أخباررئيسيمحاصيلمقالات

الدكتور حمدى المرزوقي يكتب : كلمة حق .. أيها السادة .. نريد حلا

لعل من أروع ما قيل تعبيرا عن حب الوطن تلك المقولة التي قالها الراحل الأنبا شنودة( مصر ليست وطنا نعيش فيه بل وطنا يعيش فينا ) ولهذا كلما قررت ألا أعود إلى الكتابة مرة أخري لأن مسئولية حمل القلم للدفاع عن مستقبل الأوطان وتطويرها لا يقل شأنا عن حمل السلاح للذود والدفاع عن حدود الوطن … فسرعان من أتذكر ذلك ويأتي سريعا الي مخيلتي المقولة الشهيرة لإمام الدعاة الشيخ الشعراوي ( إلا لم تستطع قول الحق فلا تصفق للباطل ) فأعود سريعا الي حمل القلم دفاعا عن قضايا ومستقبل الوطن الغالي ….

وأستاذن حضراتكم في أن تدور كلمتي اليوم حول محورين هامين للغاية وهما … المحور الأول عن دور معهد بحوث البساتين في التنمية والنهضة الزراعية المصرية الحديثة وهو أحد المعاهد البحثية التابعة لمركز البحوث الزراعية والذي أنشأ بالقرار الجمهوري رقم ٢٤٢٥ لسنة ١٩٧١م حيث يضم المركز ١٦ معهدا بحثيا أكبرها معهد بحوث المحاصيل الحقلية والذي يختص بالعمل على النهوض بالمحاصيل الحقلية جميعا ( عدا محصول القطن والذي يتبع معهد بحوث القطن ويحتاج أيضا الي دفعة قوية لإعادة الروح إليه – والمحاصيل السكرية وهي تابعة لمعهد بحوث المحاصيل السكرية ) … ويهتم معهد بحوث المحاصيل الحقلية بالتوسع الرأسي لتقليل الفجوة الغذائية وذلك لإنتاج أصناف ذات انتاجية عالية بالإضافة إلي مقاومتها للأمراض والحشرات والظروف البيئية المعاكسة وأهمها تحمل الجفاف وقلة استهلاك الماء ويعاون المعهد في أداء مهامه البحثية الحيوية معهد بحوث الأمراض ومعهد بحوث الحشرات هذا ولقد استنبط المعهد العديد من الأصناف الممتازة والمتفوقة ومازال يقوم بالدور المنوط به حتي الآن مع تطوير حزمة التوصيات الفنية التي تناسب الأصناف والهجن المستنبطة إضافة الي إنتاج تقاوي المربي والأساس بحيث تصبح تحت تصرف جهات الإنتاج الحكومية مثل الإدارة المركزية التقاوي وأيضا شركات إنتاج التقاوي بالقطاع الخاص.
ولقد حقق المركز قدرا كبيرا من النجاح في كثير من القطاعات وخاصة في قطاع الحبوب ولكنه لم يحقق نفس القدر من النجاح في قطاعات أخري … هذا ولقد سبق أن تكلمنا في أكثر من مقال عن دور كل معهد وانجازاته إلا أننا اليوم سوف نركز في إلقاء الضوء علي معهد بحوث البساتين والذي يلقي النقد الشديد من جانب الكثير من الأقلام الصحفية المتخصصة والغير متخصصة … فالبعض ربما يريد الهدم والتخريب ربما عن جهل وربما أيضا عن سوء قصد أما القليل من الأقلام الواعية فإنها تدعوا الي الصحوة الكبري وإعادة التطوير والإصلاح والبناء …
ويعتبر قسم البساتين الذي أنشأ عام ١٩١١م نواة لمعهد بحوث البساتين الذي أنشأ عام ١٩٧١م وذلك بهدف النهوض بانتاجية المحاصيل البستانية ( فاكهة وخضر نباتات طيبة وعطرية نباتات زينة وأشجار خشبية ) كما ونوعا وذلك من أجل مواجهة متطلبات الاستهلاك المحلي والتصدير من تلك الحاصلات … ويتكون معهد بحوث البساتين من حوالي ١٧ قسما بحثيا وثلاثة معامل مركزية وعدة مزارع بستانية ويبلغ عدد العاملين بالمعهد حوالي ٣٥٠٠ ما بين باحث وفني وإداري وعامل ولقد شهد المعهد فترة من الإزدهار في الثمانينات حيث تمكن من تحقيق بعض الإنجازات نذكر منها ..
١) انتخاب وإدخال أصناف وسلالات جديدة من المحاصيل البستانية وأيضا أنواع جديدة من محاصيل الخضر مثل البسلة السكرية و البروكلي وأيضا أنواع من النباتات الطبية والعطرية الجديدة مثل الزعفران ومن محاصيل الفاكهة الجديدة مثل الكاكي والباباظ والزبدية والبشملة والنبق والعناب .
٢) إستخدام الأساليب العلمية الحديثة في اكثار المحاصيل البستانية عن طريق زراعة الأنسجة.
٣) تقليل نسبة الفاقد وتحسين معاملات القطف ومعاملات ما بعد الحصاد .
٤) دخول مصر لاول مرة كمصدر لشتلات الفراولة المعتمدة لبعض دول جنوب آسيا والدول العربية.
٥) إنتاج التقاوي المحسنة من الخضر والنباتات الطبية والعطرية.
٦) المساهمة فى تطوير وإنتاج أشجار الغابات.
٧) ساهم المعهد في نقل التكنولوجيا الحديثة من المزارع البحثية الي حقول المزارعين.
٨) أصدر المعهد حوالي ١٠٤ نشرة علمية متطورة في جميع المحاصيل البستانية حتي تكون المعلومات الحديثة في متناول المزارع .
بالإضافة إلي العديد من المطويات التي تحتوي علي أحدث النتائج التطبيقية في عمليات إنتاج المحاصيل البستانية وتم توزيعها علي مديريات الزراعة والجهات المعنية.
ومع تقلص الميزانية تدريجيا ومنذ نهاية التسعينات وأوائل القرن الجديد حيث بلغ معدل النقص الجائر في الميزانية كما جاء ذكره في مقال صادر عن ا.د. احمد غنيمة أستاذ الإقتصاد الزراعي الشهير- بلغ النقص في الميزانية حوالي ٦٧ الي ٧٠% في السنوات العشر الأخيرة ونال منها النصيب الأكبر معهد بحوث البساتين إضافة إلى ضعف القيادات مما أدي الي حدوث ما يشبة الشلل في الأداء البحثي في هذا المعهد العريق … ورغم ذلك فأنني أعرف بعض الباحثين المحبين لوطنهم يقومون بأداء مهامهم البحثية من زراعة وعزيق وري بأنفسهم وعلي نفقاتهم الشخصية…نعم الصورة تبدو مؤلمة ومظلمة كثيرا ولكنني سمعت مؤخرا ومنذ أيام قليلة مضت أن هناك بصيص من نور يأتي من نهاية النفق الطويل المظلم ربما يهدف الي الإصلاح وإعادة الروح العلمية والبحثية التطبيقية الي هذا الكيان العلمي الشامخ … وكم نتمني من الزميل الفاضل ا.د. رئيس المركز وهو قيادة وطنية مخلصة تحيط بها الصعوبات من كل جانب ولكنة قادر علي الإصلاح إن شاء الله ونري ان الإصلاح يبدأ بعد تحسين الميزانية في إختيار القيادات الجادة الواعية المخلصة كما نقترح علي سيادتة التفكير في إنشاء وحدة ذات طابع خاص للنهوض وتطوير صناعة التقاوي في مختلف الحاصلات البستانية بالمعهد أسوة بما هو قائم بالفعل في معهد بحوث المحاصيل الحقلية ومنذ أكثر من عشرين عاما وذلك هو السر وراء نجاح وإنجازات معهد المحاصيل الحقلية حتي الآن.
اما المحور الثاني في تلك المقالة فانة يتعلق بترقية شباب الباحثين ومساعديهم … إن ما يجري علي ساحه مركز البحوث الزراعية في العشر سنوات الأخيرة من فوضي في إختيار الكوادر العلمية الشابة يجب أن يعاد النظر فيه وعلي أسس علمية تعتمد على اللوائح والقوانين ثم نأتي بعد ذلك الي نظام الترقية بعد منح الدرجات العلمية من ماجستير ودكتوراه ونري أنه لابد من تسكين تلك الكوادر الشابة علي درجات علمية تتناسب مع مؤهلاتهم وذلك طبقا للائحة مركز البحوث الزراعية الصادرة بالقرار الجمهوري رقم ١٩ لسنة ١٩٨٣م والتي تنص في أول موادها علي أن مركز البحوث الزراعية هيئة علمية بحثية تخضع للقانون رقم ٦٩ لسنة ١٩٧٣م قانون الهيئات العلمية والذي ينص في أول مواده على أن جميع المراكز البحثية تخضع للقانون ٤٩ لسنة ١٩٧٢م وتعديلاته ( قانون تنظيم العمل بالجامعات المصرية ) … ومن المعروف للجميع وبناء علي تلك القوانين واللوائح السابق ذكرها أن المعيد ( مساعد باحث) بمجرد حصوله علي الماجستير يصبح مدرس مساعد( باحث مساعد) ..ثم بعد حصولة علي الدكتوراة يصبح مدرسا (باحث) فلماذا يثار بين الحين والآخر مشكلة التسكين علي الدرجات العلمية … لا أعتقد أن الأمر يحتاج الي مثل تلك الزوبعة المثارة حاليا إنها مدعاة الي بث روح اليأس بين شباب الباحثين ومساعديهم وخلق روح من الإحباط بينهم وزعزعة الثقة والأمل في نفوسهم وكل تلك العوامل تؤدي الي التخريب النفسي للشباب علي المدي القريب والبعيد معا … إننا في حاجة ماسة الي خلق جيل جديد من شباب الباحثين و العلماء يؤمنون بالله ويثقون في قياداتهم ويحبون أوطانهم ….
واسلمي يا مصر انا لك الفدا ….





مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى