أخباررئيسيزراعة عربية وعالميةمجتمع الزراعةمقالات

الدكتور على عبد الرحمن يكتب : مكافحة الاتجار بالحياة البرية ..احترامها وحمايتها

تقدر قيمة الاتجار غير المشروع بأنواع الحيوانات الحياتية المهددة والمعرضة للانقراض بما يتراوح بين 10 و20 بليون دولار سنويًا، كما يهدد الطلب الشديد المتزايد على المنتجات المستمدة من الحيوانات البرية الشهيرة في أفريقيا وجنوب آسيا- مثل الفيل ووحيد القرن والنمر – السلام والأمن في هاتين المنطقتين.
• يؤثر فقدان التنوع البيولوجي على إمدادات المياه العذبة وإنتاج الطعام، ويسلب الموارد الاقتصادية من المجتمعات المحلية.
• وتعتمد الأسر الريفية في البلدان النامية على الحيوانات والنباتات البرية المحلية لتلبية احتياجاتها الاقتصادية.
• ومن المحتمل، على سبيل المثال، أن تفقد الدول النامية عائداتها من السياحة في حال لم تتمكن من الاعتماد على الأنواع الحيوانية الفريدة فيها لجذب الزوار.
• يجذب الطلب المرتفع، إلى جانب مسائل الصعوبة في فرض تطبيق القانون، الشبكات الإجرامية العابرة للحدود الدولية المتورطة أيضًا في عمليات تبييض الأموال والاتجار بالأسلحة والمخدرات.
• تولد الأسعار المرتفعة لمنتجات الحيوانات الفساد، ما يهدد سيادة القانون ويحبط التنمية الاقتصادية في البلدان التي تزود هذه المنتجات.
• وفي حين يستحيل تعقب أعداد هذه المجموعات من الحيوانات بشكل دقيق، إلا أن عمليات القتل غير المشروع أخذت تشكل أزمة في أعدادها.
• حيث يوجد الآن حوالي 25 ألف حيوان تقريبًا من وحيد القرن في العالم، وقد انخفضت أعدادها عما كانت عليه في منتصف القرن العشرين حيث كان يبلغ عددها 600 ألف حيوان.
• وفي دولة جنوب أفريقيا، حيث يوجد معظم حيوانات وحيد القرن، يُقتل وحيد قرن واحد كل 13 ساعة طلبًا لقرنه.
• وهناك تقريبًا 600 ألف فيل في أفريقيا، وهذا يمثل ثلث عددها قبل بضعة عقود.
• ويقدر الخبراء أن تم قتل 25 ألف فيل أفريقي في العام 2011 طلبًا للعاج (ولا توجد أرقام موثوق بها عن الفيلة في جنوب آسيا).
• وإذ يقتل عدد أقل من النمور، غير أن هناك أزمة في المحافظة عليها.
• واليوم لم يبق سوى حوالي 3200 نمر في البراري، ولا يشكل هذا سوى 3 بالمئة من عددها قبل قرن واحد. وقد انقرضت النمور في 11 بلدًا من البلدان الـ 24 الآسيوية التي كانت تعيش وتتكاثر فيها.
• وعادة ما يكون حراس الغابات المحليون وأجهزة فرض تطبيق القانون المحلية غير مؤهلين لمواجهة الصيادين المسلحين ببنادق آلية من نوع إيه كيه 47 إس وقنابل يدوية، أو التصدي لشبكات الاتجار التي تحاول رشوة الموظفين الحكوميين لتسهيل نقل أجزاء الحيوانات التي يتم صيدها عبر الحدود.
• وتحذر السلطات من أنه في بعض البلدان من المحتمل أن تمول عائدات الحيوانات البرية التي يتم اصطيادها شراء الأسلحة والذخائر، مما يفاقم حدة النزاعات الإقليمية.
• ويفيد مسؤولون في مكتب شؤون المحيطات والبيئة والعلوم في وزارة الخارجية الأميركية أن الاتجار بالحيوانات البرية قد يشكل خطرًا على الصحة العامة.
• فهناك نسبة تصل إلى 75% من الأمراض التي تصيب الإنسان- مثل مرض السارس أو انفلونزا الطيور أو فيروس إيبولا- وفيروس كرونا، قد تكون أسبابها عوامل معدية تنتقل من الحيوان إلى الإنسان.
• وتتجاوز عمليات الاتجار غير المشروع بالحيوانات أو بأجزائها أنظمة المراقبة الصحية العامة، ويمكن أن تعرّض السكان البشر إلى خطر الإصابة بالأمراض.
• (ما عليك سوى أن تقول لا)، تشير السلطات إلى أن الحافز الرئيسي للتجارة بمنتجات معينة من الحيوانات البرية هو الطلب القوي عليها، لذا، تشمل الجهود العديدة الرامية إلى وضع حد للاتجار بها إطلاق حملات تستهدف المستهلكين.
• فعلى سبيل المثال، وبتمويل من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، تدير مؤسسة فريلاند حملات توعية باستخدام أفلام الفيديو، والملصقات، واللوحات الإعلانية، والمواقع الإلكترونية، ووحدة تعليم متنقلة في تلك الأجزاء من العالم حيث يزداد الطلب على منتجات الحيوانية المهددة بالانقراض.
• وتساهم الممارسات الثقافية أو الدينية، والحوافز الاقتصادية، وغياب الوعي لدى المستهلكين في زيادة الطلب.
• ولن يكون سهلاً تغيير الممارسات التقليدية ومقاومة الضغوط الاجتماعية، ولكن عواقب التخلف الطويلة الأمد قد تكون مدمرة.
• حيث يثمّن العاج لاستعماله في صنع المنحوتات الدينية، والحلي والزخارف، كما يثمن كشيء فاخر.
• ويعزى التصاعد في عمليات قتل وحيد القرن جزئيًا إلى مزاعم لا يوجد دليل يثبتها بأن قرنه يشفي من مرض السرطان، ومن تأثير الكحول، ومن العجز الجنسي من بين أمراض أخرى.
• وتصاد النمور لاستعمال جلودها للزينة، مثل تعليقها على الجدران، أو بسطها على الأرضيات، وكتذكارات وكتحف، وكأدوية تقليدية.
• ويقدر تدفق العاج من إفريقيا إلى شرق آسيا بـِ 72 طنًا سنويًا بقيمة 62 مليون دولار، أي ما يعادل 7 آلاف فيل.
• وبلغ سعر كيلو جرام واحد من مسحوق قرن وحيد القرن ما بين 20 و30 ألف دولار، وارتفع سعر جلود النمور بالتجزئة إلى 70 ألف دولار في العام 2019.
• وتنجذب الشبكات الإجرامية المنظمة إلى الاتجار بالحيوانات البرية نظرًا لربحيتها العالية والنسبة المنخفضة للتعرض للملاحقة القضائية.
• وفي الإدارة الدولية للشحنات، لا يتردد المجرمون عن استخدام العنف أو التهديد باستعمال العنف ضد الذين قد يقفون في طريقهم.
• وعلى الرغم من الجهود الدولية المنسقة لوقف الاتجار بالحيوانات البرية، يستمر التهديد قائمًا لأن الطلب عالٍ، وهناك إمكانية لتحقيق الأرباح.
• ما هي التدابير التي تم اتخاذها لوقف الاتجار بالحياة البرية؟


أ.د/علي عبدالرحمن علي _ رئيس الاتحاد الدولي للاستثمار والتنمية والبيئة





مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى