الدكتور أحمد عامر يكتب : الحشرة الفتاكة و مستقبل الزراعة فى مصر
حشرة الحشد الخريفي.و يطلق عليها الحشرة الجياشة لأنها تهاجم المحصول فى تجمعات كبيرة.و هى تعد ضمن أحدث أعداء المزارعين في مصر و إفريقيا في الفترة الأخيرة، والاسم العلمي لها يأتي من اللغة اللاتينية Spodoptera frugiperda، وتعني كلمة frugiperda “الفاكهة المفقودة” بسبب قدرة هذه الدودة على تدمير المحاصيل، وأصل هذه الدودة هو القارة الأمريكية.
وبحسب تقرير صدر عن منظمة الأغذية والزراعة العالمية” الفاو” فإن تلك الحشرة وصلت إلى إفريقيا لأول مرة عن طريق سفن أو طائرات الشحن فى جنوب افريقيا في مطلع 2016، وبعد ذلك نشرت أجنحتها في جميع أنحاء القارة وتنقلت من بلد إلى آخر حتى اجتاحت أكثر من 40 بلدا، وأصبحت هذه الدودة تنتشر بسرعة وتلتهم المحاصيل ولا يمكن التخلص منها، وتتغذى على أكثر من 80 محصولا من بينها الذرة الشامية، والذرة الرفيعة، الدُخن، قصب السكر، ومحاصيل الخضروات والقطن، ولكنها تفضل الذرة.
ونظرًا لقصر دورة حياة هذه الدودة الذي لا يتعدي الشهر، ومع صعوبة القضاء عليها في طور اليرقة، لأنها تحفر بعمق داخل الأعواد المصابة مما يقلل فائدة الرش الهوائي، كل هذه العوامل يجعل من الصعوبة السيطرة عليها مما يهدد مستقبل الزراعه في مصر.
أنّ المراهنة علي وزارة الزراعة وحدها للتصدي لهذه الآفه رهان خاسر، وعلي الدولة كلها حكومة وشعبًا التصدي لهذا الخطر المدمر بكل الأساليب المتاحة، مع التوعيه المستمرة للمزراعين بكيفية تلك المكافحة.
مشكلة هذه الحشرة ان لها مناعة لاكثر من مبيد ومركب. كما ان قدرة الفراشة على الطيران لمسافة قدتصل الى ١٠٠كيلو متر فى الليلة. وتضع تقريبا الف (١٠٠٠)بيضة فى الجيل الواحد. أن برنامج المكافحة باستخدام المبيدات يجب أن يراعي في اختيار المبيد العمر النباتي والعمر اليرقي في حالة البادرات والنموات الحديثة، وكذلك وقت الرش و كيفيته.
وينبغي استخدام مبيدات التى تحتوى على “الكلوروبيريفوس” او اباماكتين بنزوات، وفي جميع الأحوال لايسمح بجمع اعواد الذره أو دخول حيوانات المزرعة الي الحقل قبل مرور أسبوعين من الرش. حاليا يقوم اساتذتناو زملاءنا بمركز البحوث الزراعية متمثلا فى معهد بحوث وقاية النبات و المعمل المركزي للمبيدات للتوصل الى مبيد فعال للقضاء على هذه الحشرة المدمره فى كل اطوارها. حفظ الله بلادنا من كل سوء ومكروه.