الدكتور السيد وجيه يكتب: الحكمة من خلق الماء بلا لون ولا طعم ولا رائحة

هل تساءلت يوما …. ما الحكمة في أن جعل الله الماء الذي نشربه عذبا؟!!!

أي ليس له لون ولا طعم ولا رائحة!!!

الجواب علي ذلك يتحتم أن يبدأ من ذكر الآية الكريمة التي تقول:

“وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون”

وهذا يعني الآتي:

لو كان للماء لون : لتشكلت كل ألوان الكائنات الحية بلون واحد هو الماء الذي يشكل المكون الأساسي لكل الأحياء ولفقدنا بهجة تعدد الألوان!!!

لو كان للماء طعم : لأصبحت كل المأكولات من الخضار والفواكه بطعم واحد وهو طعم الماء!!! فكيف يستساغ أكلها ؟؟!!!

“يسقى بماء واحد ونفضل بعضها على بعض في الأكل إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون”.

ولو كان للماء رائحة : لأصبحت كل المأكولات برائحة واحدة فكيف يستساغ أكلها بعد ذلك؟! .

لكن حكمة الله في الخلق اقتضت أن يكون الماء الذي نشربه ونسقي به الحيوان والنبات ماءا عذبا بلا لون ولا طعم ولا رائحة !

فهل نحن أدينا للخالق حق هذه النعمة فقط ؟

ولم تقف الحكمة عند ماء الحياة!!! بل انظر إلى هذه المياه المختلفة:

ماء الأذن .. مر!!!

وماء العين … مالح!!!

و ماء الفم … عذب!!!

اقتضت رحمه الله أن ..

◄ جعل ماء الأذن مراً في غاية المرارة : لكي يقتل الحشرات والكائنات الدقيقة التي تدخل الأذن!!!

◄وجعل ماء العين مالحاً : ليحفظها لأن شحمة العين قابله للفساد فكانت ملوحتها صيانة لها من أي فساد!!!

◄وجعل ماء الفم عذباً : ليدرك المرء طعم الأشياء على ما هي عليه إذ لو كانت على غير هذه الصفة لأحالها إلى غير طبيعتها ..

تحليل كنا نطلع عليه طلبتنا فيما كنا ندرسه لهم من مقررات وشاركنا فيه آخرون فلم نشأ أن يقف عندنا أو عندهم فشاركناكم إياه وسيسعدنا أن تقاسمونا الثواب بتشييره لمزيد من المتواصلين آملين أن يتسع نطاق الفائدة!!!

سبحان الله الذي خلق كل شيء بقدر!!!

---

الأستاذ الدكتور/ السيد السيد وجيه

أستاذ الفيرولوجي والبيوتكنولوجي،

ورئيس قسم أمراض النبات سابقاً – كلية الزراعة – جامعة الإسكندرية،

دكتوراة (PhD) في الفيرولوجي من الكلية الإمبراطورية (كلية العلوم والطب) جامعة لندن،

درجة عضوية الكلية الملكية للعلوم (DIC) بلندن،

دبلومة التعليم (Education) جامعة كمبريدح-بريطانيا.

و”رئيس تحرير” (Editor-in-Chief) المجلة الدولية للفيرولوجي

(International Journal of Virology) – الولايات المتحدة.