض أهم الاسباب البكتيريه المؤديه الى النفوق المفاجئ

الجمره الخبيثه

مرض الجمره الخبيثه Anthrax  و تسببه بكتيريا Bacillus anthracis و هي عصويات موجبه لصبغة جرام و يأتي المرض بصوره فوق الحاده في صورة موت سريع و مفاجئ مع نزول دم أسود و غير متجلط من فتحات الجسم مع عدم تيبس الجثه النافقه.

عدوى الكلوسترديم

تسبب امراض مختلفة وقاتلة في الانسان والحيوان وهي عصيات لاهوائية  موجبه لصبغة جرام مكونة للابواغ والسموم الخارجية و تعتبر من الزمره الجرثوميه الموجوده طبيعيا في أمعاء المجترات و الخيول و كذلك في التربه. فعند تعرض هذه الحيوانات لمتغيرات في الرعايه او تركيبات العلائق او العدوى بالطفيليات الخارجيه أو  الداخليه  خصوصا الديدان الكبديه نجدها تنشط و تفرز سمومها المميته. و من عجيب الامر أن نجد أن بعض أنواع   الكلوسترديم تهاجم فقط الابقار عالية الادرار و العجول الأكوله و التي لها معامل تحويل غذائي عالي. ميكروبات  لكلوسترديم منها انواع عديده تسبب نسبه عاليه من حالات النفوق المفاجئ منها :

  • التسمم المعوي في الحملان Enterotoxaemiaو يسببه  Clostridium perfringens من نوع A .
  • مرض الكلوه الرخوه في الحملان و يسببه  Clostridium perfringens من نوع D .
  • مرض الوذمه الخبيثه malignant edemaيسببه  novyi .
  • مرض الساق الاسود black leg و يسببه chauvoei.
  • مرض البول الأحمر bacillary haemiglobinurea و يسببه hemolyticum.

لا يوجد علاج ناجع للعدوي ببكتريا الكلوسترديم إذ تسبق السموم المميته و المفرزه أي تأثير للمضادات الحيويه لذا يجب سرعة تحصين الحيوانات بلقاح يجمع كل عترات الكلوستيرديم .

عدوى التسمم الدموي النزفي في الابقار و الاغنام

هو مرض تسببه بكتريا باستيريلا مالتوسيدا و مانهيميا هيموليتيكا و هي بكتيريا عصويه سالبة لصبغة جرام توجد ضمن الزمره الجرثوميه للجهاز التنفسي العلوي للمجترات و عندما تقل مناعة الحيوانات بسب النقل او التعرض لأجواء بارده أو عدوى فيروسيه مثل حمى الفم و القدم أو مرض الجلد العقدي أو الفيروسات المسببه للإلتهاب الرئوي مثل BRSV  و PI3 V فتنشط هذه البكتريا و تهاجم الجهاز التنفسي السفلي بضراوه و من الممكن أن ينفق الحيوان في غضون ساعات . لذا يجب عزل و علاج الحيوانات المريضه و تحصين الحيوانات السليمه .

عدوى السالمونيلا

تسبب بكتريا السالمونيلا التهابات معويه فوق الحاده أو حاده مؤدية الى حالات النفوق المفاجئ في صغار الحملان و العجول و الأمهار  و هي بكتيريا عصويه سالبة لصبغة جرام. البكتيريا تسبب التهابات شديده في الامعاء و تنكرز في الكبد و الطحال .

سبل الوقايه من مسببات الموت المفاجئ :

  • تحصين الحيوانات ضد الأمرض البكتيريه و الفيروسيه المنتشره في منطقة التربيه.
  • الحقن و الرش و التجريع الدوري للوقايه من الطفيليات الخارجيه و الداخليه.
  • سرعة عزل الحيوان المريض و إستدعاء الطبيب البيطري لمعرفة سبب المرض و علاجه.
  • إتخاذ الاإجراءات الضروريه لمنع حدوث الالتهابات الرئويه و منها نقل الحيوانات في عربات مجهزه و ظروف مناخيه مناسبه و منع تكدس هذه الحيوانات و وضعها في عنابر جيدة التهويه و تقديم علائق مناسبه لكل عمر بها كل العناصر المطلوبه من بروتينات و كربوهيدرات و املاح و فيتامينات.
  • عدم التغيير المفاجئ للعلائق و سرعة التعامل مع حالات مشاكل الكرش.
  • تقليل حركة الحيوانات بين العنابر مع تغيير الفرشه يوميا.
  • التأكد من حصول الحيونات على قسط محدد من التعرض للشمس مع عدم الاسراف في ذلك منعا لضربة الشمس.
  • صغار الحملان و العجول و الامهار لابد و أن تأخذ السرسوب الجيد عند الولاده مع عدم تعرضها لتيارات هوائيه بارده و ثم  إستخدام مضادات طفليليات فعاله لمكافحة الديدان المعويه و الكبديه و الرئويه .

 

د/ سيد حسن أحمد الهبتي – أستاذ مساعد البكتريولوجي بمعهد بحوث الصحه الحيوانيه بأسيوط – مركز البحوث الزراعية – مصر 

 

 

 

 

 





مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى