تحديث لوضع فيروس الالتهاب الشعبي المعدي في مصر من خلال دراسات التصنيف الجيني و الضراوة و الحماية
مرض التهاب الشعب الهوائية المعدي, مرض فيروسي حاد معدي بشكل كبير يصيب الدجاج , تدوم فترة حضانة الفيروس من 18 الي 36 ساعة. يتميز بعلامات أو أعراض تنفسية مثل صعوبة التنفس ، العطس ، السعال ، وأفرازات أنفية .في بعض الإصابات يلاحظ حدوث آفات عيانية في الكليتين والذي تسببه بعض العترات وكذلك حصول نزول ملحوظ في إنتاج البيض. و قد تصل نسبة النفوق الى 25% في مزارع التسمين.
المسبب:
فيروس التهاب الشعب الهوائية المعدي و هو فيروس من نوع الــكورونا ويعتبر فيروس حساس ويقتل بالمطهرات الشائعة و المستعملة في عنابر الدجاج مثل الكلور و البتادين و فيركون اس و TH4+. فيروس مرض التهاب الشعب الهوائية المعدي لا يلازن كريات الدم الحمراء كما هو الحال مع فيروسات مرض نيوكاسل ومرض الأنفلونزا ، و هناك اختلافات انتيجينية بين العترات، وقد تم توصيف الكثير من الأنماط الانتيجينية. و تتواجد لقاحات من عدد من هذه الأنماط الانتيجينية مثل عترة كونكتكت وعترة ماساتشيوستس، ولكن المناعة المتبادلة بين عتر اللقاحات مختلفة بشكل كبير. بعض عترات التهاب الشعب الهوائية المعدي لها قابلية لإصابة النسيج الكلوي وتسبب اضرار عالية.
السيطرة على المرض: هنالك لقاحات مضعفة حية تستعمل في الدجاج للحماية من الإصابة .
التحصين يكون فعالاً فقط ، إذا كان اللقاح يتحوي على الانواع الانتيجينية المناسبة لذلك البلد .
هنالك بعض التحصينات الحية مخلوطة مع لقاح مرض نيوكاسل ولكن قد تسبب إعاقة مناعية إذا لم تكن منتجة بشكل جيد ومحسوب .
الجو البارد يساعد على حدوث و انتشار هذا المرض. المفتاح للسيطرة الناجحة هو التشخيص الصحيح للمسبب او المسببات ( نوع واحد من الفيروس او عدة أنواع من نفس الفيروس ) من هذا الفيروس و التي تنتشر في المزارع . عدم الحماية التي توفرها بعض التحصينات يعود سببها الى أن فيروس التهاب الشعب المعدي يتحور و يتبدل بإستمرار مما يجعل إيجاد أفضل لقاح مناسب أمر فيه صعوبة. عمل لقاحات من العتر المعزولة محليآ يساعد على توفير حماية ، و لكن يجب معرفة بانه قد تكون هنالك انواع اخرى من هذا الفيروس تسبب مشاكل لذلك يجب التأكد من حين لآخر خاصة عند حدوث إصابات في الدجاج المحصن. يجب تحديد اكثر الأنواع انتشارآ وعمل فحص جزيئي عليه و استعماله مع انواع اخرى لتوفير حماية واسعة المدي. عند حدوث هجمات مرضيه يجب معرفة نوع الفيروس المسبب و إيجاد أقرب لقاح يوفر تشابه معه من الناحيه الانتيجينية . في هذا المجال يجب أن تساعد الشركات المنتجه للقاحات بمعرفة ذلك. و هذا يعني إستعمال نوع او نوعان و كحد أقصى ثلاثة انواع للحصول على حماية واسعة دون الأضرار بالجهاز المناعي للدجاج. مستوى الحماية ضد مرض التهاب القصبات المعدي يتوقف على كثافة التربيه و الفصل السنوي و مقدار التثبيط المناعي الذي تعرض له الدجاج – على سبيل المثال الإصابه بمرض الجمبورو – و قابلية تعرض المزرعة للمرض. هنا يتبين أهمية الأمان الحيوي للعنابر لمنع دخول الأمراض إليها بشكل عام.
أزمة مزمنة لصناعة الدواجن
يمثل فيروس الالتهاب الشعبي المعدي أزمة مزمنة لصناعة الدواجن في مصر في السنوات الأخيرة. يرجع ذلك بصورة رئيسية الى ظهور نوع جديد متحور من الفيروس, و الذي يمتلك صفات أكثر ضراوة. و قد صاحب ظهور الفيروس زخما على مستوى الدراسات المتعلقة بالدراسات الجينية و قدرة اللقاحات الحالية على مواجهة الفيروس الجديد المنتشر في المزارع المصرية. الا انه و رغم مرور عشر سنوات على ظهور النوع الجديد, مازلنا نفتقد القدرة على السيطرة على وضع الفيروس. يستدعي ذلك الوضع التساؤل حول مدى قدرة اللقاحات الحالية على حل مشلكة الالتهاب الشعبي المعدي بصورة جذرية, و ما اذا كانت اللقاحات تزيد من سوء وضع الفيروس من خلال زيادة قدرة الفيروس الحقلي على التحور الجيني. قد يبدو أن كلا التساؤلين يحملان معنى متقارب, الا أن شتان الفارق بينهما. اجابة السؤال الأول قد تحمل توجيها لتطوير لقاحات أكثر كفاءة أو أكثر ملائمة لمواجهة الفيروس الحقلي. أما اجابة السؤال الثاني فقد تؤدي الى رؤية مغايرة حيث الحاجة الى منظور مختلف و اليات متمايزة تماما عن الحالية لمواجهة الفيروس.
لا توجد احصائيات دقيقة لخسائر الاي بي في مصر خلال العشر سنوات الأخيرة. الا أنه لا شك في فداحة الخسائر الاقتصادية بالأخذ في الاعتبار رفع الفيروس لمعدل النافق, و تقليل انتاجية جودة البيض, و تأثيره على معامل التحويل لدواجن التسمين. اضافة لذلك, يرفع سعر التحصين (حي أو ميت) من تكلفة الدورة على المربي, و هي تكلفة مهدرة في حالة فشل التحصين في منع حدوث الاصابة بالفيروس.
تقييم وضع الفيروس و اللقاحات الحالية
اعادة تقييم وضع الفيروس و اللقاحات الحالية ضرورة لتحسين سبل السيطرة على المرض و توجيه تطوير اللقاحات. اعادة قراءة وضع فيروس الاي بي في مصر سييسر رفع كفاءة الاستراتيجية القومية في مواجهة المرض, و ذلك سيعود بالنفع المربيين بوجه خاص و صناعة الدواجن بوجه عام.
في دراسة سابقة لعترات فيروس الالتهاب الشعبي المعدي المصري تمايزت العترات المصرية الى فرعين متباعدين جينيا, و لم يكن هذا التمايز نابع من تطور الفيروس زمنيا حيث تتواجد عترات قديمة و حديثة في كلا الفرعين. لم يتم تتبع أثر هذا التمايز على مستوى الضراوة أو كفاءة اللقاحات, رغم ما قد يكون له من أثر, نتيجة احتمالية وجود نوعين متمايزيين من الفيروس و ليس نوع واحد كما يتم التعامل معه دوما من قبل الباحثين أو مطوري اللقاحات.
هل هناك حاجة لتطوير لقاحات جديدة, و ما هو سبيل التطوير ان كان لا بد منه, هل العترة المحلية المستخدمة تقدم نتائج أفضل لنوعي الفيروس السائدين في الحقل المصري, و هل هناك حاجة الى الأخذ في الاعتبار اضافة عينة من الفرع الاخر للتحصين؟ كل تلك التساؤلات تحتاج البحث الدؤوب للاجابة عليها.
د/ معتز السيد – باحث المعمل المرجعي للدواجن – معهد بحوث الصحة الحيوانية – مركز البحوث الزراعية – مصر