الهجرة عامة قديمة قدم البشرية وأفضل دليل على ذلك هو انتشار الجنس البشرى فى مختلف بقاع العالم
وكانت الهجرة تنشأ فى القدم عن طريق عوامل الدفع والطرد بسبب قسوة الطبيعة وعدم قدرة الإنسان على التعايش معها
وبالتالى عرف الإنسان الهجرة من خلال بحثه وسعيه للتكيف مع الطبيعة و التى توفر له العيش الكريم له ولأسرته وكانت فى معظم الأحيان تكون فى جماعات بهدف الحفاظ على الحياة مثل الهروب من الجفاف او موجات الحر أو الغزو الخارجى أو حالات الصراعات دون قيد أو شرط
وكان الاعتماد على الزراعة وبعض الصناعات
واذا نظرت لبلد مثل ليبيا ومصر مع إنهما متجاورتان ومساحة ليبيا تفوق مساحة مصر مرة ونصف الا ان عدد سكان ليبيا 6مليون نسمة بينما مصر 103 مليون نسمة مركزين حول نهر النيل .
ومن أشكال الهجرة الغزو وكان ياتى من الشمال إلى الجنوب والذى كان يسبق دائما الهجرة
الهجرة الثانية فى العصر الإسلامى
ثم اختلف مفهوم الهجرة فى العهد الإسلامى وسميت باسم الهجرة الشرعية و التى سجلها لنا التاريخ الإسلامى بداية من هجرة سيدنا ابراهيم عليه السلام يقول تعالى (انى مهاجر إلى ربى إنه هو العزيز الحكيم ) فقد قال
سيدنا ابراهيم لقومه انا مهاجر من أرض قومى إلى حيث أمرنى ربى وكانت هجرته من العراق إلى الشام وذلك لنشر دعوته
ويماثلها. هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة
وهناك تعريف شرعى الهجرة بالمعنى العام هو ترك ما نهى الله عنه ومعنى خاص بالانتقال المكانى وقد وقعت فى الإسلام بهذا المعنى على موفقين
الأول : الانتقال من دار الخوف إلى دار الأمن مثل الهجرة إلى الحبشة
الثانى: الانتقال من دار الكفر إلى دار الإيمان عن طريق الهجرة من مكة إلى المدينة المنورة
وهناك أمر دائم من الله سبحانه وتعالى بالرحيل إلى مكان بعيد عن سلطان الظلم والطغيان يقول تعالى( قالوا فيك كنتم قالوا كنا مستضعفين فى الأرض قالوا الم تكن أرض الله واسعة فتهاجرون فيها ).ويقول صلى الله عليه وسلم (إنما الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى ).
الهجرة الثالثة فى العصر الحديث
كانت أوربا لها النصيب الأكبر فيها حوالى 60 مليون من القرن 16 حتى بداية القرن العشرين.إلى أمريكا الأرجنتين البرازيل كندا أستراليا جزر الهند .
أما الهجرة فى قارتى افريفيا واسيا لم تعرف الا بعد الحرب العالمية الأولى 1914 -1918 أما الثانية 1939 – 1946 أوروبا هى التى استقدمت الايادى العاملة لفقدها وقتها الموارد البشرية لها
أما الهجرة العربية كانت مثل باقى الشعوب الا انها كانت نتيجة للاستعمار والحروب .
تعريف الهجرة وأنواعها :
مما سبق يمكن تعريف هجرة الشىء: تعنى تركة
ومعنى الهجرة التى نحن بصددها تعنى الانتقال إليه عن غيره والمقصود الخروج من أرض إلى أرض أخرى وهى ظاهرة جغرافية تعبر عن ديناميكية سكانية وهى جزء من الحركة العامة للسكان سواء كان الانتقال داخل البلد من الريف إلى المدينة مثلا أو من مدينة إلى أخرى بسبب تغير فى العمل او.طبيعته
والهجرة الخارجية تكون من بلد لآخر او من فترة إلى أخرى مثل الانتقال من أفريقيا إلى أوربا وأمريكا واستراليا
ووضح مفهوم الهجرة جليا مع ظهور مفهوم الدولة ورسم المعالم والحدود وسن النصوص والتشريعات وبرزت سيادة الدولة على أرضها سواء كان ذلك بريا أو او بحريا او جويا.
وهناك مفاهيم أخرى للهجرة حسب الطريقة التى تتم بها فإذا تمت وفق قوانين الدخول للدولة المنتقل إليها تسمى( هجرة شرعية ) أما إذا خالفت القوانين فتسمى( هجرة غير شرعية)
تعريف الهجرة الغير شرعية .
هو عمل فردى اختيارية يتم بشكل إرادى وهو أحد أشكال انتقال السكان من أرض إلى أخرى بدون الحصول على الموافقات القانونية لهذا الانتقال موافقات دول الاصل وكذلك الدول المستقبلة للمهاجر او بمايسمى تأشيرة الدخول او الفيزا (Carta visa) وهى لها مدد محددة للسياحة والعلاج او.طويلة أو.دائمة على حسب الغرض هل للعمل او الدراسة أو هجرة دائمة .
.
التهريب البشرى
نشأت هذه الظاهرة بعد الحرب العالمية الثانية ومع تطور سيادة الدول إلى أراضيها من الدول الفقيرة ذات الإعداد السكانية العالية إلى دول أخرى لا يحملون جنسياتها الحصول على منفعة مالية بطريقة او أخرى
الاتجار البشرى
وبعد الاتجار بالبشر ثالث أكبر تجارة غير مشروعة فى العالم.بعد تهريب السلاح والاتجار فى المخدرات وهى جريمة منظمة عابرة للحدود وهى تقوم على فكرة استغلال حاجة او ضعف فئات معينة من الأفراد للاتجار بهم مع استغلالهم لما بعد النقل من مكان لآخر وهذه هى التى تميزهم
فعصابات الهجرة الغير شرعية ينتهى دورها.بانتهاء عملية التهريب أما عصابات الاتجار بالبشر يقع الفرد تحت سيطرته حتى بعد الهجرة والانتقال بالتهديد والقوة وأساليب الخداع والاستغلال الجنسي والعبودية والإكراه على العمل والتمييز العنصرى.
أما اللجوء السياسى .
اللجوء هو انتقال شخص من دولة إلى دولة أخرى يطلب منها الحماية و يكون بسبب خوف له ما يبرره من ان يتعرض للاصطهاد فى الدين او الجنسية او انتمائه لمجموعة اجتماعية خاصة او سياسية وفقا لاتفاقية اللاجئين عام 1951 والبرتكول الخاص بها عام 1967م.
أركان الهجرة الغير شرعية
الأول : الركن الشرعى ّ.
وهى تلك النصوص القانونية التى تجرم تلك الهجرة
الثانى الركن المادى
ويتمثل فى مغادرة التراب الوطنى بطريقة غير شرعية وله ثلاثة عناصر السلوك الإجرامي والنتيجة المعتقل عليها ورابطة السببية المادية
أسباب الهجرة الغير شرعية
( العولمة .)
معلوم أن كل عصر له مفاهيمه ومصطلحاته وقضاياه ومع ظهور القطب الأوحد الذى سيطر على العالم وجعل العالم وكأنه فى منظومة واحدة متكاملة بفضل ثورة الاتصالات تخضع بإرادته .
(الحروب والصراعات) الأهلية والعرقية والطائفية.
وكانت الهجرة الغير شرعية تتم من الشمال إلى جنوب البحر الأبيض المتوسط للاستعمار والاستغلال ثم تبدلت الهجرة إلى الشمال بسبب الفقر والحروب والنزاعات التى خلفها استعمار الشمال وحالة الضعف والفقر التى تركها خلفه
(أسباب اقتصادية)
عند المقارنة بين الدول من حيث مستوى الدخل والمستوى المعيشى يكون دائما لصالح الدول المستقبلة مما يجعل المهاجر يطمح فى تحقيق هذا الدخل ويصبح له حلم الهجرة
(الأسباب الاجتماعية )
وهى انحراف فى سلوك الأفراد عن المعايير المتعارف عليها والفشل فى حل المشكلات.
( أسباب سياسية )
وهى تمثل العلاقة بين الفرد والدولة والحرمان الساسى وتدهور حقوق الإنسان
(دوافع بيئية )
وهى لها دور مؤثر فى عوامل الطرد والجذب
ومع التطور التكنولوجى والعلمي الذى جعل العالم قرية صغيرة. مما جعل الشعوب فى الدول النامية و التى عانت من الاستعمار وجدت نفسها تعانى الفقر والحرمان ومشاكل اقتصادية وتدنى الدخول والمشاكل الاجتماعية و التى لم تستطع الحكومات الضغوطات خارجية ومجتمعية ان تلبى احتياجات شعوبها .
(ضعف التوعيية والإعلام )
إلى جانب ضعف التربيةو التوعية فهناك عوامل المحفزة الهجرة الغير شرعية .وهى تتجلى فى صور النجاح الاجتماعى للمغتربين بالإضافة إلى التقليد ومايرويه العائدين والذين هاجروا وفى غالبية الأحيان تكون غير حقيقية والوقوع فى فخ الإعلام الغربى الذى يصور ما وراء البحر الجنة الموعودة فيكون لديه حافز على ان ينتقل إلى الجهة الأخرى.
النظريات التى تفسر ظاهرة الهجرة الغير شرعية
هناك عدة نظريات تفسر ظاهرة الهجرة
(النظربة الأولى الكلاسيكية)
وهى العائد الاقتصادى والدخل المتوقع الذى سيعود عليه من الهجرة بعد حساب التكلفة والنفقات
(النظرية لثانية هى نظرية التبعية)
وهى تكون من الدول الاقل تقدما إلى الأكثر تقدما وفرص عمل وسبل معيشة وهذه هجرة العقول من الدول المحيطة إلى المركز حتى تظل دول المركز هى المسيطرة والدول المحيطة هى التابعة
(الثالثة هى النظرية الاجتماعية )
معظم المهاجرين لديهم مشاكل اجتماعية وعدم اندماج فى المجتمع وسوء الاستغلال والتميز العنصرية
الآثار المترتبة على الهجرة الغير شرعية
هناك عدة أثار للهجرة الغير شرعية منها الجوانب الأمنية والاقتصادية والاجتماعية
فعلى الجانب الاقتصادى فإن الهجرة تحدث عدم توازن بين العرض والطلب وانتشار العمالة العشوائية المنخفضة الإنتاجية وتزداد البطالة ويحدث ضغط على المرافق العامة كما قد تكون العمالة الغير شرعية مصدر الأوبئة والمشاكل وتؤدى إلى تدمر الخدمات الاجتماعية وصحة البيئة وانتشار السرقات والجرائم والتحرش … الخ
وكذلك ارتفاع معدلات الجريمة والتأثير الضار على الأمن الوطنى والسياسى وانتشار الخلايا الإرهابية .
الآثار التى تلحق بالمهاجر نفسه.
الذى يهاجر غير شرعى بحثا عن فرصة عمل يمر بعدة ازمات قد يموت غرقا فى البحر او يقبض عليه ويوضع فى السجن أو يصبح مطاردا ويصاب بالقلق و الاكتئاب والانشغال الزائد بالنفس وألذات والعزلة والشعور بعدم الانتماء والسخط من كل شىء وإزلال النفس
وبالتالى هو صيد سهل لأى تيارات إرهابية او أجهزة مخابراتية
آليات مكافحة الهجرة غير الشرعية
تتعدد الاليات التى يمكن عن طريقها علاج هذه الظاهرة سواء آليات اجتماعية واقتصادية اوآليات سياسية وقانونية
فمن الآليات الاجتماعية والاقتصادية
الاهتمام بالتربية والتعليم و التى لهما دور فعال فى بناء شخصية الإنسان وتوجيه سلوكه والتعليم هو سلاح الأمة التى تواجه كل تيارات الغزو الثقافى مع عدم إغفال دور الأسرة فى التنشئة السليمة وتدريب الشباب على كيفية مواجهة مواقف الفشل والإحباط وزيادة مد شبكات الأمن الاجتماعى على أسس تضمن تأمين المتطلبات الأساسية والاستقرار النفسى .
أما الآليات السياسية والقانونية .
فهى ان تعمل الدولة بدورها من أجل ضمان العيش الكريم الشعب وضمان حريته والحرص على أمنه لكى لايرغب أفراد الشعب فى ترك البلاد والهجرة منها ولو بطرق غير شرعية ضاربين عرض الحائط بالقوانين حتى ولو تعرضوا الهلاك او العقوبات .
حفظ الله الوطن