لم أكن أعرف الأستاذ حسنين كروم على المستوى الشخصي، فهو من جيل الأساتذة بالنسبة لنا نحن الصغار على رأي أستاذنا الراحل الدكتور كمال بشر نائب رئيس مجمع اللغة العربية.
ولم يجمعني بالأستاذ حسنين كروم عمل صحفي في مؤسسة واحدة، إلا إنني كنت أتابع تقريره الفريد، أهم تقرير في الصحافة العربية يقدم قراءة وسياحة ماتعة في بطون الصحافة المصرية بحيادية ومهنية، في صحيفة القدس اللندنية، وكثيراً ما كان يشير إلى بعض ما أكتبه سواء في مقالي في اللواء الإسلامي أو في المعارك الصحفية التي كنت أخوضها دفاعاً عن الثقافة العربية الإسلامية الأصيلة ضد كل مفتئت أو مخرب.
بل أحياناً كان يضع الأستاذ كروم عنوان تقريره من موضوع في مقالي، إلى أن جمعنا الصالون الثقافي في منزل السفير السعودي في القاهرة السفير هشام ناظر، رحمه الله، والذي كان ينعقد كل أربعاء تحت مسمى المقعد، فقدمني إليه الراحل “عم” إبراهيم راشد نائب رئيس تحرير أخبار اليوم ورئيس تحرير اللواء الإسلامي الأسبق.
وقال له يا حسنين بيه أقدم لك ابننا الأستاذ حازم عبده، صحفي كويس جداً، فرد “عارفه كويس وبتعجبني مقالاته” منذ تلك الفترة كنا نلتقى أسبوعياً وعندما سافرت إلى المملكة العربية السعودية ظللت على تواصل معه تليفونياً للاطمئنان عليه.
الراحل حسنين كروم
في هدوء رحل هذا العلم في ميدان الصحافة والثقافة والأدب، المثقف الوطني الذي لم يخلط بين انتماءاته الفكرية وبين العمل المهني الصحفي، فلم يفرق بين صحفي من تياره الفكري وبين غيره، حتى لو كان مناقضاً لانتمائه الفكري، رحم الله النبيل حسنين كروم.
كاتب صحفى مصرى – نائب رئيس تحرير جريدة اللواء الإسلامي