أخباررئيسيمجتمع الزراعةمحاصيلمقالات

الدكتور حمدى المرزوقي يكتب : هجمة شرسة على المزارع البحثية التطبيقية

مجرد وجهة نظر….

أيها السادة..علينا أن نفكر قليلا وبجدية تامة ..لقد أصاب المؤسسات المدنية أو معظمها وخاصة بعد أحداث ٢٥ يناير ٢٠١١ الكثير من العطب والجمود والإحباط..ومنها أجهزة البحث العلمي مثل المركز القومي للبحوث الذي ساهم أساتذته في صنع النصر في معركة العزة والكرامة في ٦ أكتوبر ١٩٧٣ وفي فريق عمل رائع بقيادة أحد أساتذته المرحوم العالم الدكتور محمود يوسف سعادة حينما حل أزمة وقود الصواريخ في حائط الصواريخ الشهير علي ضفة قناة السويس.ولولا هذا المجهود الجبار من المرحوم الدكتور محمود سعادة وفريقه البحثي ما قامت ولا نجحت حرب السادس من أكتوبر ١٩٧٣ من تحقيق العبور العظيم ..وهدم خط بارليف الشهير وتحطيم غطرسة العدو الصهيوني.. ولكم نتمني ان يمنح اسم المرحوم الدكتور سعادة وسام نجمة سيناء وسوف أظل أطالب بهذا المطلب العادل وحتي وفاتي …

ولقد أنقذ مركز البحوث الزراعية مصر من المجاعة الغذائية في الثمانينات والتسعينات ..وذلك عندما كانت هناك قيادات قادرة علي تحمل المسؤلية + ميزانية مناسبة + كوادر شابة يتم اختيارها بموضوعية ودقة وأمانة…واعترف بذلك الدكتور عادل البلتاجي مستشار رئيس الجمهورية ووزير الزراعة الأسبق..

أيها السادة هل أذا أصاب أنسان منا بعض المرض من أي نوع نطلق علية ( رصاصة الرحمة ) ..ام نحاول معرفة الأسباب حتي نضع له العلاج المناسب ..ام هي صيحات ودعوات الخراب والإجهاز علي ما تبقي من المؤسسات متي أصابها الإرهاق أو التقصير أو حتي الإخفاق في أداء بعض مهامها .. ان الأولي بنا ان نبحث عن أسباب الفشل أو الإخفاق مثل ضعف القيادات المسؤلة وتردي الميزانية ..ان هذا يحدث أيضا في الكثير من الجامعات المصرية ..الفساد والمحسوبية والضياع ..تلك المؤسسات جميعا تحتاج الي مد يد الإصلاح المالي والإداري وليس …الي معاول الهدم …ان بناء المصانع أمر سهل ولكن بناء الإنسان أمر في غاية الصعوبة ……

اين شركة ( عثمان أحمد عثمان ) علي الساحة الآن.. تلك الشركة العالمية التي كانت تبني وتشيد في أوربا الغربية …واين …واين …واين…….قليل من التعقل .. بل يجب أن نتخلي عن صيحات الدعوة للتخريب وهدم المؤسسات التي كانت يوما ما يشار إليها بالبنان لمجرد ان أصابها بعض العطب دون محاولة ..إصلاحها.

ولابد هنا أيضا أن نشير الي تلك الهجمة الشرسة علي المزارع البحثية التطبيقية التابعة لكليات الزراعة بالجامعات المصرية وايضا التابعة لمحطات البحوث الزراعية بمركز البحوث الزراعية ..بحجة أنها قد أصبحت وحدات غير انتاجية ..دون مجرد التفكير من فلسفة إنشائها لتدريب الكوادر الشابة علي أسس البحث العلمي الحديث ..وايضا لاستنباط تقاوي المربي والأساس لمختلف المحاصيل الحقلية والبستانية والمحاصيل السكرية ..بالاضافة الي محطات بحوث الإنتاج الحيواني التي تساهم في استنباط السلالات الممتازة من الماشية والدواجن و الأرانب والماعز …

ان تلك المزارع البحثية تحتاج من أجهزة الدولة المعنية الي الدعم وان تأخذ بيدها الي بر الأمان..وليس الي تخريبها وتحويلها الي كتلة خرسانية لا تسمن ولا تغني من جوع ….!!!

واسلمي يا مصر انا لك الفدا





مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى