أخبارخدماترئيسيزراعة عربية وعالميةمجتمع الزراعةمحاصيلمقالات
الدكتور إسماعيل عبد الجليل يكتب : هوية معهد بحوث الصحراء بين “عبدالناصر” و” السيسى”
معهد بحوث الصحراء كان سر انشاء اكاديمة البحث العلمى والتكنولجيا
لم يخطر بخيال الملك فؤاد الأول عندما اهتدى لفكرته العبقريه بأنشاء معهدا لبحوث الصحراء عام 1939 حينما كان تعداد السكان آنذاك حوالى 16 مليون نسمه ان يتعرض مشروعه العبقرى للتخريب عام 2020 حينما صار تعداد السكان اكثر من مائه مليون نسمه !!. الملك سبق عصره وعقول من حوله فتوصل مبكرا الى ان الشريط الضيق لوادى النيل والدلتا لن يتسع يوما لأستيعاب زياده السكان المضطرده مما يستوجب الاعداد لأستكشاف موارد صحراء مصر الشاسعه وكنوزها المدفونه تحت رمالها بمنهج علمى وعقول خبراء من خلال معهدا علميا للصحارى .
والمثيرالمضحك هنا أن الملك فؤاد الأول الذى كان يعيش مناخ عصر البخار للثوره الصناعيه الاولى فى القرن العشرين اختار المنهج العلمى ليحقق مشروعه العبقرى بينما يلجأ البعض منا اليوم فى القرن الواحد والعشرين ” لمنهج الفهلوه ” و” الحداقه ” و العشوائيه فى ” تحديث مشروع الملك فؤاد الاول ” ونحن نعيش عصور متلاحقه للثوره الصناعيه الرابعه والخامسه والسادسه لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعى والنانو والطباعه ثلاثيه الابعاد والهندسه الوراثيه و..و..و..!!.
الاكثر سخريه واثاره فى مسلسل تخريب رؤيه الملك فؤاد الاول فى انشاء معهد الصحارى هو ماتعرض له بعد ثوره يوليو 1952 بسبب انتساب اسمه للملك فتغير المسمى من معهد فؤاد الأول للصحارى إلى معهد الصحراء وهو امر لا غبار عليه للتعبيرعن روح الثوره ولكن بقى ميراث المقر الذى انشاءه الملك على ناصيه شارع مواز لشارع العروبه الحيوى المؤدى لمطار القاهره حاليا وكان ضمن صحراء مصر الجديده سابقا . أحتار الثوار فى ميراث الملك !!! فأهتدوا الى فكره نقل تبعيته الى رئاسه الجمهوريه بأعتبارها الوريث الشرعى للعصر الملكى وهو ماحدث لفتره قصيره حينما اهتدوا لمقترح آخر وهو نقل التبعيه الى وزاره الحربيه التى انضم اليها رواد علماء المعهد الاوائل واذكر منهم د. عمر دراز رحمه الله عليه .
أحتار الثوار مره اخرى فى ” ميراث الملك ” فقرروا نقل تبعيه ” مولوده اليتيم ” معهد الصحارى لوزاره الحربيه التى اهتدت الى قرار بأستئجارمقر المعهد لأستخدامه مكتبا احتياطيا لوزيرها لموقعه الاستراتيجى ونقل العاملين بمعهد الصحراء الى مقره الحالى بقصر الامير يوسف كمال بالمطريه !!.
الامر الاكثر سخريه واثاره فى قصه ” اليتيم معهد الصحارى ” هو ان مؤسسه الملك فؤاد الاول خاف عليه من فقر الزمن فأوقف لة ممتلكات كثيرة للإنفاق علية وياليته مافعل !! وهى القصه التى اهدانى ايها العالم الكبير البروفيسور محمد الزرقا وانقلها كما وردت منه ” بعد ثورة يوليو 1952 أصبح المعهد تابعاً لوزارة الأوقاف !! حتي سمع جمال عبد الناصر ذات مرة و هو في طريقة الي استراحتة ببرج العرب لقاء احد اساتذة المعهد في ذلك الوقت مع الإذاعية امال فهمي في برنامج علي الناصية و الذي ذكر فية ان المعهد تابع لوزارة الأوقاف ، فاتصل من سيارتة بالمرحوم الوزير صلاح هدايت و كلفة بإنشاء وزارة للبحث العلمي يتبع لها المعهد ، فأنشئت وزارة البحث العلمي و اصبح المرحوم صلاح هدايت أول وزير للبحث العلمي في مصر و اصبح المعهد تابعاً لها قبل ان تنتقل تبعيتةً لوزارة الزراعة “.
تلك شهاده عالمنا المحترم محمد الزرقا التى تبرز حيرتنا الابديه المستمره فى المطب الذى اوقعنا به الملك فؤاد الاول “سامحه الله ” فى عبقريته المبكره بأنشاء معهدأ علميا لبحوث الصحراء ومات الملك وترك ” مولوده اليتيم” لورثه حائرون فى مصيره !!!!.
الزعيم الراحل العظيم جمال عبد الناصر أنقذ هويه معهد الصحراء في الخمسينات من القرن الماضي ..فهل ينقذها الرئيس الرائع عبد الفتاح السيسي في القرن الحادي والعشرين ؟؟