تعتبر صناعة الدواجن من اهم الانشطه الاقتصاديه حيث يصنف إنتاج الدواجن من بين أعلى مصادر البروتين الحيواني و تتعرض هذه الصناعه لكثير من المشاكل المتعلقة بالأمراض مسببه خسائر اقتصادية جسيمة. كما أدت السيطرة على الأمراض المرتبطه بتربيه الدواجن خلال العقود الأخيرة إلى زيادة كبيرة في استخدام الأدوية البيطرية.
تشكل الأمراض المعوية واحدا من مصادر القلق الاقتصادي في صناعة الدواجن حيث تؤدي إلى خفض الانتاج وزيادة معدلات النفوق في قطعان الدواجن. قديما تم استخدام المضادات الحيوية الغذائية كوسيلة للسيطرة على الأمراض المعدية تحسين أداء النمو وكفاءة الأعلاف و لكن علي المدي الطويل و مع الاستخدام الخاطيء وعدم الالتزام بالجرعات المناسبه ظهرت مشكله مقاومه البكتيريا للمضادات الحيويه حيث يشكل ذلك خطرا كبيرا من احتماليه انتقال هذه البكتريا إلى البشر. لهذا السبب دعت الحاجه الي استخدام بدائل اخري للمضادات الحيوية في مزارع الدواجن.
في الاونه الاخيرة تم تصنيف البروبيوتيك والبريبايوتكس و استخدامها كأغذيه وظيفيه وبديل جيد في مزارع الدواجن حيث يمكنهما تقليل الأمراض المعوية في الدواجن وتحسين الانتاجيه و التي تقوم ايضا بتعزيز النمو زيادة الاستجابة المناعية بشكل إيجابي لدي الطيور.
البروبيوتيك:
البروبيوتيك هي عبارة عن مكمل غذائي ميكروبي حي يؤثر بشكل مفيد على الطائر من خلال تحسين التوازن المعوي حيث تلتصق بكتيريا البروبيوتيك بالغشاء المخاطي للأمعاء حيث تكون حاجزا يمنع ارتباط البكتيريا المسببة للأمراض بجدار الامعاء كما تنتج مركبات وأنزيمات مضادة للبكتيريا و تعمل علي تنشيط جهاز المناعة. تعد بكتيريا Lactobacillus و Bacillus و Bifidobacteria أكثر أنواع البروبيوتيك شيوعا.
البروبيوتيك تضاف للاعلاف او مياء الشرب بغرض تنشيط الميكروبات النافعه و تقليل نشاط الميكروبات الضاره مما يؤدي لتنشيط النمو و تحفيز الجهاز المناعي. لا بد من توافر بعض الشروط لاستخدام البروبيوتك مثل قدرته على الإلتصاق بجدار الأمعاء
و قدرته على التكاثر الامعاءو عدم تأثره بالحموضة.
تتسبب الظروف البيئية القاسية مثل درجات الحرارة المرتفعة في حدوث إجهاد مناعي للطيور حيث من الممكن استخدام البروبيوتيك لتعديل الاستجابة المناعية و رفع كفاءة الأعلاف و تحسين جودة البيض من خلال انخفاض مستوى الكولسترول في صفار البيض وتحسين سمك القشرة و وزن البيض حيث يساعد ايضا علي زيادة مقاومة الدجاج لعدوى السالمونيلا أو الميكروب القولوني الكلوستريديوم بيرفرينجنز.
البريبايوتكس:
البريبايوتكس هي عبارة عن مكونات غذائية غير قابلة للهضم تؤثر بشكل مفيد على الطائر حيث تنتقل على طول القناة الهضمية مع تناول الطعام ويتم إخراجها من الطائر مع الأطعمة الأخرى غير المهضومة. كما تعمل ايضا علي تحفيزنشاط البكتيريا النافعة في الجهاز الهضمي و من اهم الانواع الأكثر شيوعا السكريات القليلة (كربوهيدرات غير قابلة للهضم) حيث تقوم البريبايوتكس بتوفير العناصر الغذائية للميكروبات المفيدة كما تمنع البكتيريا المسببة للأمراض من الالتصاق بالغشاء المخاطي في للأمعاء وبالتالي يقلل من حدوث العدوى في الطيور. يتم تخمير البريبايوتكس داخل القولون بواسطة البكتيريا المفيدة مثل Bifidobacterium و Lactobacillus.
و من اهم انواع البريبايوتكس:
Inulin type fructooligosaccharides (FOS)-1
Mannanoligosaccharide (MOS)-2
Transgalactooligosaccharides (TOS)-3
الخلاصه:
يعتبر استبدال المضادات الحيويه ببدائل اخري أمنه من احد اهم الوسائل التي تحافظ علي الحاله الصحيه للطيور و تحسن من الكفاءه الانتاجيه في صناعه الدواجن.
ان التحسن في صحة وكفاءه الأمعاء والجهاز المناعي تعتبر من اهم المعايير اللازمه لتقييم التغيرات الإيجابية الناتجة عن تغذية البريبايوتكس والبروبيوتيك. كما ان هناك العديد من العوامل التي يجب أخذها في الاعتبار قبل الاستخدام كبديل للمضادات الحيوية مثل نوع البكتيريا المستخدمة – طريقة إعطاء المنتج – والمكونات الموجودة في المركب.
كما يساعد استخدام البريبايوتكس والبروبيوتيك علي زيادة معدلات النمو وتحسين معامل التحويل الغذائي و زيادة مقاومة الأمراض.
د/ نهال محمود نبيل محمد – باحث بالمعمل المرجعي للرقابه البيطرية علي الانتاج الداجني (فرع الدقهلية) – معهد بحوث الصحة الحيوانية- مركز البحوث الزراعيه- مصر