الدكتور حاتم أبو عالية يكتب : الزيادة السكانيه ناقوس خطر يهدد التنميه المستدامة
ُيقال ان الانسان هو مشكلة البيئه ، معني ذلك أن الإنسان عندما خلقه الله سبحانه وتعالي تفاعل مع البيئه عبرالعصور ، وكانت موارد البيئه كافيه ومتوازنه تماما ولكن مع تزايد اعداد السكان وارتفاع الكثافة في عديد من الاماكن علي سطح الارض بدأ الخلل يتسرب إلي هذه العلاقه المتوازنه ..ومن هنا بدأت تظهر المشكله السكانيه نتيجة للزياده السكانيه العاليه التي وصلت ١٠٠ مليون نسمه والتي كان سببها ان السكان يتزايدون بمتواليه هندسيه حسب نظرية العالم السكاني مالتس بمقدار ١٢٤٨١٦ وبالتالي سيتضاعف السكان مره كل ٢٥ سنه بمعدل نمو ٢ مليون ونصف فرد سنويا حتي ان خبراء السكان يتنبئون باننا سوف نصل الي درجة التوازن السكاني اي تساوي عدد المواليد مع عدد الوفيات مع انقضاء الثلث الاول من القرن الحادي والعشرين عندما يبلغ تعداد مصر ١٣٠ مليون نسمه ، وبالنسبه للريف نجد ان انتاج الارض يتطور بمتواليه حسابيه بمقدار ثابت ١٢٣٤٥ مهما استخدمنا الوسائل التكنولوجيه
اما بالنسبه لسكان الريف فحسب بيان الجهاز المركزي للاحصاء ٥٧٪وهذا يرجع الي الزواج المبكر والاميه والتسرب من التعليم والعادات والتقاليد ..
وللحد من التزايد السكاني في الريف المصري لابد من عودة مشروع الثقافة السكانيه بالريف المصري والذي نشا نتيجة الخطه الوطنيه للدوله المصريه٢٠٠٢ الي ٢٠١٧ هذا الخطه كانت تتضمن ١١ استراتيجيته مايخص مشروع الثقافة السكانيه الاستراتيجيه الثامنة هدفها العام نشر مفاهيم الوعي الصحي والسكاني والبيئي في الارشاد الزراعي وذلك بالتعاون بين كلا من وزارة الصحه ممثله في الاداره العامه للإعلام والتربيه السكانيه ووزارة الزراعه واستصلاح الاراضي ممثله في الاداره المركزيه للارشاد الزراعي ووزارة البييه ممثله في الاداره العامه للحفاظ علي صحة البييه لدفع المخاطر البييه نتيجه للتكدس السكاني وذلك من خلال عقد ندوات ودورات تدريبية يحاضر فيها المثقفين الصحيين والمرشدين الزراعيين مع وزارة البييه في تغيير سلوكيات الريفيين بلغه سهله كرساله إرشادية مدمجة تحتوي علي كوكتيل سكاني بيئي غذائي تصل بسهوله للريفيين تتماشي مع عقولهم وعاداتهم وتقاليدهم
لابد من تفعيل المجالس القوميه للسكان بالمحافظات بعقد ندوات توعيه في المساجد والكنائس ومراكز الشباب الريفي والجمعيات الزراعيه والمراكز الارشاديه الزراعيه والمدارس والوحدات الصحيه الريفيه
تقديم حافز مادي في الريف من يعمل علي تنظيم أسرته يأخذ راتب شهري هو وزوجته بالنسبه للفلاح ويعفي من رسوم تراخيص البناء للسكن الريفي ويعفي من قانون التصالح علي البناء
فلقد نجحت سنغافوره في خفض عدد المواليد باتباع برامج تنظيم الاسره وتنفيذها بكل حزم بوضع مزايا اجتماعيه وذلك عن طريق التوظيف والرعاية الصحيه وكذلك الهند أعطت الوظائف لمن ينظمون اسرهم والاسكان في عام ١٩٧٦ ، الا أن المناطق الريفيه في الهند عام ١٩٧٧ كانت السبب في هزيمة رئييسة الوزراء انديرا غاندي وذلك لمعارضة الريفيين برنامجها الانتخابي لتنظيم الاسره
مطلوب عودة وزارة السكان لتكون مهمتها الأساسيه الحد من الزياده السكانيه التي تلتهم خطط التنميه ، وبذلك تتفرع وزارة الصحه لمهمتها الأساسيه وهي توفير الرعاية الصحيه .