الدكتور صلاح يوسف يكتب : القائد لا يستطيع إلا أن يكون قائدا
إنه شئ غير مكتسب أن يكون شخص ما قائدا .. ليست مرتبطة بسن نضج ولا بجنس ذكر أو أنثى ولا بتعليم .. هى صفة تكاد تكون مولودة مع الشخص فيه .. ربما قبله .. وأن يكون شخصا ما قائدا صفة ليست مكتسبة ..
ليست مع الأيام ولا مع الخبرات ولا مع السلطات التى تمنح للشخص ولا حينما تنزع عنه .. ليست أقدمية وليست منصبا .. ولذلك يولد القائد قائدا ويموت عليه حتى لو كان بمفرده .. حتى لو كان بمعزل عن الجميع .. حتى لو كان منزوع كل الإمكانيات .. فقط الصفة لا تجد بيئة التعبير ولكنها لا تموت إلا بالموت .. ولا تزول ولا تنكسر .. فصفة القيادة هى عزة فى النفس لا تزول عنها حتى تزهق ..
وليس معنى تقدم الصفوف أن شخصا ما يصبح قائدا .. قد يقوم بالدور .. لكن دون إبداع .. والإبداع صفة مرتبة بالقيادة .. وإذا كانت صفة العزة مرتبطة بالقيادة فهى لابد أن تسرى من القائد إلى كل من حوله .. يشعرهم بعزتهم ولا ينتقص منها شيئا .. بعكس من يتقدم الصفوف فاقدا الصفة فلابد أن يفقدها لمن حوله بدرجة من الدرجات تتناسب ومدى توفر بعض صفات القيادة فيه .. إنها الثقة فى النفس لدى القائد ..
لذلك القائد لا يكون عنيفا ولا عدوانيا ولا كاذبا ولا خائنا ولا ملتويا حيث كلها صفات تعبر عن ضعف لا يتسلل إلى القائد لآن القوة التى تحملها نفسه تجعل قدرته على الوضوح فى الرأى والسلوك والفعل ورد الفعل .. القائد يكون رحيما لأنه قادر على المحسابة ويترفع عنها .. معطاءا لآنه لا يخشى غد .. دافعا للأمام لآنه لا يخشى عمرا يهرب منه ولا مكانة تزول عنه .. فهو إنسان تملؤه نفسه جيدا فلا يحتاج من خارجها شيئا .. لا مال ولا سلطان ولا حتى مكانة وإن لزمت ..
وإذا قدرنا أن نجد من يتوفر فيه كل صفات القائد دون إنتقاص فلن يكون سوى سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وجميع الأنبياء والرسل عليهم صلوات الله وسلامه .. ثم عامة الناس ينهلون من الصفات بقدر ما قدر لهم وما قدروا عليه.
وصفات القائد تجعله لا ينتقصها من غيره .. ولكن يكملها قدر المستطاع .. فلا يحرم أحد نفسه من صفات القيادة أو طامحا إليها .. قائدا أو مكبل بها طمعا فيها أو رغما عنه .. أو فردا عاديا يتوق إلى الأفضليه .. فهذا حق مشروع ولكن بصفاتها ..
وإذا عز الرجال ووجودهم .. فسيعز أكثر أصحاب صفة القيادة ووجودهم .. وقديما قيل إذا لم تتمتع بصفة قوم شرفاء فليس أقل من أن تحاكيهم .. وعلى من يريد أن يتصف بصفة القيادة ويشعر بأى درجة أنه يفقدها فعلى الأقل أن يتشبه بصفاتها حتى ينتسب إليها ويحقق فيها القدر الذى يتمناه لنفسه .. هى صفات إذن ليست حكرا على أحد يمنعها عن الغير .. لكن فقط يجتهد من يجتهد وفى الإجتهاد مشرفة.