الفاو : النظم البيئية الصحية أساسية للوقاية من الأمراض العالمية ولضمان الأمن الغذائي
أكد المشاركون في الاحتفال الافتراضي باليوم العالمى للبيئة الذي نظمته منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) أمس على أن الفهم الأفضل لدور النظم البيئية والتنوع البيولوجي في مواجهة الأمراض وغيرها من التهديدات على حياة الناس وصحتهم وسبل عيشهم، سيمكننا من التغلب على تحديات جائحة كوفيد-19 والحيلولة دون ظهور مثل هذه الأوبئة القاتلة مستقبلاً.
وجرى الاحتفال تحت شعار “حان وقت الطبيعة” للتأكيد على ما يجب القيام به لتحويل أنظمتنا الغذائية والزراعية لاستعادة نظمنا البيئية والتنوع البيولوجي اللذين يعتبران مهمين جداً في جهود إعادة البناء بشكل أفضل بعد جائحة كوفيد-19.
وفي كلمته الافتتاحية قال المدير العام للفاو شو دونيو: “إن الأحداث الأخيرة سواء غزو الجراد لشرق أفريقيا أو دودة الحشد الخريفية، والآن هذا الوباء العالمي، تظهر الترابط بين البشر والحيوانات والبيئة”، ودعا جميع القطاعات والمجتمع ككل إلى إعادة النظر في العلاقة مع الطبيعة.
وأكد شو على أن فقدان التنوع البيولوجي لا يزيد فقط من تعرض الناس للأمراض الناشئة، ولكنه يشكل أيضاً تهديدات خطيرة على النظم الغذائية والإنتاج الزراعي وسبل العيش، وأشار إلى ضرورة ضمان الإدارة المستدامة للموارد الطبيعية وتعميم التنوع البيولوجي في جميع القطاعات الزراعية.
واختتم كلمته بالقول: “لنتذكر دائماً أن كل يوم هو يوم عالمي للبيئة”.
وخلال الحدث قالت إليزابيث ماروما مريما، الأمينة التنفيذية بالنيابة لاتفاقية التنوع البيولوجي: “لقد أجبرنا هذا الوباء على مواجهة واقع صعب وهو أن التأثير الجسيم لبصمتنا الشديدة على العالم الطبيعي أدى إلى تغيير جذري في الظروف التي تظهر فيها الأمراض وتتطور وتنتشر. وقد زاد ذلك من خطر انتشار الأمراض من الحياة البرية إلى الماشية، ومن الحيوانات إلى البشر”.
وأشارت إلى أن التنوع البيولوجي يعود بفوائد عديدة على الناس بما في ذلك توفير النظم الغذائية الصحية والمستدامة، والهواء النقي، والمياه العذبة والأدوية، مشددة على أن أي تغييرات في قدرة الطبيعة على تقديم هذه الفوائد ستؤثر على الأمن الغذائي والتغذية وسبل العيش والدخل والصحة.
بدورها حذرت مونيك الويت المديرة العامة لمنظمة صحة الحيوان في كلمتها أثناء الحفل، من أن الهجمات المتكررة على البيئة لها تبعات على صحة الحيوان وبالتالي على صحة الإنسان.
وقالت “نحن نعلم أن الإنسان هو وراء تدهور النظم البيئية الطبيعية، كما أن زيادة التلامس بين البشر والحيوانات يمكن أن يزيد من فرص ظهور الأمراض الحيوانية المنشأ وانتشارها” مؤكدة على أهمية التركيز على القضايا التي تتعلق بالتفاعل بين البشر والحيوانات والبيئة.
وأشار المشاركون في الاحتفال الافتراضي باليوم العالمي للبيئة، إلى أهمية تعزيز التعاون في نهج “الصحة الواحدة” الذي يعترف بالصلات المعقدة والمترابطة بين صحة البشر والحيوانات والنباتات والنظم البيئية. ومن شأن هذا النهج أن يساعد البلدان على بناء قدراتها على التنبؤ بمخاطر الأمراض الحيوانية المنشأ، واتخاذ الإجراءات لمنع هذه المخاطر والتخفيف من تأثيراتها وعواقبها على الصحة العالمية والنظم الغذائية والتنوع البيولوجي.
وشارك في الاحتفال كذلك أ. ويراتنو ، المدير العام لموارد الطبيعة وحفظ النظام الإيكولوجي في إندونيسيا، وجلوريا إيزابيل راميريز ريوس، السفيرة والممثلة الدائمة لكولومبيا لدى المنظمة، وجان تومبينسكي، السفير والممثل الدائم للاتحاد الأوروبي لدى المنظمة، وروبرت ناسي، المدير العام لمركز البحوث الحرجية الدولية، وسيرج موراند، الباحث والخبير في البيئة والبيولوجيا التطورية في مركز البحوث الزراعية والإنمائية التابع للمركز الوطني للبحوث العلمية، وجيف ليجون، مسؤول سلامة وجودة الأغذية، وأمانة منظمة الفاو/ منظمة الصحة العالمية، واجتماع الخبراء المشترك المعني بتقييم المخاطر الميكروبيولوجية (جيمرا)، ووانتتاني كالبرافيده كبير مسؤولي صحة الحيوان رئيس مركز الطوارئ العالمي لأمراض الحيوانات العابرة للحدود، وغيرهم.
عمل الفاو في مجال التنوع البيولوجي
في السنوات الأخيرة، حققت الفاو تقدماً كبيراً في دمج التنوع البيولوجي في جميع سياساتها الزراعية.
والعام الماضي أطلقت المنظمة تقريرها حالة التنوّع البيولوجي للأغذية والزراعة في العالم الذي يؤكد على ضرورة حماية الموارد الطبيعية بما فيها التنوع البيولوجي، وضرورة المحافظة على الموارد الوراثية واستخدامها لزيادة الإنتاجية.
كما تبنت المنظمة استراتيجية تعميم التنوع البيولوجي عبر القطاعات الزراعية التي تهدف إلى خفض التأثيرات السلبية للمارسات الزراعية على التنوع الزراعي ونشر الممارسات الزراعية المستدامة لحماية وتعزيز والحفاظ على التنوع البيولوجي واستعادته.
إضافة إلى ذلك طورت الفاو مجموعة من الأدوات والتوجيهات المتعلقة بالتنوع البيولوجي في جميع القطاعات بما في ذلك مدونة السلوك الدولية للاستخدام المستدام للأسمدة وإدارتها للزراعة، والعناصر العشرة للزراعة الإيكولوجية.