الدكتور صلاح يوسف يكتب : يوسف والى.. تأشيراته القويه وسياساته التى لم تكن بمعزل عن الدولة
رحم الله الاستاذ الدكتور يوسف والى نائب رئيس الوزراء ووزير الزراعة وإستصلاح الاراضى
رحل عن دنيانا الغادرة الرجل السياسي الزراعي الأول والفريد في مصر خلال حقبة مصر الزراعية الحديثة.
بالرغم من كبر سنه ومرضه في السنوات الأخيرة رحمه الله وتجاوز عن سيئاته وبارك الله في حسناته إلا أن خبر وفاة الأستاذ الدكتور يوسف والى كان مفاجئا لى ومحزنا لى حينما أخبرنى به الصديق العزيز الأستاذ الدكتور على مهيب معزيا إياى ولم أكن قد تابعت أى أخبار صباح اليوم..
تمتع الدكتور يوسف والى رحمه الله بسمعة طيبة أثيرة بين كل من عرفه عن قرب، وكان الجميع يصفه بالرجل الصوام الزاهد في الدنيا وبكثير من الصفات الكريمة و الأخلاق العالية، أحبه كل من اقترب منه وإحترمه كل من ابتعد عنه لسبب أو لآخر..
وإذ كنت أقدم التعازى لنفسي وللوسط الزراعى كله فأخص بالتعازى أهل الدكتور يوسف والى وعائلته السادة المحترمين الذين أكن لكل واحد منهم الاحترام والتقدير والود الخاص وخاصة من تعاملت معه عن قرب سواء كانت فترة محدودة أو طويلة نسبيا بحكم العمل والنشاط في مجال التخصص وهو أمراض النبات.
تمتع الدكتور يوسف والى بشخصية سياسية وادارية فريدة حيث إستحوذ على ثقة رئيس الدولة أو قيادة الدولة والعالم الخارجى لسنوات طويلة سواء خلال مدة توليه المسؤولية أو حتى بعدها وحتى وفاته رحمه الله.
وإمتازت شخصية الدكتور يوسف والى السياسية بقدرته الفائقة على تنفيذ أحلام وطموحات القيادة السياسية لمصر وهى صفة قلما ما يتصف بها سياسى بارع خاصة في أقوى مجال حقيقى على أرض مصر وهو الزراعة والمجتمع الزراعى، وهنا لا يجب أن نضع سياسات الدكتور يوسف والى في الميزان بمعزل عن الدولة لأنها كانت أولا وأخيرا سياسات دولة وليست شخص الدكتور وفكره البحت، بل امتازت فترة إدارته الحزب الحاكم باستقرار الحزب والنشاط السياسي فى مصر، ولم يهتز الحكم في مصر إلا بعد إبعاده بالمكائد التى تنتشر عامة وكثيرا في بلاط الحكم في دول العالم وخاصة التى تحبو في طريق النمو.
للدكتور يوسف والى أيادى بيضاء على الزراعة في مصر التى تولى أمرها بمفرده لمدة تزيد عن مدة أكثر من ٥٠ وزير زراعة معا تولوا الزراعة، تم في عهده استصلاح معظم اراضى الاستصلاح في مصر، وتم اعداد هيكل وزارة الزراعة وواجباته بل ومعظم التشريعات الزراعية السارية حتى الآن.
اتسم الدكتور يوسف والى رحمه الله بقوة التأشيرات ودقتها وقصرها وفعاليتها على الطلبات التى كانت تقدم إليه، والتى كانت معظمها بحكم التشريع وقوة القانون.
تمتع الدكتور يوسف والى بالذاكرة القوية حتى أيامه الأخيرة، كما تميز بأنه أحد أهم الصناديق التى تكمن وتختزن بها سياسات ودهاليز وخبايا السياسة المصرية حتى وصل به الحال أنه حينما كان يسمع خبرا قصيرا جدا يستطيع أن يعرف أو على الأقل يتوقع كل ما وراءه لحدوثه وكل ما أمامه للمستقبل، كما تميز بقلة كلامه أو انعدامه تقريبا بدرجة جعلته أمينا ومأمون الجانب في نفس الوقت من حيث دهاليز الحكم و القيادات السياسية والسياسات.
تمنيت أن أسجل حديثا خاصا بينى وبينه رحمه الله ليكون للتاريخ ولكن ربما خطورة مثل هذا الحديث هى ما جعلتنى أؤجله حتى أنه لم يتم ولن يحدث.
لست هنا لأقيم سياسات الراحل الاستاذ الدكتور يوسف والى وهو أكبر من هذا حتى وإن اختلفت الرؤى وهذا صحى، ولكن لنعزي أنفسنا جميعا برجل نادر الصفات كريم الأخلاق تولى مسؤولية الزراعة والغذاء والمساهمة في إدارة شئون مصر السياسية لمدة قربت من ربع قرن.
رحم الله سيادة النائب الأستاذ الدكتور يوسف والى رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.
وزير الزراعة واستصلاح الأراضي الأسبق