الدكتور وائل غيث يكتب : الفرق بين فدان زيتون ينتج 8 أطنان واخر ينتج ربع طن في العام (2 – 2)
على الرغم من ان اشجار الزيتون أشجار قوية وذات قدره كبيره على مواجهه الظروف البيئية المعاكسة لاسيما مع تميزها بهذا التركيب التشريحي القوى للأوراق والاغصان مما يجعلها شبه منيعة ضد الأصابه بمعظم الآفات الحشرية والامراض الفطرية والبكتيرية الشائعة ولكن للأسف الشديد هناك بعض الأفات الحشرية والامراض الفطرية إذا ما هاجمت أشجار الزيتون فهي قادره على احداث اضرارا كبيرة للأشجار ومحصولها كما وكيفا مما يستلزم مواجهتها بقوة
ومن الجدير بالذكر ان قدره هذه الأفات على احداث الأصابه بدرجات متفاوتة يتوقف على كثير من العوامل اهمها العوامل البيئية والجوية، كذلك نوع الصنف، الحالة الغذائية للنبات، برنامج الرى المتبع، عمليات الحراثة ووجود الحشائش، التعاون مع الجيران واتباع إجراءات المكافحة الجماعية للآفات الوبائية
كما ان نجاح برامج المكافحة يتوقف على عوامل كثيرة ايضا منها نوع المبيد المستخدم وجودة شركة إنتاجه، توقيت تطبيقه، العوامل البيئية اثناء التطبيق، كفاءه مواتير الرش، الالمام بدوره حياه الافه، ملوحة المياه ودرجه PH محلول الرش وغير ذلك.
لذا تبدأ رحله المعاملات الزراعية الرشيدة التي تقلل من أثار هذه الإصابات على حالة الأشجار ومحصولها انطلاقا من عمليات الخدمة الشتوية الكافية والوافية كما أشرنا في الجزء الأول من هذا المقال وما يسبقها من عمليات التقليم الخريفي الجيد فبعد جمع المحصول يلجا دائما المزارع الى تقليم الاشجار في شهر نوفمبر لأزاله الافرع المتشابكة والسرطانات والافرع المصابة والأفرخ المائية والافرع المتلاصقة بالأرض وكل ما يشكل حمل زائد على الاشجار
وتعتبر عمليه التقليم اول خطوط الدفاع في مواجهه الامراض والآفات التي تهاجم الزيتون فأي شجره يتخللها الضوء والهواء بشكل جيد تقل بها الأصابه بالآفات الحشرية في مقارنة بشجرة ملتفه الاغصان متشابكه وكثيفه ومظلمه لا يتخللها هواء او ضوء وهذه الظروف السيئة تهيئ ظروف مثاليه لتخليق مفرخة للآفات الحشرية التي تهاجم اشجار الزيتون في جميع مراحل نموها الخضرى والزهري المقبلة لذا فالبداية الجيدة تأتى من عمليه تقليم مدروسة يعقبها مباشره رشه بمركب نحاسي (أوكسي كلورو النحاس او كبريتات النحاس بمعدل من 3-4جم \ لتر عقب عمليه التقليم مباشرة) والدهان بعجينة بوردو في حالة قطع الافرع الكبيرة
اما في حاله تواجد اصابه بحشرات مثل الحشرات القشرية او ما شابه (فينصح ان يعقب رشه النحاس السابقة بأسبوع رشه بزيت معدني صيفي مناسب بمعدل 1.5
لتر \ 100لتر ماء) وهناك انواع كثيره من الزيوت المعدنية الجيدة وينصح باختيار منتجات الشركات الموثوق منها دائما عند التطبيق (يمكن استبدال الزيت المعدني بزيت نباتي جيد ويطبق بمعدل 3لتر\600لتر ماء)
اما بخصوص الأفات الحشرية التي يمكن ان تصيب أشجار الزيتون او تهددها بداية من اول العام وحتى اخره نذكر منها تفصيلا ما يلي: –
– خلال الاشهر الاولى من السنه (يناير-فبراير) ظهرت مؤخرا افه جديدة شرسة وخطيرة واصبحت تنتشر بمعدلات متزايدة عاما تلو الاخر يطلق عليها ذبابه تدرن اوراق الزيتون وتعتبر هذه الافة من الآفات صعبه المكافحة كونها ناتجه عن ذبابه تقوم بوخز ورقه الزيتون وتضع البيض داخلها ليفقس عن يرقات تحتمى بجدار الورقة الخارجي والداخلي وتسعى بينهم مكونه نتوءات وتدرنات تدمر الأوراق مما يجعل مكافحتها اكثر صعوبة جدا كما انها تنشط في شهور الشتاء الاولى (ديسمبر ويناير وتصل الى فبراير) وهى شهور منسية غالبا لا يتوقع فيه أي مزارع وجود إصابات حشرية تؤثر على المحصول ولان هذه الحشرة ذات دوره حياه قصيره متعددة الاجيال فانتشارها يكون سريع وينصح بمواجهتها بشكل حاسم وقوى لان معدلات الأصابه هذا العام سوف تصبح اضعاف في العام القادم وهكذا دواليك وبدراسة هذه الافه بشكل جيد وعمل اكثر من بروتوكول علاجي لتحديد البرنامج الانسب لمكافحتها وجد ان هذه الافه يؤثر فيها بشكل قوى المبيدات الجهازية وخصوصا مركب (الاميدا كولبرايد) بمعدل 0.5 سم \ لتر ويضاف ايضا معه مركب (الإيمامكتين بنزوات 5.7) بمعدل نصف جرام للتر
كما ان المواد مانعه الانسلاخ صديقة البيئة مثل مركب (لوفينيرون 5%)
بمعدل 250سم \600لتر تعطى نتائج جيدة في السيطرة على انتشار هذه الافه الخطيرة و حتى نضمن فاعليه هذا البروتوكول العلاجي ينصح ايضا بإضافة حامض الستريك الى موتور الرش بمعدل 300جم للموتور ال 600 لتر لرفع كفاءه المبيدات المستخدم كما ينصح الرش في الصباح الباكر مع استخدام ماده لاصقه ناشره قويه لان اوراق الزيتون من الاوراق صغيره الحجم الجلدية التي لا تتشرب جزء كبير من المبيد لطبيعة تكوينها وهذا البرنامج يراعى تكراره على فترات متقاربه في حاله الأصابه الشديدة (فاصل زمنى 4 ايام) اما في حاله الإصابات الخفيفة (يمكن تكرار الرشات بفاصل زمنى 15 يوم ) حتى ضمان السيطرة على هذه الافه ومن الجدير بالذكر ان المكافحة الجماعية للحقول المجاورة سوف يوفر النفقات ويسيطر على هذه الافه بشكل جيد
ومع بدايات اشهر الربيع اعتبار من منتصف فبراير واوائل مارس سوف تنشط مجموعه من الآفات مثل الديدان الخضراء والحشرة القطنية وبعض الحشرات القشرية وانماط مختلفة من ديدان البراعم لتستهدف بشكل اساسي دوره النمو الربيعي والتي تتميز بوجود اوراق غضه خضراء ناعمه لم تكتسب الصلابة بعد فتهاجمها هذه الحشرات بضراوة مسببه اضرار كبيره على النموات الحديثة والتي سوف تحمل محصول العام القادم فتؤثر بشكل كبير على انتاجيه اشجار الزيتون ويجب هنا مع بداية تنامى هذه الحشرات في الاعداد وزيادة انتشارها ان تواجه بإجراءات حاسمه حتى نحجم من اضرارها وينصح هنا باستخدام مجموعه متنوعه من المركبات والمواد الفعالة مثل مركب (كلورو بيرفوس)بمعدل 1سم للتر ومركب مثل (الالفا سيبرميثرين) بمعدل 0.5سم للتر ومركب (الاميدا كولبرايد)بمعدل 0.5سم للتر ومركبات مجموعه البيبروفيزين بمعدل 0.5 سم للتر وينصح هنا ايضا بأضافة المواد المانعة للانسلاخ لضمان فاعليه هذه المركبات في المكافحة
وبالتقدم نحو أشهر الربيع والصيف وزيادة درجه الحرارة نصبح على مقربه من مواجهه اشد افات الزيتون خطورة الا وهي ذبابه ثمار الزيتون
وهي افه تبدأ نشاطها من اواخر مايو واوائل يونيو وتشكل خطورة كبيره اعتبارا من منتصف يونيو حتى منتصف يوليو وهذه ذبابه تقوم بوخز الثمار وتضع بداخلها بيضه تفقس عن يرقه تبدأ في التغذي على قلب الثمرة مسببه اضرار كبيره ومسببه تعفنات داخل الثمار تهبط من قيمتها التسويقية وهذه الافه دائما لها علاقة بالموسم السابق حيث ان الثمار التي اصيبت الموسم السابق وسقطت تكون ملجا لإنتاج اجيال جديده من هذه الحشرة الخطيرة لذلك تبدأ دائما عمليات المكافحة المتكاملة بإجراءات: –
• جمع الثمار المصابة والتخلص منها بالدفن العميق
• التخلص من الحشائش أسفل الأشجار والتي قد تختبئ بها الاطوار الضارة
• عمليه الحراثة الجيدة وتقليب الارض وتشمسيها تسيطر تماما على الاطوار الكامنة في التربة
ومن اهم الاجراءات الاستكشافية والتي تشكل جرس انذار مهم الى ان الافه اصبحت على مقربه من الوصول للحد الخطر الذى لابد من مواجهتها فيه بالرش مصائد الداى امونيوم فوسفات والتي يجب ان تعلق في المزرعة حتى نستكشف من خلالها مدى انتشار هذه الافه فاذا قامت هذه المصائد والتي يمكن ان توزع بمعدل من 10-15 مصيده للفدان باصطياد ما يزيد عن خمس ذبابات لكل مصيده فوجب عليك مكافحتها بوسائل اكثر تطورا ويكون الاجراء هو المواجهة بالرش ويمكن هنا التدخل بالرش بأحد مركبات السيهالوثرين 5% او 10% بمعدل 0.5سم \ لتر بفاصل زمنى 15 يوم بين الرشات حتى نسيطر على هذه الحشرة الضارة ومع تقدم هذه الاصابات مع مراحل نضج الثمار وعندما يصبح الرش بالمبيدات محرما بسبب اقتراب موعد القطف فيتبع سياسات مختلفة منها مصائد الطعوم السامة الجاذبة والرش الجزئي للأشجار لضمان السيطرة على هذه الحشرة دون الضرر بالثمار .
اما بالنسبة للمناطق ذات الرطوبة المرتفعة وهي ظروف لا تتكرر في كثير من بساتين الزيتون نجد اننا في مواجهه مرض فطري شهير وهو تبقع عين الطاووس وهو مرض يتواجد في بعد المناطق الساحلية القريبة من البحر والمناطق ذات الرطوبة المرتفعة وهذا المرض له عرض مميز هو وجود بقعه تشبه عين الطاووس على الاوراق وتكون اجراءات علاج هذا المرض بالتخلص من الأجزاء المصابة وتحسين التهوية والتشميس بالتقليم الجيد ثم المعاملة بأحد مركبات النحاس سواء مركب أوكسي كلورو نحاس او جلوكونات النحاس او هيدروكسيد النحاس بمعدل من 3-4جم \ لتر وهى معامله كافيه للقضاء على هذا المرض الفطري الشهير وأيضا الإصابة بالآشنات ان وجدت على السيقان الرئيسية للزيتون .