دكتورة ايمان السكري تكتب : التلوث بالمعادن الثقيله وطرق التخلص منها
تعريف المعادن الثقيلة:
– هى تلك العناصر الطبيعية فى القشرة الأرضية وفى النسيج الحى،المعادن لا تتعرض للانحلال أو التلف. وتدخل المعادن أجسامنا من خلال الأطعمة .. مياه الشرب .. والهواء.وهذه العناصر لا تحتوي علي سعرات حراريه ولكن تعين الجسم علي انتاج الطاقه و تنقسم العناصر الثقيلة إلى عناصر أساسية وعناصر غير أساسية, فالعناصر الأساسية مثل الزنك,المغنيسيوم,النحاس,والسيلينيوم هامة لبناء الخلايا , تساعد في نقل الاشارات العصبيه الي الاعصاب والعضلات و لعمل الإنزيمات حيث تعمل هذه العناصر كعوامل أيونية مساعدة للإنزيمات co-factor ionsضرورية لأيض الخلية بتراكيز منخفضة لكن استهلاك التركيزات العاليه منها يكون ضار ويسبب ما يسمي بتسمم المعادن الثقيله
بينما تكون العناصر الثقيلة غير الأساسية سامة للخلية ومكوناتها، وبإمكانها تدمير مكونات الخلية عند تركيزات منخفضة، ومن هذه العناصر الكادميوم ، والرصاص علي سبيل المثال. توجد المعادن الثقيلة بصورة طبيعية في النظام البيئي، ويرجع ازدياد نسبها مؤخراً إلى المصادر الصناعية والنفايات الصناعية السائلة وانتقال أيونات المعادن من التربة إلى البحيرات والأنهار والأمطار الحمضية، والتلوث الحادث من النفايات الصادرة من الوقود بشكل خاص.
بالرغم من القضية المثارة حول ما تحدثه المعادن الثقيلة من تسمم، والتى تلحق الضرر البالغ بصحة الإنسان فإن الأطعمة المحتوية عليها تكون نسب المعادن الثقيلة بها ضئيلة، وكل هذا الضرر آتٍ من تلوث البيئة
. أدى تلوث البيئة على المستوى العالمي إلى تلوث الأسماك بالمواد الضارة بالصحة (مثل المبيدات ومياه الصرف الصحي والصناعي والزراعي) حيث أن مدى تلوث الأسماك في مكان ما يعطي دلالة قاطعة على مدى تلوث البيئة ولذلك تستخدم الأسماك البحريــة وأســماك الميــاه العذبــة كمؤشــراً أو دلــيلاً حيويــاً في برامج المراقبة البيئية لمعرفـة مـدى تلـوث البيئـة المائيـة بالعناصر الثقيلة التـي تعيش فيها، وذلك بـسبب إنتقـال العناصـر الثقيلـة عبر سلسلة الغذاء، حيث تدخل العناصر الثقيلة إلى السلاسل الغذائية المائية وخاصة الأسماك إما بصورة مباشرة عن طريـق الغذاء أو غير مباشرة عن طريق الخياشيم وينتقل التأثير السام للمعادن الثقيلة من كائن إلى آخر عن طريق التغذية عبر السلسلة الغذائية ومن ثم تصل هذه العناصر إلى الإنسان المستهلك الذي يقع في قمة الهرم الغذائي,.
يعتبر التلوث بالعناصر الثقيلة مثل الحديد, الخارصين, النحاس, الرصاص والكادميوم أخطر أنواع التلوث نتيجة تراكمها داخل أعضاء الأسماك حيث تمتص هذه العناصر وتجّمُعها داخل أنسجته ومن ثم يمكن نقلها الي الانسان.
فعلا سبيل المثال ارتفاع تركيز الرصاص في البيئة المائية وبالتالي في الأحياء المائية ولاسيما الأسماك يـأتي من الأنشطة الصناعيه والبشرية، ومن أهم مصادر التلوث بالرصاص هى مـصانع البطاريـات والأنابيـب المستخدمة في نقل مياه الشرب وإلقاء بعض المخلفات الصناعية. والتأثيرات السامة التي يُحدثها الرصاص بجسم الإنسان تشمل العديد من الأجهزة مثل الجهاز العصبي والإخراجي الكلوي والجهاز الدوري (الدم) ويمتد التأثير ليشمل الأنشطة الكيميائية الحيوية بالكائنات الحية المتأثرة بالرصاص.
من أهم أعراض التسمم بالرصاص
الأنيميا, الهزال, فقدان الشهية وتلون اللثة باللون الأزرق عندما تصل نسبة الرصاص فى الدم إلـى0.6 – 0.8 جـزء في المليون بينما في الحالات المتقدمة يؤدى إلى الفشل الكلوى وتأتى خطورة المعادن الثقيلة من تراكمها الحيوى داخل جسم الإنسان بشكل أسرع من انحلالها من خلال عملية التمثيل الغذائى أو إخراجها
اهم الطرق المستخدمه في محاولات الحد من التلوث البيئي:-
إبعاد الصناعات التي تلوث البيئة ووضعها في أماكن بعيدة عن وجود البشر؛ لتجنب تبوير الأراضي الزراعيّة، وبالتالي عدم إلحاق الضرر بصحة الإنسان
التطوير من الأساليب المكافحة لتلوث الهواء، فعلى سبيل المثال لا يكون الحلّ هو زيادة ارتفاع أطوال المداخن؛ لأنّه لا يوقف التلوث بل يؤدّي به إلى أماكن أخرى بعيدة.
التشجير في مناطق واسعة، للتقليل من امتصاص ملوثات الهواء
.إجراء الكشوفات الدوريّة للسيارات؛ لأنّ العوادم إحدى عوامل تلوث الهواء الرئيسيّة.
استخدام الغاز الطبيعيّ كمصدر للطاقة البديلة؛ لأنّها لا تنتج عنه كميّات كبيرة من الكبريت أو الرصاص.
استخدام النفط بدلاً من الفحم؛ لأنّ احتراق الفحم يسبب تلوثاً أكبر من الناتج عن النفط.
محاولة معالجة مياه المجاري والصرف الصحيّ، وذلك قبل أن تصل إلى المسطحات المائيّة
. التخلّص من النفط العائم الناتج عن الحوادث المصاحبة للناقلات: بالحرق أو الشفط ، والذي يضر كثيراً بالأحياء البحريّة
.الحفاظ على نظافة مياه الاستخدام المنزلي جيداً من خلال غسل الخزانات جيداً.
دفن النفايات التي تصدر إشعاعات، ويُفضل أن يكون ذلك في المناطق الصحراويّة؛ لأنّ مثل هذه النفايات تهدّد الخزانات الخاصّة بالمياه الجوفية، وبالتالي يتعرّض السكان لخطر التلوث بالإشعاع النوويّ.
- الابتعاد عن المبيدات الحشرية، وفي حال استدعت الضرورة ذلك يُفضّل استخدام الثابتة منها؛ لأنّها تكون أقل تلويثاً وتأثيراً على التربة
- .
- إجراء الكثير من البحوث والدراسات التي توضّح العلاقة بين التلوث، والكائنات الحيّة
- .
- وجود دروس توعوية توضح الإجراءات الصحيحة لاستخدام المبيدات؛ لتجنب أضرارها وتحقيق المرغوب منها
- .
- المعالجة لإزالة المعادن الثقيلة من مياه الشرب ومياه الصرف الصحي والمياه المستعملة صناعيا مثل الامتزاز، الترسيب الكيميائي، التحليل الكهربائي، الترويب والتخثير، التبادل الأيوني، الأكسدة، الإختزال
دكتورة ايمان توفيق السكرى ـ باحث بمعهد بحوث الصحه الحيوانيه-فرع كفرالشيخ ـ قسم الكيمياء الحيويه والسموم وامراض النقص الغذائي ـ مركز البحوث الزراعية ـ مصر