السعودية : توجه نحو الزراعة العمودية و 26.6 مليون دولار لتشجيع الحفاظ على المياه
حجم السوق العالمية في مجال الزراعة العمودية يقدر بنحو 3.1 مليار دولار
تشهد الفترة الحالية توجهات مهمة من جانب المملكة العربية السعودية نحو تبني الزراعة العمودية، من أجل الحفاظ على المياه وتطوير النمط الزراعي تجاه تعزيز الأمن الغذائي في البلاد، وقد اعلنت السعودية عن تخصيص 100 مليون ريال (26.6 مليون دولار) لتجربة الزراعة العمودية في المملكة.
وتوجه السعودية ناحية الزراعة العمودية يواكب التطورات والثورات التى يشهدها قطاع الزراعى على المستوى الدولى وتعد من بين الثورات التي لم يكن يتوقعها خيرة خبراء الزراعة قديماً أن تنمو المزروعات في أماكن غير زراعية؛ وتستغني عن الشمس في نموها، فضلاً عن أنها تستهلك كميات قليلة جداً من الماء.
وهذه الزراعة الغريبة يطلق عليها “الزراعة العمودية” أو “الزراعة الرأسية”، التي تزرع فيها النباتات في قاعات مغلقة، لا تصلها أشعة الشمس!
الزراعة الرأسية
هي زراعة تحدث في طبقات بعضها فوق بعض، وتكون في أحد المباني الحضرية متعددة الطوابق، ولا ترى أشعة الشمس، بل يستعينون بالضوء البنفسجي بدلاً منه.
تعتبر الزراعة الرأسية طريقة ممتازة، خاصة للدول التي تعاني من نقص الأراضي الزراعية فيها، فضلاً عن أن هذه الطريقة تعمل على توفير المياه مقارنة بالطريقة التقليدية في الزراعة التي تستهلك كميات كبيرة من الماء، بالإضافة إلى أن الثمار تنضج فيها بشكل أسرع من الزراعة العادية.
مميزات الزراعة العمودية
المحاصيل في هذا النوع من الزراعة لا تتأثر بالظواهر أو العوامل المناخية المتقلبة، كالفيضانات والجفاف والاحتباس الحراري؛ لذا فلا خسائر فيها مثل الزراعة بالأراضي الزراعية.
وتكون كمية المحصول في المزارع الرأسية أكبر منه في الزراعة التقليدية؛ فعلى سبيل المثال فدان واحد من المزارع الرأسية يساوي 6 أفدنة في الأراضي الزراعية العادية.
وضمن مساعى السعودية لتعميق الزراعة العمودية افتتح وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس عبد الرحمن بن عبد المحسن الفضلي مؤخرا ورشة العمل الافتراضية الدولية الأولى التي عقدتها الوزارة حول «مستقبل الزراعة العمودية في المملكة»، ضمن جهودها نحو توطين وتبني تقنيات الزراعية الحديثة، بمشاركة رئيس جامعة الملك فيصل، الدكتور محمد بن عبد العزيز العوهلي، ونخبة من العلماء المحليين والدوليين المختصين بالزراعة العمودية، وعدد من الشركات السعودية والعالمية الرائدة في هذا المجال.
وبحسب المهندس الفضلي فإن العالم يشهد تطوراً متسارعاً في التقنيات المستخدمة في مجال الهيدروبونيك، والإيروبونيك، والإكوابونيك، إلا أن هناك تحديات وعقبات تواجه التطور، تتعلق بمستوى تقنية المباني والمنشآت والمحاليل المغذية والإضاءة وأنواع المحاصيل المنتجة، وتحتاج إلى حلول عاجلة وفعالة.
وأوضح الفضلي أن الوزارة قد عملت على إقرار الاستراتيجية الزراعية، وتعمل مع شركائها المحليين والدوليين من مؤسسات علمية وبحثية وقطاع خاص، لتوطين وتبني التقنيات الحديثة الواعدة، إيماناً بأن هذه التقنيات هي إحدى أهم الوسائل الممكنة لدعم الأمن الغذائي، ليس على مستوى المملكة فقط، بل على مستوي العالم.
وبحسب وزير البيئة والمياه والزراعة أيضا تعد تقنيات الزراعة العمودية إحدى المحاور الرئيسية لتطوير الزراعة والمحافظة على المياه في المملكة ، حيث خصص (100) مليون ريال لهذا الغرض، كما تم تنظيم وتسهيل إجراءات الحصول على التراخيص”، مبيناً أن من الجهود التي تبذلها الوزارة في مجال التقنيات الحديثة دعم الإقراض من خلال صندوق التنمية الزراعي بنسبة (70%). ومن أهم المخرجات الرئيسية لنمو أسواق الزراعة العمودية إنتاج غذاء ذي جودة عالية، وخال من متبقيات المبيدات والملوثات، ويواكب الزيادة السكانية المطردة في العالم.
وأوضح الفضلي أن من الجهود التي تبذلها الوزارة في مجال التقنيات الحديثة دعم الإقراض من خلال صندوق التنمية الزراعي بنسبة 70 في المائة، ما أبرز كثيراً من النماذج المحلية الناجحة، التي يعول عليها في تطوير هذه التقنيات والأنشطة، مؤكداً أن أهم المخرجات الرئيسية لنمو أسواق الزراعة العمودية إنتاج غذاء ذي جودة عالية، وخالٍ من متبقيات المبيدات والملوثات، ويواكب الزيادة السكانية المطردة في العالم.
وأكد نائب المدير العام للائتمان في صندوق التنمية الزراعية بدر المالك، على تقديم التسهيلات الائتمانية المالية من صندوق التنمية الزراعية للزراعة العمودية، كما استعرض الرئيس التنفيذي لشركة إيروفارم الأميركية، ديفيد روسنبرغ، دور الزراعة العمودية في المساهمة في الأمن الغذائي عبر إنتاج مجموعة كبيرة من المحاصيل، بما فيها الخضار والفواكه، كما استعرض الدكتور فرانسيسكو أورسيني من قسم العلوم الزراعية والغذائية بجامعة بولونيا الإيطالية كفاءة استخدام الموارد في الزراعة العمودية.
وأوصى المشاركون في الورشة بأهمية تمكين المستثمرين والمزارعين من المصادر الضرورية للزراعة العمودية، من ماء وطاقة وأرض، إضافة إلى ضرورة تطوير السياسات والقوانين لتشجيع الزراعة العمودية لتسهيل إجراءات اعتمادها، وتشجيع البحث والتطوير عبر الدعم الفني والمالي لمواكبة التطور في الزراعة العمودية، وبناء القدرات وتقوية انسياب المعلومات والمعارف للمستثمرين والمزارعين وتمكين الإرشاد في ذلك.
يذكر أن حجم السوق العالمية في مجال الزراعة العمودية يقدر بنحو 3.1 مليار دولار في عام 2018. في وقت سيكون هناك نمو بمعدل كبير، يصل إلى 22.1 مليار دولار في عام 2026 وبمعدل نمو مركب يقدر بنمو 27.7 في المائة.