أخباررئيسيمشروعكمياه ورى

الدكتور صلاح يوسف يكتب : نقطة ماء من أول السطر

تعجب الكثيرون من اجراء إتفاقية بخصوص سد النهضة بعيدا عن مجلس الشعب قبل إقراره برلمانا ليس له رأى أو خيار.. و الاتفاقيات الدولية و المعاهدات الدولية لها قواعدها الدستورية.. ولكن يبقى التحديد أن التوقيع كان فقط على إعلان مبادئ لسنا كنا فى حاجة إليه وبه بعض الشوائب والمتعلقات. وهذا الأمر ليس له اى علاقة بخلافات سياسية داخل البلد الواحد لأن مصالح البلاد فوق الجميع يقينا.. ثم تعجبت من مفاوضات تمضى شهور وسنوات دون إيقاف بناء السد لحين الانتهاء من التفاوض.. وقنوات المعارضة تهول الامور منذ أول لحظة وتضعها فى غير موضعها السليم الدقيق وقنوات التأييد تهون من كل شئ بلا اى معايير.. وأنا شخصيا غير راض عن أولئك وأولئك ولا أتابع كل هؤلاء لفقد ال مصداقية بهم جميعا .. ثم دخل الامريكان كطرف راعى لحل القضية واعتبرت إن هذا قتلا للقضية مثلما فعلت فى قضية فلسطين وكان اليقين ظاهرا أنه لا حل يأتى أبدا بخير من هذا الجانب، وإن كنت أعلم إن العمل الدبلوماسيه و السياسي لا يتوقف على الرأى الشخصى مباشرة بل يستمر العمل رغم توقع استحالة النتائج الايجابية على اعتبار أنه لا شئ مستحيل..

ومضت الايام ليحطم قدر الله تدبير سئ قدر بليل حيث كانت الامطار سابغة والفيضانات طاغية طوال سنتين ماضيتين على الاقل جعلت الجميع مرتبك.. حيث الجميع فى الداخل والخارج يسعى إلى أزمة يعلمها الله وينتظرها البعض ويستنتجها البعض أما الغالبية فهى ليست فى موضع التحليل أو التأويل أو الاستنتاج وربنا يكون فى عونهم فهم الذين دائما يدفعون الثمن حتى لو كان بالتقسيط على سنوات العمر..

حتى صدرت أخيرا كلمات حروفها من ألماظ من السيد الرئيس السيسي..

معناها لن نسمح بالتفريط فى نقط ماء تخص مصر..

وكانت هذه الكلمات بقوة مزعجة بشدة للبعض فسارعت أمريكا وبعض الدول العربية بتعليقات تتحدث عن حقوق الدول والشعوب فى التنمية والماء وأن على الجميع المفاوضات..

بمعنى رفض الخيار العسكرى بطريقة غير مباشرة ، وإن كان رد فعل بعض الدول العربية واضحا مثل البحرين الذى دعم موقف مصر بلا حدود فى الدعم وايضا السودان الذى بين حجم الضرر الواقع..

اعتقد إن كلمات السيد الرئيس كانت واضحة كفاية وتدعوا الجميع بدعوات مختلفة حيث حذر اثيوبيا بطريقة التحذير الشديد الذى يقترب من التهديد، أما الرسالة إلى الدول الداعمة لأثيوبيا من أمام ووسط وخلف الستار فكان مؤداها أننا سنحافظ على حقوقنا المائية بكل الطرق رغم تدخلكم، ولهذا سارع الجميع ليرد بإنفعال وشبه تحذير مغلف بورق سلوفان..

أما الرسالة إلى الشعب فكانت أن القيادة السياسية لن تخذلكم بل ستحافظ على حقوقنا المائية.

وكانت أيضا دعوة لتكاتف الجميع لمواجهة المسألة العسكرية المحتملة، وبالتأكيد كان خطاب إعلان للجيش بالجهوزية للتدخل وقت الحاجة أو الدعوة..

أما دعوتى أنا الشخصية للجميع فهى لتكاتف الجميع حول مصالح البلاد، والإتحاد خلف القيادة السياسية لمنع التفريط فى أى قطرة ماء من مياهنا لحساب الجنوب أو لحساب الشمال، خاصة وأننا كمواطنين ندفع ثمن كل قطرة ماء بدمائنا وحياتنا الاقتصادية والاجتماعية والسياسية عبر عقود.. كما تحملنا سنوات أسعار مياه باهظة وتكلفت زراعاتنا الكثير من الأموال لتوفير الماء للرى أو لتوفير الطاقة لرفع المياه وضخها..

دعوتى إلى الجميع انبذوا الخلافات السياسية التى لا تخدم البلد يقينا، ولموا الشمل، وأخلصوا النية لله وللوطن، واتحدوا جميعا على قلب رجل واحد للحفاظ على مائنا وارضنا وكرامتنا وحريتنا ومصريتنا ومصرنا..





مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى