أخبارخدماترئيسيمجتمع الزراعةمقالاتمنوعات

الدكتورة عزة مصطفى تكتب : مقاومه المضادات الحيويه

المضادات الحيوية هي تركيبات كيميائيه  ناتجه من كائنات دقيقه مثل الفطريات والبكتريا ولها القدره علي وقف نشاط او نمو ميكروبات اخري ومنها ما له القدره علي قتل الميكروبات وتستخدم في علاج الكثير من الأمراض المعدية، وبالاضافه لدورها الفعال في العمليات الجراحيه . ويتم عزل بعض المضادات الحيويه مثل الامينوجلوكوسيد حتي الان من كائنات حيه طبيعيا.

وفي ظل التكنولوجيا الحديثه تم تعديل المضاد الحيوي كيميائيا من مركبات في الطبيعه مثل البيتالاكتام وهو نوع من البنسلين والتي تنتجها فطر البنسيليوم والسيفالوسبورين او انتاج بعض المضادات صناعيا مثل  سلفوناميد و الفلوروكينولون. وقد تم التوصل الي معرفه كيفيه عمل المضادات الحيويه مثل تثبيط عمليه تكوين الجدار الخلوي للميكروب او تثبيط تخليق البروتين او احداث خلل في الاغشيه الخلويه للميكروب مما يؤدي الي دخول المواد الضاره او  التخلص من المواد النافعه للخليه الميكروبيه .

لذلك تقسم المضادات الحيويه الي مضادات طبيعيه او معدله او مركبه كما تقسم من ناحيه التاثيرعلي الميكروب الي مضادات مثبطه للميكروب او قاتله للميكروب او حسب تاثيرها علي نوع البكتريا منها ما يؤثرعلي البكتيريا سالبه الجرام او موجبه الجرام او النوعين معا. وتوجد المضادات الحيويه على شكل اقراص- كبسولات- حقن – مساحيق – مراهم جلديه- كريمات – نقط للعين او الاذن .

ونظرا للاستخدام العشوائي للادويه المختلفه ظهرت مشكله مقاومه مضادات الميكروبات (مقاومه مسببات المرض) مثل البكتيريا والفيروسات والفطريات والطفيليات وهي قدرة الميكروبات على النجاة من الأدوية المستخدمة بسبب حدوث طفرات تؤدي الى ابطال نجاح العلاج وهذا يؤدي الي خساره  كبير من حيث التكلفه الباهظه و عدم جدوي استخدام العلاج. وتعد مقاومه المضادات الحيويه اهم مشكله عالميه في العصر الحالي.

مقاومه البكتريا للمضادات الحيويه:

نظرا لاستخدام المضادات الحيويه بشكل واسع وعلي مدي طويل بدون تطبيق علمي  فقد ظهرت مشكله  مقاومه البكتريا للمضادات الحيويه حيث ان استخدام المضادات الحيويه القاتله  للبكتيريا تقضي علي معظم البكتيريا ولكن تتبقى البكتيريا التي لها القدره علي مقاومه هذه المضادات الحيويه  فتتضاعف هذه الانواع وتتكاثر منتجه انواع اخرى من الميكروبات مقاومه لهذه المضادات الحيويه. فاذا اصيب الحيوان بنفس العدوي في وقت لاحق او نقل العدوي منه الي حيوان اخر فتقل  القابليه للعلاج بواسطه المضادات الحيويه  مما يسبب تهديد للثروه الحيوانيه.

وتصبح البكتيريا مقاومه للمضادات الحيويه عن طريق حدوث طفرات وراثيه تلقائيه او عن طريق  التبادل الجيني حيث يمكن للبكتيريا ان تكتسب جينات المقاومه من انواع اخرى من البكتيريا بنقل الماده الوراثيه بما فيها الجينات المشفره المقاومه للمضادات الحيويه من خلال عمليه الاقتران  كما يمكن اكتساب الحمض النووي دي ان ايه  (DNA) الحر من البيئه المحيطه و قد اظهرت الدراسات ان للفيروسات دور في نقل الجينات المقاومه للمضادات الحيويه حيث يتم تحميل الجين في منطقه راس الفيروس ثم يقوم بحقنها في البكتيريا  التي تكتسب المقاومه للمضاد الحيوي. وبتوالي هذه العمليات مع المدي الطويل تصبح البكتريا مقاومه لانواع مختلفه من المضادات الحيويه حيث ترتفع مقاومة بعض السلالات البكتيريه ضد جميع الأدوية الحالية السابق تاكيد فاعليتها.

وتنتشرالبكتريا المقاومه للمضادات الحيويه عن طريق التكاثر حيث يتم توريث جينات المقاومه للاجيال الجديده والتي تعرف بالتوريث العمودي او تقوم البكتيريا المقاومه بمشاركه اجزاء من الماده الوراثيه مع انواع اخرى من البكتيريا وهو ما يعرف بالانتشار الافقي لمنحها ميزة البقاء على قيد الحياة. وقد تننقل البكتريا المقاومه للامراض من مكان لمكان او لشخص او لحيوان عن طريق الاتصال المباشر او غير مباشر عن طريق الاسطح الملوثه، كما يمكن ان تنتقل عبر المياه الملوثه من محطات معالجه مياه الصرف الصحي وصرف المخلفات البشريه والحيوانيه.

عوامل ظهور وانتشار البكتيريا المقاومة للمضادات الحيويه:

  • الطفرات والتحولات الوراثية وبمرور الوقت تظهر المقاومة للمضادات الحيويه بصورة طبيعية.
  • الاستخدام الخاطئ والإفراط في تعاطي المضادات الحيويهحيث يتم تناولها عشوائيا بدون وصفات طبية
  • سوء الاستخدام في علاج الامراض الفيروسيه حيث ان المضادات الحيوية لا تؤثر على الفيروسات.
  • إعطاؤها للأسماك والحيوانات كمواد معززة للنمو.
  • المغالاه من الأطباء البيطريين في وصف المضادات الحيوية في العلاج.
  • التشخيص الخاطئ ووصف مضاد حيوي غير مناسب للعلاج
  • عدم تقدير الجرعه اللازمه او المده المطلوبه او عدم استكمال مده العلاج او وصف علاج غير مناسب للحاله المرضيه.

و تمثل مقاومه المضادات الحيويه مشكله خطيره عالميه حيث تؤثر علي الصحة والأمن الغذائي والتنمية فكل انسان او حيوان معرض لهذه المشكله بغض النظر عن السن وعن مكان المعيشه حيث يمكن للبكتريا المقاومه للمضادات الحيويه ان تنتقل عن طريق التجاره والسفروهي تهديد بفشل العلاج لأمراض معدية شائعة مما نضطر الي استعمال أدوية أغلى سعرا مع زيادة تكاليف الرعاية الصحية وبعد ان كانت المضادات الحيويه فعاله في مجالات واسعه اصبحت محدوده  واصبحت اقل ربحيه للشركات المنتجه.كما ان العدوي بالبكتريا المقاومة للمضادات الحيوية  المسببه  لأمراض بسيطة سابقا قد تؤدي في بعض الحالات الي انتشار أمراض خطيرة  يصعب علاجها وقد تؤدي إلى الوفاة.

وهذه المشكله لا يقتصر وجودها في البلدان الناميه بل ايضا تعاني منها الدول المتقدمه علي مستوي الطب البشري والبيطري وكلاهما في ارتباط دائم حيث ان عدم تناول الانسان مضادات حيويه مباشره لا تجعله في مأمن من هذه المشكله لان مزارع الاسماك والدجاج والابقار تستخدم المضادات الحيويه كنظام وقائي والتي يظهر اثرها في اغلب المنتجات الحيوانيه. وقد اثبت العلماء ارتفاع نسب المضادات الحيويه في المواد الغذائيه من اصل حيواني وارتباطها بظهور بكتريا مقاومه للمضادات الحيويه مثل فيبرو كوليرا والتي تصيب الاسماك.فلابد من تغيير طريقه ووصف واستعمال المضادات الحيويه وحتى  اذا استحدثت  أدوية جديدة فستظل مشكله مقاومة المضادات الحيوية تمثل تهديداً خطيرا.

ولذلك فان منظمه الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)  توجب الالتزام بتعليمات الجرعه ومده تناول المضادات الحيويه وانتهاء كامل الجرعه وعدم تكرارالمضاد الحيوي لفترات طويله وعدم الاحتفاظ بالمضادات الحيويه لاستخدامها فيما بعد مع توافر اللقاحات واتباع النظم الصحيه والاعتماد علي الادويه الوقائيه لرفع المناعه. كما توصي ايضا بعدم تناول المضادات الحيوية إلا في حالة الضرورة لضمان صحة الحيوان، وليس بغرض زيادة الوزن وتحت اشراف طبيب بيطري.


د / عزه مصطفي مصطفي عبد المطلب

باحث – وحده الفارما والبيروجين- قسم الكيمياء والنقص الغذائي

معهد بحوث الصحه الحيوانيه –مركز البحوث الزراعيه -مصر 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 





مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى