أخباردواجنرئيسيمقالات

الدكتورة غادة الجمال تكتب : عدوي “الكامبيلوباكتر ” وطرق الوقاية منها  

مقدمة :

تعد بكتيريا الكامبيلوباكتر جيجوناي من المسببات الرئيسة لالتهاب المعدة والأمعاء المنقول عن طريق الغذاء والماء، اذ تحتل المرتبة الثالثة في الدول النامية كمسبب للإسهال عند الاطفال. وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية أن أمراض الاسهال والالتهابات المعوية تأتي بالمرتبة الثانية بين اسباب الوفيات ولاسيما عند الاطفال دون الخامسة من العمر خصوصا في الدول النامية اذ تسبب بكتيريا    C.jejuniوحدها ما يقارب 400 مليون حالة اسهال سنويا.

نبذة عن الميكروب :

إن مصطلح (Campylo) هو مصطلح لاتيني مشتق من كلمة اغريقية (Kampylos)  والتي تعني انحناء أو تقوس . تتميز بكتيريا الكامبيلوباكتر بشكلها الحلزوني او المنحني اذ تظهر تحت المجهر الضوئي  بشكل عصيات حلزونية او منحنية سالبة لصبغة الجرام، او تظهر بشكل مشابه لجناح طائر النورس عندما تلتقي خليتان مع بعضهما، كما تتميز بانها اليفة للهواء القليل(microaerophilic) اذ تحتاج 5%اكسجين &10% ثاني اكسيد الكربون و85% نيتروجين. كما تنمو هذه البكتريا ضمن مدى الرقم الهيدروجيني5.5-  8.5 الا ان الرقم الهيدروجيني الامثل يتراوح ما بين 6.5-7.5. تمتلك سوط قطبي واحد او سوطان في قطبي الخلية وتمتاز بحركتها السريعة بشكل يشبه انطلاق السهم(Darting motion ) او بشكل يشبه حركة السدادات الفلينية(cork screw-like ). منتجة لأنزيم الأوكسيديز وانزيم الكاتليز. وأليفة لدرجات الحرارة العالية (thermophilic) وتعيش بشكل متعايش في امعاء العديد من الحيوانات ذات الحرارة المرتفعة كالطيور التي تعد خازناً طبيعيا لبكتريا C.jejuni   والتي تكون درجة حرارتها  الطبيعية42º م وهي الدرجة المثلي لنمو هذه البكتيريا لذا تعد الطيور كالدواجن من المصادر الرئيسة لانتشار وانتقال هذه البكتريا من خلال تلوث لحوم ومنتجات الدواجن بها. كما تعد الابقار والاغنام والخنازير والقرود والقوارض والقطط والكلاب مصادر مهمة لتلوث البيئة من خلال براز الحيوانات الخازنة لهذه البكتريا او المصابة بها، اذ تلوث المياه والاغذية

عوامل ضراوة الميكروب :

1-الأسواط (flagella): تمتلك البكتيريا سوط قطبي واحد او اثنان. إن وجود السوط القطبي يمنح هذه البكتريا الحركة السريعة المشابهة لانطلاق السهم وهذا يساعدها في التغلب على الطبقة المخاطية اللزجة في بطانة المعدة والامعاء ومن ثم يسهل الالتصاق والاستعمار وغزو الخلايا الظهارية المعوية اضافة الى ذلك يلعب السوط دورا مهماً في إفراز مجموعة من بروتينات الضراوة تسمي (Campylobacter invasion antigen =cia)

2-المحفظة(capsule): الغلاف الخارجي الذي يحيط بالخلية البكتيرية ( مركب من عديد السكريد) مما يؤدي الى التغاير المظهري الذي يمكن البكتريا من التهرب من دفاعات المضيف.

3-بروتينات الغشاء الخارجي (outer membrane proteins): تسهل هذه البروتينات اتصاق بكتيريا C.jejuni الي الخلايا الظاهرية في الامعاء .

4-السموم :تفرز بكتيريا الكامبيلو نوعين من السموم الخارجية وهي سموم معوية وسموم خلوية ولها دور رئيسي ومهم في احداث المرض.

5-استهلاك الحديد: إن اهمية الحديد في إمراضية البكتيريا لا يمكن تجاوزها فهو عنصر اساسي للنمو ويلعب دورا مهما في تحفيز العديد من التفاعلات الايضية بوصفه عاملا مساعد اً للعديد من الانزيمات  ووجد ان هذه البكتريا عندما تنمو في وسط قليل الحديد يؤدي الى ضعف معدل النمو وتغيير مظهرها وقلة انتاجها للسموم لذلك تحتاج البكتيريا الى الحديد الموجود في المضيف وبذلك تنافس البروتينات الخازنة والمرتبطة بالحديد مثل الترانسفرين واللاكتوفيرين الموجودة في المضيف ولكي تحصل البكتيريا على الحديد فأنها تنتج مركبات تسمى سيدروفور ولها القابلية على الارتباط بالحديد اكثر من بروتينات المضيف.

6-بلازميد الضراوة :وهو موجود في السلالات ذات الامراضية والضراوة العالية ومرتبط مع حدوث الاسهال الدموي .

العدوي الكمبيلوبكتيرية:

هي حالة مرضية تصيب أنواع مختلفة من الطيور والثدييات والانسان.

العدوي في الدواجن:

تعتبر الدواجن خازنة لجراثيم الكامبيلوباكتر وتعد المصدر الشائع للعدوي البشرية ويستعمر الميكروب الأمعاء ويصاب الدجاج في جميع الأعمار حيث يعتقد أن 90%من الدجاج والبط المستأنس حاملا للجراثيم . والعدوي تتراوح بين (0-100%) طبقا للموسم فهي شائعة في الصيف عنها في الشتاء والخريف .

طرق انتقال العدوي: *أفقيا :من خلال تناول العلف والماء والفرشة الملوثة ببراز الطيور المصابة ويمكن أيضا ان ينتقل من خلال خدوش وسادة القدم .

*انتقال بواسطة أيدي وأحذية وألبسة العمال الملوثة بفضلات أو فرشة الطيور

*لا تنتقل العدوي عموديا من خلال المبيض أو بواسطة اختراق قشرة البيضة بعد الاباضة نظرا لحساسية هذه الميكروبات للجفاف .

الأعراض:تترواح فترة الحضانة بين (1-4) أيام وتعتمد شدة الاصابة علي جرعة العدوي وضراوة العترة وعمر الطائر وتتمثل الأعراض في :

1-الخمول والاسهال الذي يكون مائيا أو علي شكل اسهال رغوى و قد يحتوي علي المخاط والدم

2-انخفاض في وزن الطيور المصابة مع نسبة نفوق منخفضة قد تصل الي 32%.

3-ينخفض انتاج البيض عند الدجاج البياض.

الصفة التشريحية:

*تمدد القناة المعوية &*تراكم المخاط والسوائل المائية في الامعاء

*نزوف علي الأمعاء حسب الخواص السمية للميكروب

*وجود بقع حمراء أو صفراء اللون في الكبد (Liver parenchyma) وأيضا أحيانا يلاحظ نخز بؤري (Focal Hepatic Necrosis) صغيرة الحجم بلون أبيض أو رمادي في الصيصان الفاقسة حديثا

*في الحالات المزمنة ضمور كبدى واستسقاء تاموري (Hydro pericardium)  وصغر في حجم المبيض وتضخم وشحوب في الكلي .

الوقاية والعلاج :

1-تطبيق الاجراءات الصحية الوقائيةالعامة مثل :

*تغيير الفرشة   *تقييد حركة العمال   *منع وصول الحشرات والطيور البرية الي الحظائر

2-استخدام طريقة الأرضية الشبكية بهدف منع الطيور من أكل اخراجاتها

3-عند حدوث المرض يجب ازالة الفرشة وتطهير الحظائر وجميع الأدوات مع فنرة استراحة 7 أيام علي الاقل

4-تطهير عربات نقل الطيور وقطع العلف عن الطيور لمدة 8 ساعات علي الأقل قبل التسويق

5-العلاج :غالبا ما يكون العلاج صعبا وتستخدم نفس العقاقير الوقائية في حالات العلاج مع زيادة الجرعة مثل( التيراميسين والاريثرومايسين في العلف &الاستربتومايسين حقنا في العضل &الاريثرومايسين والجنتاميسين والكناميسين والفيورازوليدون في ماء الشرب)

العدوي في الانسان:

وهي تسبب في الانسان مرض (داء العطائف) ويسمي احيانا بعدوي الكامبيلوباكتر وهي حالة مرضية تصيب الجهاز المعوى عن طريق :

*أكل اللحم النيئ أو الدجاج النيئ الغير مطهو بطريقة جيدة .

*تناول الحليب غير المبستر والملوث بالبكتيريا اذ وجد ان هذه البكتيريا يمكن ان تكيف نفسها في الحليب وان تبقى حية لمدة تتراوح بين(2-5) أسابيع وفي درجة حرارة 4ºم.

* مياة الشرب الملوثة .

* تشير الدراسات الى امكانية انتقال هذه البكتريا الى الانسان من خلال القطط والكلاب الخازنة او المصابة بها والتي تربى منزلياً.

* واشارت بعض الدراسات الى أن بعض الحشرات خصوصا  الذباب لها دور رئيسي في نقل البكتيريا الي غذاء الانسان

ان أعراض الاصابة بالالتهاب المعوي الذي تسببها البكتريا تتراوح بين بسيطة وتشفي ذاتيا وتتمثل بحدوث اسهال مائي الى حادة وفيها يعاني المصاب من ألم بطني حاد واسهال دموي وقيء وتظهر الاعراض في خلال (2-5) أيام  قد يشفى المريض ذاتي اً ويختفي الاسهال خلال (3-5) أيام لكن الشخص المعافى يستمر في طرح البكتريا مع البراز لأكثر من 30 يوم  وتؤدي العدوي الي حدوث مشكلات صحية مزمنة في (2-10%) من الحالات بما في ذلك الالتهاب المفصلي التفاعلي والاضطرابات العصبية وعدد حالات هذا المرض المبلغ عنها  في بعض البلدان يتجاوز عدد حالات داء السالمونيلات .

العلاج والوقاية:

1-الطهي الجيد الكامل للأطعمة المحتمل تلوثها

2-الاهتمام بالنظافة الشخصية مثل غسل اليدين بالماء والصابون بعد استعمال المراحيض أوملامسة الحيوانات الأليفة أو حيوانات المزرعة

3-حماية مصادر مياة الشرب من التلوث وتطهيرها المستمر (اضافة الكلور)

4- المعالجة السليمة للحيوانات الانتاجية

5-تعويض السوائل المفقودة نتيجة القئ والاسهال وفي الحالات الشديدة استخدام المضادات الحيوية


باحث أول – غادةأحمد محمد الجمال –  معمل فرعي كفر الشيخ – قسم البكتيريولوجي – معهد  بحوث الصحة الحيوانية – مركز البحوث الزراعية – مصر





مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى