أخبارخدماتدواجنرئيسيزراعة عربية وعالميةمجتمع الزراعةمقالات

الدكتور محمود نجيب يكتب :  الأنماط الجينية المختلفة لفيروس النيوكاسل فى الدواجن المصرية

تنتشر تربية الدواجن في مصر على نطاق واسع وتوفر مصدرًا مستدامًا (ذاتيًا) للبروتين الحيواني الاقتصادى عالي الجودة لاستهلاك الأسرة المصرية، وأيضا تساهم في زيادة دخل الأسرة، وذلك من خلال بيع الدواجن ومنتجاتها. بالإضافة إلى ذلك، توفر الشركات التجارية المحلية التي تعمل في مجال الدواجن وأدويتها وتحصيناتها فرص عمل لكثير من الأسر مما يساهم في زيادة الدخل وأيضا في تحسن الاقتصاد المصري. من ناحية أخرى، ترتبط تربية الدواجن بعديد من المخاطر الصحية التي تؤدي لنفوق قطعان الدواجن بسبب الأمراض القاتلة مما يحرم الكثير من مصدر مهم من البروتين الحيواني والدخل المادي أيضا.

تنتشر في مصر الكثير من الامراض الفيروسية والبكتيرية التي تصيب الدواجن. ويعد أشهر الأمراض الفيروسية هو مرض النيوكاسل. فأن مرض النيوكاسل هو مرض شديد العدوى له تأثير كبير و يؤدي الي خسائر فادحة في الدواجن في جميع أنحاء العالم. العامل المسبب لهذا المرض هو فيروس النيوكاسل وهو فيروس من الفيروسات الطيرية  Avulavirus تم تسجيله لأول مرة في منتصف القرن الماضي. كما يعد أيضا فيروس النيوكاسل من الفيروسات المشتركة التي تصيب الانسان حيث يسبب أعراضا مرضية طفيفة تتمثل في احمرار العين (العين الحمراء) والتي تلاحظ بين عمال مزارع الدواجن. إن فيروس النيوكاسل لدية قدرة على إصابة أنواع مختلفة من الطيور ويأتي في المقدمة الدجاج والرومي كما يصاب البط والاوز والحمام أيضا بالمرض ولكن بدرجة مختلفة.

تختلف نسبة الإصابة والنفوق بشكل جذري حسب نوع الفيروس، نوع التحصين الذي تم استخدامه، نوع الطيور، الحالة الصحية وقوة الجهاز المناعي للطائر بجانب عوامل أخرى. ويتم التحكم في مرض النيوكاسل عن طريق التحصين الشامل لقطعان الدواجن باستخدام أنواع مختلفة من اللقاحات، ويعد أكثر أنواع اللقاحات انتشارا في مصر هو القاح الحي. وعلى الرغم من برامج التحصين الروتينية المكثفة التي يتم تنفيذها في قطاعات مزارع الدواجن التجارية في مصر، تحدث حالات جديدة باستمرار، مما يشكل تهديدًا لصناعة الدواجن الوطنية.

على مدار السنوات العشر الماضية، تم الإبلاغ عن سلالات جديدة من مرض النيوكاسل من النمط الجيني السابع والحادي عشر (XXI.1.1;VII.1.1) في مصر. قد يشير التنوع المستمر للسلالات والمسافة الوراثية إلى تطور هذه الفيروسات مما أثار مخاوف بشأن فعالية برامج التحصين المطبقة في البلاد. تم الافتراض أنه بسبب الطفرات المتراكمة -كما رأينا سابقًا مع فيروس إنفلونزا الطيور شديد الضراوة- نشأت متغيرات أنتيجينية جديدة، والتي لديها ميزة للانتشار داخل القطعان المحصنة.

ونتيجة لذلك، يجب الاخذ بالاعتبار عدة عوامل ……

  • التحصين: يجب اتباع جميع التعليمات والاحتياطات الواجبة أثناء التحصين بالطرق المختلفة مثل تلك التي تتعلق بدرجة الحرارة ومدة التحصين وجودة الماء، وذلك لضمان نجاح عملية التحصين وتحقيق أقصى استفادة منها.
  • اختيار اللقاح المناسب: يجب أن يكون اللقاح المستخدم مماثل بشكل كبير للفيروسات الحقلية السائدة في المنطقة ليوفر أقصى حماية. لاختيار هذه اللقاحات، يجب الاعتماد في تقييم اللقاحات علي قياس مدي افراز الفيروس من الطيور المحصنة بعد العدوى بجانب الحماية الإكلينيكية التي تتمثل في الأعراض والنفوق.
  • استمرارية تحليل النمط الجيني للفيروسات المتداولة حاليًا في مصر، مع التركيز بشكل خاص على البروتينات السكرية الفيروسية -التي تسهل امتصاص الفيروس بوساطة مستقبلات الخلايا- وهي الهدف الرئيسي للاستجابات المناعية الواقية.
  • متابعة الحالة المناعية لقطعان الدواجن خصوصًا قطعان البياض التجاري والأمهات لضمان وجود منسوب مناعي يحمي القطيع من انخفاض إنتاج البيض ووصول المناعات الأمية للصيصان المنتجة.
  • الأمان الحيوي: تطبيق الأمان الحيوي بالمزارع بات أمرا ضروريًا لا يمكن الاستغناء عنه أو استبداله بالتحصين.
  • الحفاظ علي صحة الجهاز المناعي للطيور وذلك بتجنب جميع العوامل التي قد تؤدي لتثبيطه مثل السموم الفطرية والضغوط الناتجة من أخطاء الرعاية مثل سوء التهوية والتكدس وعدم ضبط درجات الحرارة والرطوبة المناسبة لكل مرحلة من مراحل الإنتاج، مما يؤدي إلى تقليل رد الفعل المناعي للقاحات وجعل القطيع عرضة للإصابة بالأمراض.

د محمود نجيب، باحث بمعهد بحوث الصحة الحيوانية – مركز البحوث الزراعية – مصر





مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى