الدكتورة رشا صالح تكتب: إستاكوزا المياة العذبة
إستاكوزا المياه العذبة هي قشريات برمائية تعيش في المياة العذبة , يطلق عليها أسماء عديدة منها، إستاكوزا المستنقعات الحمراء أو جراد البحر الأمريكى وتعرف فى مصر باسم صرصورالنيل.
تضم إستاكوزا المياه العذبة أكثر من 500 نوع تندرج تحت ثلاث عائلات, كامباريدا ((Cambaridae , باراسياسيدا ((Parastacidae , أساسيدا ( (Astacidae
تعد أستاكواز ” بروكامبرس كلاركى ” من أشهر أنواع الإستاكوزا وتندرج تحت عائلة
كامباريدا وتسمى إستاكوزا المستنقعات الحمراء وهى الأكثر انتشارا فى مصر, كما أنها تمثل 75٪ من إجمالى محصول الإستاكوزا فى العالم.
إستاكوزا المستنقعات الحمراء تلعب دورا اقتصاديا قويا وهاما في أكثر من منطقة في العالم, حيث يوجد العديد من المصايد الطبيعية في بلاد عديدة مثل الصين وأسبانيا والبرتغال والمناطق الجنوبية في الولايات المتحدة الأمريكية. إستاكوزا المستنقعات الحمراء تستزرع وتستهلك كغذاء للانسان في العديد من الدول. تحقق إستاكوزا المستنقعات الحمراء إيرادات عالية بما يزيد عن 150 مليون دولار أمريكي سنوياَ حيث يتم الحصول عليها من المصايد الطبيعية والاستزراع المائي لها في ولاية لويزيانا في أمريكا الشمالية.
الشكل والنمو:
تتميز الإستاكوزا بالجسم الإنسيابى والهيكل الخارجي الشبة صلب , نتيجة لوجود طبقة من الدهن وطبقات من الكيتين, التي تجعل الهيكل الخارجي صلب مثل الخشب. يتراوح طول الافراد الناضجة منها حوالي 5 إلى 12 سم ويتراوح عمرها ما بين سنة ونصف السنة إلى سنتين فى المياه الطبيعية بينما يصل إلى 4 سنوات فى المزارع.
يتميز الجسم بالشكل المفصلي حيث أن كل مفصل وزوائده مهيئا لعمل ما, وتتميز الإستاكوزا بلونها الأحمر على الجانبين مع بعض السواد على الجبهة السطحية من الجسم غير أن الأفراد الغير ناضجة جنسياً تظهر بلون بنى غامق , كما أن الاستاكوزا تتميز بخصوبتها العالية والقدرة علي مقاومة الامراض.
استاكوزا المياه العذبة
الإستاكوزا لها كلابات قوية تكون مفلطحة مثلثة الشكل فى الذكور أكثر منها فى الإناث ، كما تحتوى الذكور الناضجة على مخالب للتزاوج عند قواعد الأرجل الثالثة والرابعة بينما تحتوى الإناث على مستقبلات منوية . عادة ما يحدث تزاوج الإستاكوزا فى الجحور والشقوق أكثر منه فى المياه المفتوحة .
عادة ما تكون مرتين فى السنة أحدهما فى أبريل (منتصف الربيع) والآخر فى سبتمبر (أوائل الخريف). تضع الأنثى بيضها ويتراوح عدد البيض 200 الي 600 بيضة حسب حجم الأنثى . يفقس البيض بعد حوالي أسبوعين حيث تلتصق الصغار بأمهاتهم ليصبح طولها 5 ملليمتر بعد يومين ، وتمر بمرحلتين انسلاخ من خلال 2-3 أسابيع من الفقس تصبح بعد ذلك قادرة على ترك أمهاتهم وتنمو إلى 2 سم بعد شهر, و 8 سم بعد 3 شهور. تتحمل الاستاكوزا مدى واسعا من درجات الحرارة (من 10 درجة مئوية إلى أكثر من 30 درجة مئوية.
التغذية وأماكن تواجدها:
تعيش إستاكوزا المستنقعات الحمراء في المياه العذبة الراكدة والجارية، الجداول بطيئة الجريان, المستنقعات, القنوات، المناطق الموحلة, البرك، الخ.، خاصة في وجود النباتات ومخلفات أوراق النباتات. إلا أنها تتجنب الجداول والقنوات ذات التيار الشديد. الأستاكوزا لديها القدرة علي حفر الجحور التي تعيش بداخلها وتستطيع الخروج من الماء والتعرض للهواء, وهي سريعة النمو. و تختبئ أثناء فترات الجفاف أو البرد.
تعرف الإستاكوزا بتغذيتها المتنوعة فهي تتغذى على النباتات المغمورة, الحشائش,
البقايا العضوية، القواقع , يرقات الحشرات المائية والقشريات , زريعة الأسماك والأسماك صغيرة الحجم وصغار الضفادع والكائنات الدقيقة من بكتريا وفطريات وطحالب وكذلك تظهر ظاهرة الافتراس واضحة فى الإستاكوزا حيث يفترس القوى منها الضعيف .
يختلف نوع غذاء الاستاكوزا حسب السن ، حيث تتغذى الصغار على الحيوانات اللافقارية بينما يمثل الغذاء النباتى معظم الوجبة للإستاكوزا الناضجة .
استزراع الإستاكوزا :
يعتمد استزراع إستاكوزا المستنقعات الحمراء على الإنتاج الموسع في الأحواض الطينية. تعطى فترات الإستمرار في المياه المفتوحة الفرصة للإستاكوزا للتغذية والنمو والنضوج. تتحمل الإستاكوزا فترات الجفاف من خلال حفر الجحور والاختباء فيها من المفترسات والأعداء والحصول على الرطوبة اللازمة لبقائها وتكاثرها في أمان.
تنقسم استراتيجيات استزراع إستاكوزا المستنقعات الحمراء إلى نوعين, النوع الأول وهو الاستزراع أحادي النوع، حيث يتم استزراع وحصاد هذا النوع بمفرده، ويحدث الإنتاج في نفس الموقع ولدورات إنتاجية عديدة. أما الاستراتيجية الثانية فتتبنى نظام تبادل المحصول حيث يتم استزراع الأرز ومحاصيل أخرى أحيانا بالتبادل مع الإستاكوزا .
الإستاكوزا في مصر :
في مصر ظهرت أستاكواز المياه العذبة منذ أوائل الثمانينات حيث تم جلبها من الولايات المتحدة الأمريكية بطريقة غير مشروعة عن طريق أحد مستثمري المزارع السمكية الخاصة بمحافظة الجيزة وذلك اعتقاداً منه بأنها جمبرى مياه عذبة . ولما نمت وظهرت بكلاباتها القابضة الضخمة ولونها الأسود ، تخلص المستثمر منها بإلقائها فى مياه النيل ومنها تسربت مع تيار المياه إلى شبكة الرى بمحافظات الدلتا . ثم اتجهت عكس التيار باتجاه محافظات الصعيد وتم رصد أعداد كبيرة منها فى الفيوم وبنى سويف والمنيا ثم فى أسيوط وقنا وإلى باقى نهر النيل حتى أسوان .
أهمية الإستاكوزا :
أظهرت الدراسات أن التحليل الكيميائي للإستاكوزا هو 62,6٪ بروتين, 17,5٪ كربوهيد رات ، 7٪ ماء ، 3,1٪دهون ، 2834 ملليجرام كالسيوم/ 100 جرام ،343,6 ملليجرام فوسفور/ 100جم , 11,7 ملليجرام حديد/ 100 جم , 15,1 ملليجرام زنك/ 100جم , 0,9 ملليجرام سيلينيوم/ 100جم لذلك فهي تعتبر مصدر غذاء بروتينى حيوانى رخيص للانسان, كما أنها تستخدم بعد تجفيفها أو طحنها كعلف للدواجن والأسماك وتستخدم الأحجام الصغيرة كطعم لصيد السمك.
يجب حفظ الإستاكوزا حية حتى طهيها أو تجميدها حيث أن الإستاكوزا الميتة تتحلل بسرعة نتيجة لخروج أنزيمات هاضمة قوية من الكبد والبنكرياس. تظل الإستاكوزا المجمدة صالحة لمدة 4-6 شهور . تجهز الإستاكوزا المجمدة والغير مجمدة بوضعها مباشرة فى الماء المغلى لمدة عشر دقائق وبعد ذلك يمكن استخدام الإستاكوزا كطعام فى صورة مسلوقة أو محمرة أو مشوية ، أو مدخنة .
من أهم فوائد الأستاكوزا انها تتغذي على مخلفات المحاصيل مثل مخلفات محصول الأرز بعد جمع الحبوب والتبن. تستخدم كمقاومة بيولوجية لقواقع البلهارسيا حيث أنها تتغذى على هذه القواقع مما يساعد على مقاومة مرض البلهارسيا .
تتعرض الإستاكوزا إلى عدد من الأمراض بعضها بكتيرية , منها البكتريا الموجودة بالدم والأعضاء الداخلية والبكتريا التي تصيب الخياشيم والهيكل الخارجى وأخرى فطرية وأخطرها الطاعون الذى يسببه فطر Aphanomyces. كذلك تصاب بانواع كثيرة من الطفيليات منها بروتوزوا خارجية التي تصيب الخياشيم, البرانكيوبوديلليد (Branchiobdellidae) التي تصيب السطح الخارجي للهيكل, والميكروسبوريديا التي عادة ما تصيب العضلات ويطلق عليه المرض الخزفي (مرض البورسلين ). مما يؤدي إلى خفض القابلية للتسويق وصغر حجمة.
تعتبر الاستاكوزا مصدر غذائي للانسان بما تحتويه من بروتينات ومعادن هامة للجسم , وقد اتجه العديد من الصيادين الي العمل في مشروع الاستاكوزا وخاصة بعد ان فتحت الشركات الصينية مصانع في مصر لمعالجة وتصديراستاكوزا المستنقعات الحمراء للخارج , وهذه فرصة جيدة للاستثمار عن طريق التوسع في استزراعها في مصر.
د/ رشا صالح عبد الفتاح عبد اللطيف- معهد بحوث الصحة الحيوانية – مركز البحوث الزراعية – مصر